الصحافة الإسرائيلية

من الصحافة الاسرائيلية

لا زالت الصحف الاسرائيلية مهتمة بالحديث عن اللقاء الذي أجري الجمعة الماضي بعد تأجيله 24 ساعة، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” رأى أستاذ دراسات الشرق في جامعة “تل أبيب”، إيال زيسر، أن “أهمية لقاء الرئيس بايدن مع بينيت، هي في مجرد انعقاده”، مضيفا أنه “خير أن يعرب بايدن عن التزامه باحتياجات إسرائيل الأمنية”.

وأكد أنه “رغم الابتسامات والمصافحات، لم تخرج من اللقاء بشرى حقيقية في كل ما يتعلق بالتهديد الإيراني”، منوها إلى أن “بايدن أطلق  في الهواء وعودا غامضة بشأن استخدام خيارات أخرى، في حالة فشل الخيار الدبلوماسي، ولكن سبق أن كنا في هذا الفيلم”.

ونوه زيسر، إلى أن”مسألة النووي الإيراني ليست المسألة الوحيدة على جدول الأعمال، وهي ليست فورية مثلما درج على عرضها، لأن أهميتها هي بالطبع للمدى البعيد، وعلي أي حال يمكن لإيران منذ الآن أن تصبح بين ليلة وضحاها قوة عظمى نووية”.

ولفت إلى أن “العيون الإيرانية في هذه الأثناء، تتطلع إلى أهداف فورية وهامة، هي تحقيق نفوذ وسيطرة في المنطقة التي تحيط بإسرائيل، بحيث يتاح لهم أن يقيموا فيها تواجدا عسكريا”، معتبرا أن “مفتاح” تحقيق هذ النفوذ هو العراق.

أما صحيفة “معاريف” فأوضحت في مقال بعنوان ” شركة بينيت-بايدن”، للكاتب “إسحاق بن–نير”، أن اللقاء “عزز من قدرات بينيت صاحب الصورة الهزيلة كرئيس للوزراء، ومنحه مفعولا لصلاحياته“.

وأضافت: “فضلا عن فرصة الصورة مع الرئيس والاستقبال الحميم، وفضلا عن قول بايدن، أنه لا نووي لطهران أبدا، وبالتعهد بأن أمن إسرائيل غير قابل للجدال،فيبدو أن بينيت كان الرجل المناسب، في المكان المناسب، في الزمن غير المناسب، يا لها من وضعية غريبة؛ رئيس القوة العظمى في العالم التي هزمت ورئيس تعب من صدمة أفغانية”.

وقالت الصحيفة: “الآن سنرى كيف ستتحقق الوعود للجم التهديد الوجودي الدائم، الذي يصدح من إيران، لبنان، سوريا، العراق، غزة وسيناء، وكذا، بهذه الطريقة أو تلك، من روسيا بوتين والصين”.

ونوهت إلى أنه “ليس من الواضح عن ماذا تحدث بايدن وبينيت، هل ذكر الرئيس التزامه ليس فقط بتحسين وضع الفلسطينيين تحت الاحتلال وحل الدولتين، في ظل توسيع البناء اليهودي (الاستيطاني) في المناطق؟”، مضيفة: “في ختام كلام الرجلين، لم يذكر الحل والمحظورات هذه، ولكن ذكر الموضوع العام؛ بايدن طلب أن تمتنع حكومة إسرائيل عن خطوات تزيد التوتر مع الفلسطينيين ومن شأنها أن تقوض المحاولات لبناء الثقة المتبادلة”.

 

قال كاتب إسرائيلي إن “المشاهد الميدانية القادمة من الضفة الغربية تذكر الإسرائيليين بأيام الانتفاضة الثانية، وبينما تتجه كل الأنظار إلى قطاع غزة، فإن هناك أحداثا ما تتحرك في الضفة الغربية، وقد تكون مستوحاة من حرب أيار/ مايو في غزة، وربما بسبب تطورات أخرى، لكن يبدو أن بوابات الضفة لم تعد هادئة كما كانت في السنوات الأخيرة”.

وأضاف آفي يسسخاروف في مقال بصحيفة معاريف أنه “رغم أننا لسنا أمام انتفاضة شعبية، والجماهير الفلسطينية ما زالت بعيدة عن إغراق الشوارع، فإن هذا “الشيء” يمكن رؤيته، والشعور به في مخيمات اللاجئين الكبيرة، حيث قتل الجيش الإسرائيلي أربعة فلسطينيين في تبادل لإطلاق النار بمدينة جنين، وتكرر الأمر خلال عملية للجيش في مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس، خلال عملية نفذتها قوة مظليين، قُتل خلالها شاب أراد إلقاء زجاجة حارقة على الجنود”.

وأوضح أن “الزجاجات الحارقة مشهد بات مألوفا في الضفة الغربية هذه الأيام، ويمكنك أن ترى عشرات المسلحين من مختلف المنظمات الفلسطينية، بعضهم يسير بوجوه مكشوفة، في مرايا تذكر بأيام الانتفاضة الثانية، وهذه المخيمات مسلحة منذ ذلك الحين، وربما تبقى إلى الأبد بهذه الطريقة، رغم أنه بعد وقت قصير من اتفاق إسرائيل والسلطة الفلسطينية في 2006، فقد أصبح المسلحون ظاهرة نادرة إلى حد ما في شوارع الضفة الغربية”.

وأكد أن “السلطة الفلسطينية حظرت حمل السلاح في الأماكن العامة إبان بداية عهد محمود عباس الرئاسي، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت الأسلحة مرة أخرى ظاهرة شائعة، ومعظم حامليها من أعضاء حركة فتح، الذين ليسوا في عجلة من أمرهم لاستخدامها ضد إسرائيل، لكنهم يجرؤون بالفعل على إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي، وأحياناً ضد السلطة الفلسطينية، ولعل الأمر له علاقة بتراجع مكانتها”.

وأشار إلى أن “هذه المظاهر تتزامن مع تراجع تأييد السلطة الفلسطينية إلى حد كبير، وبات وضعها يشهد ضعفا بشكل كبير في أوساط الجمهور في الضفة الغربية لعدة أسباب، لعل أهمها بسبب ما حدث في القدس خلال شهر رمضان، فقد شهدت البلدة القديمة في القدس مظاهرات عفوية وشعبية، فضلا عن إلغاء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية، أضف إلى ذلك مقتل نزار بنات أحد أشد منتقدي السلطة الفلسطينية، وكذلك الحرب بين حماس وإسرائيل في مايو”.

وأكد أن “كل هذه الأسباب جعلت السلطة الفلسطينية تبدو سيئة، وبات موقفها السياسي ضعيفا جدا، ودعمها الجماهيري وصل إلى مرحلته الدنيا على الإطلاق، وربما بسبب عدم وجود تطورات سياسية، ورغم أن الأمريكيين يتحدثون عن أهمية الحفاظ على الأمن والهدوء في الضفة الغربية، فإن حصيلة الشهداء في الجانب الفلسطيني تتزايد كل يوم، والأضرار التي لحقت بموازنة السلطة الفلسطينية تتفاقم بسبب القرار الإسرائيلي بخصم أموال الأسرى الفلسطينيين وعائلات الشهداء”.

وكشف النقاب عن أن “رئيس الوزراء نفتالي بينيت ربما بحث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال قمتهما الأخيرة ضرورة إنقاذ السلطة الفلسطينية من الإفلاس، رغم أن الأزمة التي تعيشها السلطة لا تنتهي بدعم الميزانية، أو العلاقات مع حماس وإسرائيل، لأنه داخل فتح أيضا تتصاعد حروب الخلافة بين الورثة المحتملين لعباس، ومن سيكون في الواقع صانع القرار في السلطة الفلسطينية بعد عباس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى