الصحافة الإسرائيلية

من الصحافة الاسرائيلية

تقدر أوساط إسرائيلية سعي حركة حماس لتهدئة في قطاع غزة مقابل تصعيد للعمليات المسلحة بالضفة الغربية، وذلك في ضوء المباحثات التي يجريها وفد الحركة مع المخابرات المصرية بالقاهرة.

وتأتي متابعة مختلف الأوساط المعنية لدى إسرائيل بالتزامن مع وصول وفد كبير من قيادة حماس إلى القاهرة بدعوة من المخابرات المصرية لإجراء محادثات حول قضايا رئيسية مثل تثبيت التهدئة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وصفقة تبادل الأسرى.

يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكري لدى اسرائيل “أمان”، قال إنه “بعد عملية “حارس الأسوار”، المتمثلة بحرب غزة في أيار/ مايو، وضعت الإدارة الأمريكية شرطا مسبقا لإعادة إعمار القطاع، وتحسين الاقتصاد، والأوضاع المعيشية لسكان غزة، من خلال تثبيت الهدوء الأمني، وهو ما تم بطلب شخصي من الرئيس جو بايدن”.

وأضاف في مقال على موقع “نيوز ون” “بالتزامن مع زيارة وفد حماس إلى القاهرة، فقد وصلها وفد من رجال الأعمال الفلسطينيين من قطاع غزة في إطار زيارة مخططة مسبقا، ويضم 15 شخصية من مختلف القطاعات الاقتصادية، وسيلتقون مع المسؤولين عن حقيبة إعادة الإعمار وممثلين عن الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، وسيناقش الوفد القضايا المتعلقة بالسلع المسموح بدخولها إلى غزة، وزيادة التجارة، بما في ذلك الصادرات من قطاع غزة إلى مصر، فضلاً عن القضايا الاقتصادية الهادفة لتحسين حياة سكان غزة”.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن وصول قيادة المكتب السياسي لـ”حماس” بالكامل إلى القاهرة ربما يعني أن المخابرات المصرية ستقدم مقترحات مهمة لقيادة “حماس”، وتطالب بإجابات فورية، حتى يمكن المضي قدمًا في المحادثات مع إسرائيل.

ما زالت الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية منشغلة بتبعات إعلان رئيس الحكومة نفتالي بينيت عن تنفيذ جهاز الموساد لعملية استخبارية خاصة في عمق الأراضي اللبنانية، للعثور على دليل يوصل إلى الطيار المفقود منذ 35 عاما رون آراد.

في الوقت ذاته، هناك تقديرات إسرائيلية تحدثت أن هذا الإعلان شكل رسالة للإيرانيين والسوريين الذين لاحظوا عمل الموساد، مفادها أن هذه العملية جزء من استراتيجية “المعركة بين الحروب”، وإشارة جديدة على أن إسرائيل جادة بشأن الإجراءات التي اتخذها الموساد كجزء من تعطيل البرنامج النووي، ومشروع الطائرات دون طيار، فضلا عن كونها إثباتا لعائلات الأسرى الإسرائيليين أن الدولة تعتبر نفسها مسؤولة عن إعادتهم.

الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي كتب مقالا في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ذكر فيه أن “الإيرانيين تابعوا عملية الموساد بعد وقوعها، واكتشفوا من أين أجريت، في ظل التسريبات التي تحدثت عن اختطاف جنرال إيراني، والتحقيق معه في دولة أفريقية، دون الإشارة إذا ما كان في منصبه حاليا أو سابقا، ويحتمل أن تكون هناك صلة بين الحادث الذي حصل في قبرص، والشخصيات التي لها صلة مباشرة بنفس الإجراء الذي قام به الموساد”.

وأضاف أن “المعلومات الواردة لإسرائيل بشأن آراد تركز على عدة دول في محاولة لتأكيد المعلومات الاستخباراتية، لأنه بعد المعلومات التي وصلت إسرائيل بخصوصه، فقد ركزت العملية على عدة دول لفحص البيانات والمصادر الأخرى التي من شأنها تأكيد المعلومات الأولية حول مصير آراد، والمكان الذي أنهى فيه حياته، وفي النهاية فإن العملية انتهت دون أن تسفر عن نتائج جديدة مهمة، رغم أنها كانت عملية معقدة وجريئة وواسعة النطاق”.

دعا خبير عسكري إسرائيلي حكومة إسرائيلي، إلى الإسراع في إبرام صفقات تبادل الأسرى عندما يكون ذلك ممكنا، منوها إلى أن هذه هي خلاصة الدرس المستفاد من قضية الطيار رون أراد الذي فقد في لبنان وأسر عام 1986 علي يد حركة “أمل.

وقال يوآف ليمور في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”: “مشكوك أن تكون جملة “إسرائيل ستفعل كل شيء” صحيحة أكثر في أي مرة مما هي في حالة رون أراد، فمنذ اختفى في منتصف 1988، فإن إسرائيل قلبت كل حجر في محاولة لحل اللغز، وكل هذا عبث”.

وأضاف: “أراد كان يمكنه وينبغي له أن يعود إلى الديار بعد زمن قصير من أسره لدى “أمل”، والثمن الذي وضع لرأسه كان معقولا، ولكن قادة إسرائيل في حينه، كانوا ملذوعين من ثمن صفقة جبريل، والتي أدت ضمن أمور أخرى إلى اندلاع الانتفاضة الأولى، فامتنعوا عن صفقة أسرى أخرى”.

ولفت الخبير إلى أن “الطيار أراد دفع الثمن ولم تهتم إسرائيل بإعادته”، منوها إلى أن “عائلة الطيار استمعت في حينه للنصائح التي أعطيت لها، بألا تثير ضجيجا وصخبا كي لا يزيدوا الثمن الذي سيكون مقابل تحريره، وعندما فهمت أن رؤساء إسرائيل لا يعملون في مواضيع كهذه إلا تحت الضغط، فقد بات هذا متأخرا جدا”.

وقال: “هذا الدرس استوعبته جيدا عائلات غولدفاسر وريغف ولاحقا عائلة جلعاد شاليط، حيث أدى الضغط الذي مارسته مباشرة إلى صفقات أعادت جنودنا؛ أحياء أو أمواتا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى