شؤون لبنانية

ميقاتي: الانتخابات ستشكل فرصة لشباب لبنان ليقولوا كلمتهم

 

لفت رئيس مجلس الوزراء ​نجيب ميقاتي​، خلال مشاركته في”المنتدى الشّبابي الدّولي” الرّابع في شرم الشيخ، إلى أنّ “نادرًا ما يسعى صانعو السّياسات في العالم إلى إشراك الشّباب في صنع السّياسات في القضايا الّتي تؤثّر على حياة الشّباب أنفسهم، وأنا على قناعة أنّه لا يمكن ضمان المشاركة الهادفة للشباب في تطوير البرنامج، إلّا من خلال سياسة شاملة يقودها الشّباب أنفسهم، وتتوفّر لهم فرص إطلاق المبادرات والشّروع بتنفيذها”.

واشار إلى أنّ “في عام 2012، أعلنت الحكومة ال​لبنان​ية الّتي كنت أرأسها، التزامها بحماية حقوق الشّباب وتعزيزها، من خلال إقرار “وثيقة السّياسة الشّبابيّة”، الّتي تتمثّل أهدافها الرّئيسيّة بتمكين الشّباب من خلال توفير بيئة موأتية، وتأمين الموارد اللّازمة لتنفيذ برامج لتطوير إمكانات الشّباب العقليّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والسّياسيّة والثّقافيّة والماديّة بشكل كامل، من أجل تحسين جودة حياة الشّباب”.

وأوضح ميقاتي أنّ “سياسة الشّباب المتعددة القطاعات، تتشكّل من مجموعة مبادئ توجيهيّة وقرارات ومراسيم وزاريّة، ترتكز على استراتيجيّات تعزيز التّعليم والتّخصّص والتّمكين الاقتصادي وتنمية المهارات والمواطنة الفاعلة”، مركّزًا على أنّ “جائحة “COVID-19” ظهرت في وقت حرج لجميع الأجيال، ولكن وقعها كان قاسيًا وبشكل خاص على الشّباب. ثلاث سنوات من “COVID19″ تعني عمليًّا خسارة ثلاث سنوات من تنمية المهارات الحياتيّة للشباب. من هنا، ينبغي التّركيز على أهميّة رفاهيّة الشّباب وصحّتهم العقليّة، للاستجابة لـ”COVID-19″ والتّعافي من الوباء”.

وشدّد على أنّ “اليوم، تلتزم حكومتي بالمصادقة على إطار عمل محدّث للسّياسة الوطنيّة للشّباب، مع الأخذ في الاعتبار التحدّيات الجديدة الّتي ظهرت منذ ظهور “COVID-19″، بالإضافة إلى الأزمات الماليّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي يواجهها لبنان”، مبيّنًا أنّه “يجري حاليًّا تطوير خطّة العمل هذه، بالشّراكة مع ​المجتمع المدني​ والجهات المعنيّة، وبمجرّد اكتمالها، سيتمّ إقرارها حسب الأصول”.

وتوجّه إلى شباب لبنان، بالقول: “إنّ بلدنا يمرّ اليوم في مراحل صعبة وأزماتٍ حادّة يعرفونها، وأوضاع معيشيّة يعانون منها، ودفعت قسمًا كبيرًا من أبناء لبنان إلى الخارج، وهذه جميعُها في ضميرنا ووجداننا وتدمي قلوبنا، وكلّها ماثلة أمامنا حيث نجتمع، وحين نعمل لإخراج وطننا الحبيب ممّا يعاني منه من مآزق و تحدّيات”. ورأى أنّ “العلّة في جسد الوطن تقتضي منّا المعالجة، لا الخروج من المسؤوليّة أو التخلّي عنها أو ​الهجرة​ من الوطن”.

كما أكّد ميقاتي أنّ “​الانتخابات النيابية​ الّتي ستجري في الرّبيع المقبل، سوف تشكّل فرصةً لشباب لبنان ليقولوا كلمتهم، ويحدّدوا خياراتهم في ما يتوافق مع رؤيتهم للانخراط في ورشة الإنقاذ الوطني المنشود”، مركّزًا على “أنّني فخور بكلّ شباب لبنان وشابّاته، وأرى في عيونهم الأمل بغد أفضل لشعبنا ووطننا. كما أدعوهم إلى ألّا ييأسوا رغم الواقع الأليم، وألّا يعتبروا أنّ الهجرة هي الحلّ، وليحافظوا على إيمانهم بلبنان، الّذي واجه على مدى تاريخه أهوالًا ومصاعب أقسى من الّتي نعيشها اليوم، فتخطّيناها وتجاوزنا كلّ المخاطر وصمدنا؛ وانطلقنا من جديد لنبني لبنان يليق بشبابنا ونفاخر به”.

وذكر أنّه “تم اختيار ​بيروت​ هذا العام لتكون عاصمة الشّباب العربي، وأنا أغتنم هذه الفرصة لأقول إنّ بيروت ستفتح أبوابها لجميع الشبّاب في ​العالم العربي​، لتقول لهم أنتم في وجدان بيروت وقلب لبنان”، مشيرًا إلى أنّ “بيروت كانت وستبقى مشرّعة دائمًا لكلّ واحد منكم. نعم، بيروت مدينة ضاربة جذورها في التّاريخ، ولكنّ روحها ستبقى شابّة تجذب الابتكار والإبداع من الشرق والغرب”. وشددّ على أنّ “لبنان سيحافظ على تعهّده بعدم ادّخار أيّ جهد في سبيل المشاركة الفعّالة في العمل العربي المشترك، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة لشبابنا، من خلال اعتماد وتنفيذ الاستراتيجيّة المناسبة لوثيقة السّياسة الشّبابيّة”.

وكان ميقاتي قد لبّى اليوم دعوة الرّئيس المصر​ي ​عبد الفتاح السيسي​، للمشاركة في “المنتدى الشّبابي الدّولي” الرّابع، الّذي تقيمه مصر في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة عدد من الرّؤساء والسّياسيّين والدّبلوماسيّين والإعلاميّين والشّباب العرب والأجانب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى