الصحافة البريطانية

من الصحافة البريطانية

 

ناقشت الصحف البريطانية آخر استراتيجيات طالبان لبسط سيطرتها على آخر المقاطعات الأفغانية، بالإضافة إلى نظرة على قرار بايدن بالانسحاب من أفغانستان.

نشرت التلغراف تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط، كامبل ماكديارمد، بعنوان: “طالبان تقطع الاتصالات عن آخر مقاطعة تقاوم حكمها”.

ونقل المراسل عن مصادر قولها يوم الأحد إن حركة طالبان قطعت الإنترنت وخدمات الهاتف المحمول عن بانشير، الإقليم الأفغاني الوحيد الذي لا يخضع لسيطرتها وآخر معقل للمقاومة.

وأضاف ان هذه الخطوة تهدف على ما يبدو إلى الحد من قدرة المقاومة المناهضة لطالبان في وادي بانشير على التواصل مع العالم الخارجي.

وأشار إلى أن حركة طالبان حاصرت العدد القليل الجنود والمقاتلين الأفغان الذين يسيطرون على وادي بانشير والذين يطلقون على أنفسهم اسم “جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية” وطالبت باستسلامهم.

ويقول الكاتب إن الجبهة بقيادة نائب الرئيس الأفغاني، تظل في مفاوضات مع طالبان، حتى عندما تقول إنها مستعدة للقتال حتى آخر رجل.

ومنذ انضمامه إلى المقاومة في بانشير، أعلن نائب الرئيس، أمر الله صالح، نفسه رئيسا بالنيابة بعد فرار الرئيس أشرف غني إلى الإمارات العربية المتحدة.

وكتب صالح في 15 أغسطس/آب: “لن أنحني أبدا، أبدا وبدون أي ظرف من الظروف لإرهابيي طالبان”.

ومنذ ذلك الحين واصل صالح كتابة رسائل المقاومة على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك على موقع تويتر حيث لديه ما يقرب من 870 ألف متابع، بحسب مراسل التلغراف.

إلا أن صالح لم ينشر شيئاً يوم الأحد، منذ أن قالت مصادر للتلغراف إن طالبان قطعت خدمة الإنترنت عن طريق الهاتف الثابت ومقدمي خدمات الهاتف المحمول الرئيسيين في بانشير.

وقال شخصا يتواصل مع أشخاص في بانشير للتلغراف إنه لا يزال قادرا على التواصل معهم وأضاف: “الخدمة تأتي وتذهب.. لا تزال هناك خدمة في بعض المناطق ولكنها لا تعمل بشكل كامل”.

ونقل الكاتب عن السفير الروسي في كابل يوم السبت قوله انه إذا أراد مقاتلو طالبان الاستيلاء على بانشير، فإنهم سيفعلون ذلك بسهولة، لكنهم يلتزمون حتى الآن بالنصيحة الروسية بالتراجع و”يتجنبون إراقة الدماء”.

نشرت الغارديان مقال رأي لبهاسكار سونكارا بعنوان: “وسائل الإعلام تنتقد بايدن بشأن أفغانستان. لكنه يجب أن يتصدى لهم بحزم.

قال إنه عندما قال جو بايدن إنه كان ينهي انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان هذا الشهر، تماشياً مع الخطط التي وضعتها إدارة ترامب، كان رد الصحافة التقليدية عدائيا. وبعد سيطرة طالبان على البلاد، ازداد العداء.

وأضاف انه خلال سنوات إدارة ترامب، قدمت صحف أمريكية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست نفسها على أنها الدفاعات الأخيرة للحرية ضد “الاستبداد الزاحف”.

لكن رغم كل هذا الحديث عن “الدفاع عن الحرية”، فإن وسائل الإعلام الشعبية لديها “تاريخ في الدفاع الانعكاسي عن العسكرة والتدخلات والاحتلالات الأجنبية” بحسب سونكارا. وقال الكاتب: “بايدن، الذي تجرأ على الوفاء بوعد حملته وإنهاء أطول حرب في أمريكا، يكتشف ذلك بالطريقة الصعبة”.

وتابع الكاتب انتقاده لبعض وسائل الاعلام الامريكية باستشهاده بما قاله إيريك ليفيتز في مجلة نيويورك، بأن وسائل الإعلام أحدثت رد فعل عنيفا ضد بايدن، حيث وصفت وسائل الإعلام مثل نيويورك تايمز الانسحاب بأنه “إخفاق مذل”. وقال سونكارا: “بالنسبة لهيئة تحرير نيويورك تايمز، يوصف احتلال أفغانستان لمدة عقدين بأنه مشروع بناء دولة يعكس الإيمان الأمريكي الراسخ بقيم الحرية والديمقراطية”.

واشار الى ان أساس الرواية الإعلامية السائدة هو ترديدها لصدى ما يقوله “ما يسمى بالخبراء في أفغانستان”، بحسب وصفه، مثل السفير السابق ريان كروكر، الذي تمنى في مقال رأي آخر في الصحيفة نفسها أنه بدلاً من الانهيار بعد عقدين من الزمن، لربما كان يجب أن تبقى القوات الأمريكية في أفغانستان لأكثر من نصف قرن، كما فعلت أمريكا في شبه الجزيرة الكورية.

وقال الكاتب انه وكما يشير الكاتب جيت هير، فإن الوضع الراهن لم تكن تكلفته عادية بالنسبة للأفغان العاديين. إذ ان “الرقم المأساوي لأكثر من 2000 جندي أمريكي قتلوا في البلاد ضئيل مقارنة بأكثر من 200 ألف أفغاني قتلوا منذ عام 2001”.

ويضيف سونكارا إن وسائل الإعلام هذه تجاهلت الفوضى المتصاعدة لسنوات، للتركيز عليها لاحقا فقط كوسيلة لانتقاد بايدن. ويقول إنهم تجاهلوا دورهم في التشجيع على “حرب على الإرهاب” كانت “مضللة” وألقوا باللوم في “عقدين من الغطرسة الإمبريالية على الرئيس الذي أوفى أخيرا بوعوده بمغادرة البلاد ضد رغبات البعض في حزبه”.

ويضيف أن ما يكمن وراء معظم هذا النهج هو “إخلاص وسائل الإعلام السائدة لإجماع ما يسمى بالخبراء”. ويقول ان وسائل الاعلام هذه “تضع آراء مسؤولي المخابرات والجيش السابقين في مرتبة أعلى من آراء الرئيس المنتخب ديمقراطياً من قبل 81.3 مليون شخص ويتبع سياسة يدعمها 70 في المئة من الأمريكيين”.

وختم الكاتب مقاله بالقول ان جو بايدن فعل شيئا جيدا ووسائل الإعلام “تريد قتله” بسبب ذلك. ويضيف: “يجب أن يرد على ازدرائهم ويدافع عن أفعاله أمام الشعب الأمريكي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى