الصحافة البريطانية

من الصحافة البريطانية

تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاضطرابات الأخيرة في مجموعة أوبك بلس وارتفاع أسعار النفط.

تحدث تقرير الفايننشال تايمز لمحرر شؤون الطاقة ديفيد شيبارد عن ارتفاع أسعار الخام إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات على الأقل، بعد فشل المجموعة في التوصل لاتفاق بشأن زيادة إمدادات النفط.

ووصل خام برنت إلى 77.84 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء – وهي أعلى نقطة منذ 2018.

ويوافق جميع أعضاء المجموعة على الحاجة إلى زيادة إنتاج النفط، حيث بدأ الطلب يفوق العرض.

لكن الإمارات وهي واحدة من أقوى أعضاء المجموعة بعد السعودية وروسيا، اعترضت على تمديد اتفاق تم إبرامه لأول مرة في أبريل/نيسان من العام الماضي – عندما كانت أسعار النفط تتدهور – ما لم توافق المجموعة على إعادة النظر في كيفية احتساب هدف الإنتاج الخاص بها.

وأشار التقرير إلى أن الإمارات استثمرت مؤخرا مليارات الدولارات في زيادة طاقتها الإنتاجية.

وتتزايد التوترات أيضا بين السعودية والإمارات، لأنهما تنظران إلى بعضهما البعض بشكل متزايد كمنافسين في منطقة الخليج، بحسب الفاينانشال تايمز.

أما في ما يتعلق بمستقبل أسعار النفط، أشارت الصحيفة إلى أنها قفزت أصلا.

وقالت إنه بدون اتفاق، يكون الخيار الافتراضي هو ترك الإنتاج دون تغيير، مما يعني “وجود سوق نفط أضيق في النصف الثاني من هذا العام مع زيادة الطلب”.

وتتوقع العديد من البنوك، بحسب الصحيفة، ارتفاع الأسعار فوق 80 دولارا للبرميل – أي بأكثر من 50 في المئة منذ يناير/كانون الثاني.

وتشير إلى أن الخطر الكبير يتمثل في أنه إذا ظل هذا الخلاف دون حل، فإنه “سيقوض تماسك المجموعة ويقود المنتجين إلى البدء في تجاهل أهداف الإنتاج”.

وفي أسوأ سيناريو، قد يؤدي ذلك، بحسب الفاينانشال تايمز، إلى “حرب أسعار، كما حدث في مارس/آذار من العام الماضي عندما فتحت السعودية الصنابير بعد الخلاف مع روسيا حول كيفية الاستجابة للوباء الناشئ”.

لكن الصحيفة تقول إنه من المرجح أن تفضل السعودية سعرا أعلى، وقال محللون مقربون من المملكة للصحيفة إن الرياض تريد تحفيز المنتجين الآخرين على الاستثمار، خوفا من وجود فجوة في العرض تلوح في الأفق.

وتريد المملكة العربية السعودية أسعارا مرتفعة بما يكفي لتشجيع الاستثمار، لكن ليست مرتفعة إلى حد أن تسرع من اعتماد مصادر الطاقة المتجددة ونهاية عصر النفط.

وبالنسبة لتوقعات بأن يشجع ارتفاع سعر النفط المنتجين الآخرين على زيادة إنتاجهم، قالت الصحيفة “ربما، ولكن ليس بسرعة”.

إذ تتعرض شركات النفط الكبرى مثل بريتيش بتروليوم ورويال داتش شل “لضغوط لتقليص إنتاج النفط والغاز وزيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة”، وفق الفاينانشال تايمز.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاستثمار في المشاريع الكبيرة طويلة الأجل – التي قد يكون عمرها المتوقع 50 عاما – يبدو أقل قابلية للتطبيق عندما يُتوقع أن يبلغ الطلب على النفط ذروته في العقد المقبل.

لكن المأزق يزيد من خطر نمو الطلب بشكل أسرع من العرض قبل الوصول إلى تلك اللحظة، خاصة وأن المنتجين من خارج أوبك لا يتدخلون لسد الفجوة.

أما في ما يتعلق بالسوق الأوسع، فقالت الفاينانشال تايمز إن عودة التضخم كانت قضية ساخنة في عام 2021، وأن ارتفاع أسعار النفط يغذي تلك المخاوف.

وارتفع الذهب الذي يُنظر إليه تقليديا على أنه وسيلة تحوط ضد التضخم، بنسبة 1 في المئة يوم الثلاثاء إلى 1805.71 دولار للأونصة.

نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا للصحفيين جين فلاناغان وتوم ويبيل وريتشارد سبنسر، قالوا فيه إن الأرخبيل الاستوائي في سيشيل، الذي يتمتع بأعلى معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا، يواجه مزيدا من الإغلاق، حيث يعاني من أعلى نسبة في العالم من الإصابات الجديدة. وتجد هذه الجزر، التي تُعرف باسم جنة شهر العسل أكثر من كونها ساحة معارك جيوسياسية، نفسها الآن في قلب الجدل حول فعالية اللقاحات الصينية.

وقال الرئيس رامكالاوان، الذي بدا عليه الانزعاج، للصحفيين: “كان هناك دور لسياسة اللقاحات القائمة على التنافس بين الغرب والصين، لكن لسوء الحظ علقت سيشيل بينهما”. وتكافح حكومته للتغلب على ارتفاع جديد مقلق في التردد في أخذ اللقاحات، بعد أن ذكرت وزارة الصحة أن ثلث المصابين هم ممن تم تلقيحهم.

جاءت معظم الجرعات التي تم إعطاؤها من الشركة المصنعة التي تديرها الدولة في الصين (سينوفارم) وتبرعت بها الإمارات، وهي حليف رئيسي لسيشيل. وأصر رامكالاوان (62 عاما)، الذي كان حريصا على ألا يظهر جاحدا، على أن الأمور يمكن أن تكون أسوأ، مؤكدا أن ثلثي من هم في المستشفى لم يتلقوا اللقاح، وقال: “لقاح سينوفارم أنقذ بلدنا”.

تتمتع البحرين والإمارات أيضا بمعدلات تطعيم عالية جدا، لكنهما شهدتا أيضا ارتفاعا في عدد الإصابات. وكان سينوفارم مرة أخرى في صميم برامج التطعيم الخاصة بهم، وهو دليل على وجود ميل سياسي نحو الشرق بين دول الخليج، التي كانت متوترة بشأن مصداقية حليفها الرئيسي، أمريكا، في عهد رئيس جديد.

يبدو أن اختيار اللقاحات الصينية طريقة مفيدة للإشارة إلى ولاء جديد، لكنه ربما يكون قد ارتد عليهم الآن. لقد بدأوا بتكتم في تقديم جرعات معززة لأولئك الذين تناولوا جرعتين، بما في ذلك باستخدام لقاح فايزر.

وقررت إندونيسيا، التي فقدت مؤخرا 26 طبيبا بسبب كوفيد-19، أن تتبعهم. وكان عشرة من الأطباء قد لقحوا بلقاح سينوفاك، وهو ثاني لقاح صيني يحصل على موافقة طارئة من منظمة الصحة العالمية، لكنه أثار تساؤلات حول فعاليته في شيلي والبرازيل.

وفي تايلاند أثارت وثيقة وزارة الصحة المسربة دعوات إلى إعطاء الطاقم الطبي جرعة معززة من لقاح قائم على تكنولوجيا الحمض النووي الرايبوزي المرسال مثل فايزر، بعد أن قالت إن مثل هذه الخطوة ستكون “الاعتراف بأن لقاح سينوفاك غير فعال”.

كانت الصين التي كانت حريصة على الترويج للتطعيمات لاستعادة الصورة التي شوهها الجدل الدائر حول ظهور فيروس كوفيد في ووهان، أكثر سخاء بشكل ملحوظ من دول مثل بريطانيا في عرض إمداد الدول الفقيرة باللقاحات. ووصف الرئيس شي دبلوماسية اللقاحات بأنها “منفعة عامة عالمية”، وبدأت قائمة تضم ما يقرب من مئة دولة في تلقي ملايين الجرعات الصينية.

لكن استعراض القوة الناعمة هذا مهدد الآن بالتردد المتزايد بشأن فعالية اللقاحات صينية الصنع، بين مسؤولي الصحة والجمهور على حد سواء. قالت وزارة الصحة الفلبينية إنها ستتوقف عن الإعلان عن نوع اللقاحات المطروحة بعد ظهور طوابير ليلية في موقع قيل إنه يخزن لقاح  فايزر، بدلا من اللقاحات المصنعة في الصين.

دافعت سينوفارم وسينوفاك عن منتجاتهما، وأظهر الحزب الحاكم في بكين حساسية تجاه التقارير التي تشكك في فعاليتهما. وقالت هوا تشون ينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، لصحيفة وول ستريت جورنال، إن مثل هذه التقارير في وسائل الإعلام الغربية “تكشف عن عقليتهم غير الصحية المتمثلة في تشويه سمعة الصين في كل فرصة”.

ومع ذلك فقد ساهم الافتقار إلى الشفافية حول نتائج التجارب السريرية في إثارة المخاوف. قال بيتر إنغليش، الرئيس السابق للجنة الأدوية التابعة للجمعية الطبية البريطانية: “لا يساعد أن النهج الصيني يبدو قائما على ‘سننشر ما نريد نشره ونتوقع منك تصديقه’ .. ما يتم طرحه في المجال العام هو أقل مما يتوقعه المرء عادة، وأقل مما يرغب الشخص ليكون مرتاحا قبل تقرير مدى فعالية اللقاحات حقا. هذا لا يعني أنها ليست ناجعة، لكن الأمر مختلف تماما عما اعتدنا عليه”.

قبل عام عندما كان العالم يكافح لإنتاج لقاحات، ولم يتحول السباق العلمي بعد إلى سباق سياسي، قررت منظمة الصحة العالمية أنه إذا منع اللقاح 50% من العدوى، فستتم الموافقة عليه. هذا يعني أن الشخص الذي يأخذ اللقاح سيكون عرضة للإصابة بعدوى أعراض بمقدار النصف مقارنة بشخص لم يأخذه.

أول لقاحين يعلنان النتائج -موديرنا وفايزر- كانت ممتازة، حيث حققت مناعة من العدوى بنسبة أكثر من 90%، وكانت فعالية لقاح أكسفورد أسترا زينيكا أقل قليلا، لكنها لا تزال مرتفعة بشكل مريح. تدعي شركة سينوفارم أن فعاليتها تبلغ 78%، لكن لقاح سينوفاك، الذي شكل غالبية الجرعات في حملة التحصين المحلية في الصين، بالكاد تجاوزت فعاليته نسبة 51%.

يستخدم كلا اللقاحين الصينيين منهجية راسخة تتضمن نسخا معطلة من الفيروس بأكمله، بينما تستخدم شركتا فايزر و استرا زينيكا هندسة وراثية أكثر تطورا.

يمكن للتكنولوجيا القديمة التي تستخدمها الصين، من الناحية النظرية، أن تثبت أنها أكثر مقاومة للسلالات الفيروسية الجديدة، ولكن مع انتشار متغير دلتا شديد العدوى، من المتوقع أن تنخفض نسبة 51% لسينوفاك، في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن تجارب المرحلة الثالثة البرازيلية  للقاح سينوفاك، زُعم أنه وقى 100% من دخول المستشفيات.

مهما كانت الفعالية الحقيقية في وقف العدوى، فإن الادعاءات المتعلقة بمنع دخول المستشفيات تحتاج بالتأكيد إلى المراجعة، لا سيما في ضوء التقارير التي أبلغت عن وفيات إندونيسيا لأطباء خضعوا للتلقيح بجرعتين.

من دون التجارب المناسبة والتحليل الإحصائي، من الصعب جدا فهم هذه الحوادث وغيرها من الحوادث المقلقة، وتواجه المملكة المتحدة موجة ثالثة، لكن هذا ليس بسبب فشل برنامج اللقاح، بل لأنه لم يغطّ عددا كافيا.

المقارنات بين جزر سيشل، التي تحتل المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر تلقيحا في العالم، وإسرائيل غير مريحة [بالنسبة للقاح الصيني]. وتشير التقارير المبكرة من سيشيل إلى معدل فعالية بنسبة 50% للقاح سينوفارم بدلا من معدل 78% الذي اقترحته التجارب الصينية، بينما أظهرت البيانات أن لقاح فايزر الذي تستخدمه إسرائيل فعال بنسبة 94% في منع انتقال العدوى.

ولكن مع تنافس البلدان على لقاحات  فايزر و أكسفورد استرا زينيكا وغيرها من اللقاحات الغربية، فإن الحوار في البلدان الفقيرة حول ما إذا كان بإمكان سينوفارم أو سينوفاك محاربة السلالات الجديدة قد يكون ضربا من “الترف الذي لا يمكنهم تحمل تكلفته”، بحسب ما قال إريك أولاندر، رئيس التحرير في موقع مشروع أفريقيا الصين الإلكتروني: “ربما يُنظر إلى اللقاحات الصينية على أنها أفضل من لا شيء في هذه المرحلة من الأزمة”.

الصين ليست النظام الاستبدادي الوحيد الذي يسعى إلى استخدام لقاحات خاصة به لزيادة نفوذه. وُجد مؤخرا أن جرعات من سبوتنيك 5 الروسي تتمتع بمستوى عالٍ من الفعالية في دراسة نُشرت في مجلة ذي لانسيت. وقد تم استخدامه بالفعل في الأرجنتين وفنزويلا وإيران والمجر.

ومع ذلك لا يمكن الحكم على نجاح اللقاح ببساطة على أساس ما إذا كان المتلقون قد نجوا من مرض خطير أو الموت: فلن تتعافى الاقتصادات إلا إذا تمكنت من تجنب الإغلاق، ما يعني الحد من انتقال العدوى. إن التفاوتات التي كانت الصين تأمل في حلها مع سينوفارم وسينوفاك تخاطر بخلق خطوط صدع جديدة بين الدول الغنية، التي تمتلك لقاحات فعالة ومع أولئك الذين ليس لديهم لقاحات على الإطلاق والبلدان التي تم تلقيحها بالكامل، لكنها تعاني من وقاية غير مكتملة.

قالت رينا ماكلينتاير رئيسة برنامج الأمن الحيوي في معهد كيربي التابع لجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، أستراليا، لصحيفة نيويورك تايمز: “تحتاج حقا إلى استخدام لقاحات عالية الفعالية للحصول على تلك الفائدة الاقتصادية، وإلا فسوف يعيشون مع المرض على المدى الطويل.. اختيار اللقاح مهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى