الصحافة الإسرائيلية

من الصحافة الاسرائيلية

حذرت أوساط إسرائيلية من تبعات تحرير الأسرى الستة أنفسهم من سجن جلبوع، مشيرة إلى أن التهديدات الفلسطينية، قد يتبعها إطلاق نار في جنين باتجاه قوات الاحتلال، وجملة من السيناريوهات المحتملة أهمها استنئاف الهجمات من غزة.

وأضاف الكاتب أليئور ليفي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت أنه “مع مرور ساعات على هروب الأسرى، فقد ظهرت في الساحة الفلسطينية مخاوف وتهديدات بالعنف ضد إسرائيل بسبب تداعيات الحادث، وتأثيره على باقي الأسرى في السجون الإسرائيلية، خاصة في ضوء ما تتعرض له مصلحة السجون الإسرائيلية من انتقادات وهجمات إسرائيلية حادة منذ يومين، وهي بالمناسبة انتقادات مبررة بسبب الإخفاق الذي وقعت فيه”.

وأشار إلى أن “مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت بجملة إجراءات ميدانية داخل السجون، أهمها نقل مائتي أسير بين العنابر، بما فيهم نزلاء عنبر 2 في سجن جلبوع حيث تم حفر النفق، ونقلهم إلى سجون أخرى في الجنوب، ومن المتوقع أن يستمر نقل الأسرى، والفصل بينهم، وتعتبر هذه عقوبة كبيرة جدا للأسرى، مع العلم أن مصلحة السجون كانت تركز حتى الآن على زنازين الأسرى، وتخصيص أجنحة منفصلة لهم”.

وأوضح أن “مصلحة السجون اعتمدت سابقا وضع الأسرى من كل تنظيم فلسطيني في جناح خاص بهم، أما اليوم فقد تذهب باتجاه وضع أسرى من مختلف التنظيمات والفصائل في عنابر مشتركة، بحيث يتم احتجازهم في زنازين لا يعرفون فيها أي أسرى آخرين”.

وكشف أن “عقوبات أخرى بدأت بتنفيذها مصلحة السجون بحق الأسرى، بينها حرمانهم من مشاهدة التلفاز في زنازينهم، وبدء التحقيق مع شخصيات رئيسية من أسرى الجهاد الإسلامي لمحاولة تحديد ما إذا كانوا يعرفون مسبقًا بخطة الهروب، وهناك مخاوف إسرائيلية من تسبب العقوبات التي تم فرضها بحدوث اضطرابات في السجون، واحتمال أن يحاول بعض الأسرى إثارة التوترات داخل السجون، مثل الإضراب الجماعي عن الطعام، ما سيزيد من التوترات داخل السجون”.

وأضاف أن “إسرائيل تبدو مطالبة بأن تأخذ بعين الاعتبار التهديدات الفلسطينية للرد على أي عقوبات ضد الأسرى داخل سجونها، على اعتبار أن الأسرى لن يتركوا بمفردهم في هذه المعركة، وقد سبق لنا أن حذرنا، ونعيد التحذير اليوم، من أن هذه التهديدات الفلسطينية لا تستدعي الإهمال، بل أخذها بجدية، في ضوء القدرة على تنفيذ تهديداتهم، ما يعني انتقال الحدث من حفرة قرب جلبوع إلى حفرة لإطلاق صاروخ قرب بيت حانون”.

وأشار إلى أنه “في الوقت ذاته، وفي إطار البحث والتحري عن الأسرى الستة، يجب ألا يغيب عن أذهان الإسرائيليين أنهم ربما تلقوا مساعدة، تفوق كثيرا الاستحمام والنقل عبر الطريق، بل قد تشمل الإمداد بالسلاح في حالة احتياج الأسرى له، إذا اقتربت الملاحقة الإسرائيلية من التضييق عليهم، لاسيما في ضوء انتشار هذه الأسلحة”.

وأكد أنه “في هذه المرحلة، تنقسم التقديرات الإسرائيلية إلى عدة خيارات مختلفة، فإذا كان بعض الأسرى أو كلهم لا يزالون داخل إسرائيل، فإن هذا يزيد من احتمالية محاولتهم تنفيذ هجوم مسلح طالما أنهم يشعرون أن المطاردة تقترب منهم، ومثل هذا الهجوم كعملية اختطاف، قد تكون خيارهم الأخير للإفراج عنهم إذا أطلقوا سراح الرهائن الإسرائيليين في طريقهم إلى دولة أو كيان آخر لا تسيطر عليه إسرائيل مثل قطاع غزة أو سوريا أو لبنان”.

قال جنرال إسرائيلي إن “عرض خارطة الشرق الأوسط، تظهر أن كل ما يحدث فيه تقريبًا مرتبط بإيران، لأنها لم تعد وحدها، فهناك أيضًا سوريا والعراق واليمن ولبنان، وكذلك غزة، ولذلك فنحن ننظر للصورة الكبيرة والدوافع ومراكز القوى التي تحرك هذا المحور“.

وأضاف تال كالمان، قائد جبهة إيران المعروفة باسم “الدائرة الثالثة” التي أنشئت في حزيران/ يونيو 2020، وهي جناح جديد في استراتيجية الجيش الإسرائيلي، في مقابلة مطولة مع صحيفة “معاريف”، أن “إيران تتخذ إجراءات ميدانية، وهي مستعدة لدفع ثمن باهظ لتحقيق رؤيتها، فنظامها يتسم بالصبر، ولديه نظرة استراتيجية طويلة المدى، لا ينظرون إلى صباح الغد، بل يتطلعون إلى 30-40 عامًا قادمة”.

وأشار إلى أن “المواجهة مع إيران ليست فقط حول القضية النووية، بل للتصدي لخطط المواجهة التي تعدها، ليس فقط على أراضيها، ولكن أيضًا في ساحات أخرى، بعضها لم يكن على خرائط التهديد في الماضي، ولذلك تقوم إيران ببناء قوة بالوكالة هناك بقدرات عسكرية، وتجهيزها بأفضل معدات صناعتها المتطورة للغاية، سعيا منها لإنتاج حلقة تقترب من إسرائيل، في بعض الأماكن لديها القدرة على إعطاء أوامر مباشرة، وفي بعضها الآخر لديها عناصر محلية”.

وأوضح كالمان القائد السابق في سلاح الجو، أن “تكاثر الفروع الإيرانية يشكل تحديًا أمام الأمن الإسرائيلي في مواجهة العديد من الساحات المحيطة، فالمحور الإيراني آخذ في التوسع، وهي لديها منافسة استراتيجية طويلة الأمد، ربما تكون الأصعب منذ الحرب مع العراق في الثمانينيات، ولذلك فهي تواصل اتباع استراتيجيتها، مما يطرح سؤالا حول بقاء إسرائيل وحدها في هذه المعركة”.

وأكد أن “القضية النووية هي الحدث الأخطر والأكثر أهمية، وتشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، لأنها تعني خوض سباق تسلح نووي من شأنه تغيير الشرق الأوسط، وهو منطقة تقاطع رئيسي لطرق النقل والتجارة بين مختلف أنحاء العالم، رغم توفر جملة من التداعيات الاستراتيجية الهائلة لاتفاقيات التطبيع مع الخليج والدول الأخرى، وهناك إمكانية حقيقية لإنتاج محور معتدل في مواجهة المحور الإيراني، مما يتسبب بانزعاج خامنئي، لأن ذلك قد يكبح تطلعاته الإقليمية”.

وزعم أن “الدول التي وقعنا اتفاقيات معها مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، هناك أيضًا دول ليس لديها معنا اتفاق رسمي بعد، لكن الديناميكيات تشهد أنه يمكن تحقيق ذلك خلال عامين أو ثلاثة أعوام، والانتقال من العلاقات غير الرسمية إلى الرسمية مثل السعودية وسلطنة عمان، رغم وجود عامل متطرف آخر، وهم الأتراك، الذين يتسببون بأجواء من العداء في حوض البحر المتوسط، وقد يؤثرون على مصالحنا الاقتصادية”.

وأشار إلى أن “إسرائيل تنتمي لنفس القيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة، وهي ذاتها تتعاون مع تلك البلدان التي اتفقت معنا، لذلك هناك فرصة هنا لتوسيع التنسيق بيننا، فعلى صعيد مشاركة المعلومات الاستخباراتية، هناك لقاءات وتبادل وجهات النظر، والبحث عن مساحات للتعاون، وأحد المجالات البارزة التي يتم فيها التعاون هو مجال الدفاع، ونحن بصدد تشكيل مجموعات عمل مع الأمريكيين والشركاء الآخرين، وصولا إلى حالة من الدفاع الجوي المشترك”.

وأضاف أنه “ليس دقيقا تعريفها كتحالف، لكننا أمام تعاون، يمنح إسرائيل مزيدا من العمق، يسمح لها بالتحضير بشكل أفضل، والتعامل مع التهديدات بعيدًا عن حدودها، وتكمن الفكرة بإنشاء علاقات تعاون معرفية، ومعلومات تسهل إحضار صورة متكاملة، واتخاذ القرارات وفقًا لذلك، بينما قد يتم إنشاء مقرات الدفاع الجوي في المستقبل يمكنها التحدث مع بعضها، دون الاعتراف أو نفي وجود إمكانية لبيع أنظمة دفاع جوي إسرائيلية للدول العربية “المعتدلة”، كالقبة الحديدية”.

وأكد أن “المعركة ضد إيران قائمة في عدة ساحات أخرى في نفس الوقت، وهذا هو الحدث الصعب، ولهذا السبب يجب أن تأتي هذه القضية في مقدمة الأولويات الإسرائيلية، فقد نجح فيلق القدس في سوريا بتحريك صواريخ إيرانية دقيقة عبر الطريق البري، وهذه الصواريخ على الأراضي السورية موجهة لإسرائيل، هناك أرقام محددة للكميات المتوفرة، لكن لا يمكنني سردها، هذه ليست صواريخ فردية، وهم يحاولون باستمرار نقل المزيد منها”.

وأوضح أن “مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله مزعج للغاية لإسرائيل، فهذه ليست مجرد صواريخ باليستية، بل صواريخ كروز وطائرات بدون طيار، تنتجها الصناعة العسكرية الإيرانية بأعداد تصل إلى الآلاف، وتوزعها في المنطقة، كما بنى حزب الله قدرات إنتاجية مستقلة على مر السنين، ولذلك يمكن القول إن التهديد الصاروخي الدقيق من لبنان هو الأهم بعد إيران في هذا الوقت، ولكن في غضون عام أو عامين، قد تكون هناك أعداد كبيرة جدًا في جميع الساحات”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى