الصحافة الإسرائيلية

من الصحافة الاسرائيلية

وصف محللون إسرائيليون عدم شن إسرائيل غارة في قطاع غزة في أعقاب إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه بلدة سديروت بأنه “ضبط نفس” إسرائيلي، سمح لحركة حماس بتهديد “جميع الضالعين” في تحويل المنحة المالية القطرية إلى غزة وبتنظيم مواجهات عند السياج الأمني، أسفرت عن إصابة 23 فلسطينيا، جراح اثنين بينهم حرجة، إضافة إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح حرجة من جراء إطلاق ناشطين النار على القوات الإسرائيلية.

واعتبر المحلل العسكري في موقع “واينت” الإلكتروني روني بن يشاي “حقيقة أن إسرائيل ضبطت نفسها إزاء إطلاق القذيفة الصاروخية من غزة، يوم الإثنين الماضي، سمحت لحماس بأن تهدد جميع الضالعين في قضية المال القطري بأنها ستعمل إذا لم تحصل عليه فورا. وهذا بالضبط ’ما حدث’ وكان يحظر السماح بحدوث ذلك”.

وادعى بن يشاي أن “الفترة الحالية، إذا دعت الحاجة، هي التوقيت الصحيح لشن عملية ’حارس الاسوار 2’ (أي عدوان جديد على غزة) وإنهاء ما لم ينفذه الجيش الإسرائيلي، وأن يشمل ذلك اجتياحا بريا. فما زال لدى حماس والجهاد الإسلامي قدرات متنوعة وكثيرة لإطلاق قذائف صاروخية، وطالما يشعرون أنهم أقوياء، سيواصلون إزعاجنا”.

وتابع بن يشاي أن “الفترة الحالية من الناحية السياسية مريحة لأن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وبضمن ذلك الأمم المتحدة، سيواجهون صعوبة بالتنديد بنا وعرقلتنا (إثر عدوان جديد على غزة) بعد الفشل الاستخباراتي – العسكري الأميركي في مرحلة إنهاء إجلاء القوات من افغانستان”.

وأضاف أن “كورونا والسنة الدراسية التي لم تبدأ بعد، هما توقيت صحيح للعمل من أجل تغيير بشكل أساسي للمعادلة الغزية وإدراك أن إستراتيجية الاحتواء، التسوية والإعلام قد افلست بكل بساطة”.

وحسب المحلل العسكري في موقع “زْمان يسرائيل” الإلكتروني، أمير بار شالوم، فإن “حماس أقدمت على رهان كبير في نهاية الأسبوع الماضي. فقد حررت الرسن من دون توجيه أوامر دقيقة للحشود. وكان بإمكان قادتها نقل المهرجان المخطط إلى داخل مدينة غزة، وبدلا من ذلك اختاروا السماح للحشود بالوصول إلى الجدار والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف بار شالوم أنه “بالنسبة لحماس، كانت هذه (المواجهات) المسدس الذي وضعته على الطاولة، بسبب التأخير في تحويل أموال الرواتب لموظفيها. وحدث هذا بعد أسبوع من زيادة إسرائيل عدد العمال الذين خرجوا إلى غزة، وضبطت نفسها حيال البالونات الحارقة واستجابت للطلب المصري بالتهدئة”.

وأشار بار شالوم إلى أنه “اتفق على خطة نقل المال إلى العائلات المحتاجة بين قطر والأمم المتحدة، وأبقت حماس وموظفيها خارج الصورة. وهكذا نشأ وضع في القطاع لا تستطيع فيه حماس دفع المال لموظفيها، فيما استمر المرتبطون بهذا الشكل أو ذاك بالسلطة الفلسطينية في تلقي راتبهم من رام الله”.

وأضاف أن رئيس حماس في قطاع غزة “يحيى السنوار وجد نفسه بين المطرقة والسندان واختار إشعال نار محلية أملا أن تنقل رسالة من دون الدخول إلى تصعيد. إلا أنه في الوضع الحاصل – إصابة جندي إسرائيلي بجراح حرجة – دفع (رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي) بينيت إلى ذلك الوضع بالضبط”.

اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن “قطر ليست لاعبا محايدا مليء بنوايا حسنة. فلديها أجندة خاصة بها، والمساعدات المالية التي تنقلها استخدمت أكثر من مرة في تحسين وضع حماس، وليس أقل مما هي تساعد السكان انفسهم“.

وبحسب هرئيل فإن “القيادة الإسرائيلية تعي ذلك، لكنها تضطر إلى التنازل أملا بمنع اشتعال متجدد للوضع. وإلى جانب قطر والأمم المتحدة، مصر أيضا تبذل جهودا كبيرة للتسوية وتمارس ضغوطا كبيرة على الجانبين كي يتنازلا. ورغم ذلك، يبدو أن التسوية القطرية حققت تأجيلا لأشهر معدودة فقط قبل الاشتعال القادم. ورغم الرضى الذي يظهره الجيش الإسرائيلي بعد العملية العسكرية الأخيرة، إلا أنه لم يتغير الكثير في الظروف الأساسية في القطاع”.

وأشار هرئيل إلى أن “إحدى العقبات الأساسية أمام تقدم آخر يتعلق بالمواطنيْن الإسرائيليين وجثتي الجنديين الإسرائيليين بحوزة حماس. وأوضحت إسرائيل أن إعادة الإعمار وتطوير القطاع مرتبطان بدفع قضية الأسرى والمفقودين وحلها. والاختلافات بين الجانبين الآن كبيرة جدا. فحماس تتوقع تحرير مئات كثيرة من الأسرى، وهذا إنجاز لا يبدو أن إسرائيل تعتزم منحه لها”.

يقدر جهاز الأمن الإسرائيلي أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار “مستعد ذهنيا” لجولة تصعيد أخرى مقابل إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس اليوم الإثنين.

ونقلت صحيفة معاريف عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن “المسافة بين الهدوء وتصعيد كبير قصيرة جدا في الواقع الراهن في الجنوب. وتصعيد آخر هو مسألة وقت وحسب. وعلى إسرائيل اختيار التوقيت الملائم وعدم الانجرار نحو توقيت غير مريح”.

وأضافت “هآرتس” أن هذه التقديرات تعتبر أن حماس قررت تشجيع مواجهات “بسبب تراجع التأييد لها بين الجمهور في غزة، الذي يعاني من ضائقة اقتصادية شديدة”.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إنها تقدر أن “مخزون حماس من القذائف الصاروخية يكفيها لجولة أخرى، لأنها لم تستهدف بشكل كبير” أثناء العدوان الأخير على غزة، في أيار/مايو الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن في أعقاب العدوان الأخير أن حماس ستواجه صعوبة في ترميم قوتها العسكرية، “لكن في جهاز الأمن رصدوا إعادة إنتاج قذائف صاروخية في القطاع بصورة بطيئة”.

ويستعد الجيش الإسرائيلي في هذه الأثناء لمظاهرة أخرى “تنظمها حماس” في نهاية الأسبوع الحالي، شبيهة بالمظاهرة التي جرت أول من أمس، السبت، وأصيب فيها 23 فلسطينيا، بينهم حالتان حرجتان، بنيران الاحتلال الإسرائيلي وإصابة قناص إسرائيلي بجروح حرجة بإطلاق نار من خلف السياج الأمني.

وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن الإسرائيلي يشكك برسائل نقلتها حماس من خلال وسطاء، وجاء فيها أن الحركة لم تخطط لوصول متظاهرين في القطاع إلى منطقة السياج الأمني، وذلك “بسبب كمية القنابل والعبوات الناسفة التي كانت بحوزة الشبان، والمسدس الذي تم إطلاق النار منه وأصاب الجندي الإسرائيلي”.

وفي أعقاب تحقيق أولي حول إصابة الجندي الإسرائيلي، أول من أمس، يدرس الجيش الإسرائيلي إبعاد قواته عشرات أو مئات الأمتار عن السياج الأمني، مثلما كان الوضع في السابق، من أجل منع إصابة جنود، حسبما ذكرت الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن تحقيقا أوليا أجرته وحدة حرس الحدود، التي ينتمي إليها الجندي المصاب، أظهر أن المتظاهرين حاولوا أخذ سلاح جنود مرتين أو ثلاث مرات، وأشار تحقيق الجيش الإسرائيلي إلى أن الجندي المصاب وجنودا آخرين حاولوا إطلاق النار من مسدساتهم من خلال فتحة في الجدار، وعندها أصيب الجندي في رأسه.

وتظهر مقاطع فيديو اقتراب عدد من المتظاهرين الفلسطينيين من الجدار وإلقاء حجارة على سلاح الجندي وإطلاق أحد المتظاهرين النار من الفتحة في الجدار.

وصادق قائد لواء في الجيش الإسرائيلي على إطلاق نيران قناصة، وأشار تحقيق إلى أن القناصة أطلقوا 45 رصاصة وعشرات الأعيرة من طراز “روغر” باتجاه “أقدام المتظاهرين”.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى