الصحافة البريطانية

من الصحافة البريطانية

 

نشرت الصحف البريطانية تقريار عن معاناة المصانع والشركات جراء أزمة الوقود في البلاد.، فقالت الفايننشال تايمز أن نقص الوقود ضرب المصانع والشركات في جميع أنحاء لبنان، “مما يهدد بوقف التصنيع والتسليم والنقل في بلد يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية في زمن السلم“.

ويضيف أن حالة الطوارئ المتعلقة بالوقود، التي يُلقى باللوم فيها على “التهريب والتخزين وتأخر التسليم، تفاقمت بسبب قرار السلطات التي تعاني من ضائقة مالية بخفض دعم الوقود وانهيار قيمة الليرة اللبنانية”.

وتشير الصحيفة إلى وصول سعر الليرة مقابل الدولار إلى 18000 في السوق السوداء في الأيام الأخيرة، فيما يبلغ السعر الرسمي 1500 ليرة لبنانية للدولار.

وقال فادي عبود، وهو ووزير سابق ينتج مصنعه علب وأغلفة للوجبات الجاهزة للفاينانشال تايمز: “إذا لم نحصل على الديزل… سنغلق أبوابنا”. وأضاف: “سيصيبني الجنون”. وذلك لأنه لم يكن يتبق لديه وقود لمولداته الكهربائية سوى لست ساعات.

ويشير التقرير إلى أن الشركات تضررت بشدة من التضخم المفرط والمشاكل التي يواجهها النظام المصرفي. وأدت أزمة الوقود في الأيام الأخيرة إلى ظهور الطوابير امتدت لمسافة أميال وأعمال عنف في محطات الوقود واحتجاجات.

وقال بول أبي نصر، الرئيس التنفيذي لشركة بوليتكستايل اللبنانية لتصنيع الملابس للصحيفة، إن “5 إلى 6 في المئة” من موظفيه لم يتمكنوا من العمل يوم الاثنين لأنهم لم يتمكنوا من العثور على الوقود، بينما وصل العديد من الموظفين بخزانات وقود فارغة عمليا.

وفي ظل عدم وجود وسائل نقل عام جيدة في البلاد، يعتمد معظم الناس على السيارات.

وأضاف أبي نصر: “إنهم لا يعرفون كيف سيعودون إلى ديارهم. الوضع بهذا السوء”.

إلا أن المفارقة، بحسب الصحيفة، فهي وكما يزعم مارون شماس، الرئيس التنفيذي لشركة ميدكو، وهي مستورد للوقود، أنه “لا يوجد نقص حقيقي في الوقود”. وأضاف: “لدينا مخزون منخفض ولكن هناك سفن تنتظر (السماح لها) بتفريغ [الوقود]”.

ويلوم شماس البنك المركزي على التأخيرات. ويقول للصحيفة إنه اضطر إلى الانتظار “لمدة تصل إلى 20 يوما لتفريغ السفن بسبب ما يعتقد أنه تأخر من المصرف المركزي”.

ورفعت وزارة الطاقة أسعار الوقود مرة أخرى يوم الخميس، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بأكثر من 50 في المئة عما كانت عليه قبل أسبوع، لكنها لا تزال بعيدة كل البعد عن التكلفة إذا تم رفع الدعم عن الوقود بالكامل، بحسب التقرير.

جاءت افتتاحية الإندبندنت تقول إنه “في بعض الأحيان، يتطلب الأمر حصول كارثة لتذكيرنا بهشاشة كوكبنا والضرر الذي تسبب به البشر“.

ويأتي ذلك بعدما تسببت “القبة الحرارية” فوق غرب كندا والمحيط الهادئ شمال غرب الولايات المتحدة في مئات الوفيات “وستؤدي للأسف إلى المزيد”، بحسب الصحيفة.

وتقول الإندبندنت إنه مع ارتفاع درجات الحرارة إلى رقم قياسي وتاريخي في بريتش كولومبيا في كندا، تم وصف الحدث بأنه يحصل مرة واحدة كل ألف عام. إلا أن الأحداث التي كانت تحدث مرة كل ألف عام، “أصبحت أكثر شيوعا في جميع أنحاء العالم”، بحسب الصحيفة، وزادت وتيرتها خلال الأعوام القليلة الماضية.

وأشار المقال الافتتاحي إلى أن الصلة بين تدهور الطقس وأزمة المناخ أصبحت “غير قابلة للإنكار”. وأن “تأثير النشاط البشري على المناخ العالمي أصبح أمرا لا يمكن إنكاره. لكن السياسة الدولية تتحرك ببطء شديد” حيال ذلك.

وأضاف أن “هذه قضية أساسية وتتطلب العمل الفوري بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن”.

وأشار إلى أنه “أوضح وعيه الخاص بالتهديد الذي تشكله أزمة المناخ على الولايات المتحدة، ولكن مع سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ… يجب عليه الإقناع إذا كان يريد أن ينجح في تمرير خطط إدارته من خلال الكونغرس”.

ويشير المقال إلى أن مجموعة ضغط متعلقة بالطاقة تعمل جاهدة على منعه.

وذكر المقال أن الرئيس قام مؤخرا بتقليص خطته الأصلية للبنية التحتية البالغة 2 تريليون دولار وخفض مئات المليارات من الدولارات من الدعم المقترح لمبادرات المناخ.

لكن الصحيفة اعتبرت أنه إذا كان هناك أي دافع للعمل، “فمن المؤكد أنه الآن”، وذلك لأن ما يحدث في كندا والولايات المتحدة “هو أحد مظاهر شيء أكبر بكثير”.

وأشارت إلى أن الصين، وهي أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، بدأت تتخذ إجراءات للحد من انبعاثات الكربون “لو بشكل تدريجي وبطيء”.

وتقول الصحيفة إن النمو الاقتصادي السريع في البلاد يقف وراء هذه الانبعاثات. وتضيف أنه في معظم الدول الناشئة الأخرى، بما في ذلك الهند، ترتفع معدلات الانبعاثات أيضا.

ولذلك، يحتاج العالم المتقدم، بحسب الصحيفة، إلى خفض الانبعاثات “للتعويض عن الزيادات الحتمية والمناسبة في البلدان ذات مستويات المعيشة المنخفضة للغاية”. واعتبرت الإندبندنت أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقود ذلك.

وأشارت إلى أن الأمل الموجود حاليا يتمثل في أن تحرك الكارثة الحالية في شمال غرب المحيط الهادئ العالم السياسي.

وتقول الصحيفة إن الوضع الحالي يعتبر بمثابة اختبار لمدى قدرة كل من إدارة بايدن والكونغرس على الوصول إلى نتيجة مقبولة.

وتقول الاندبندنت إنه “بالنسبة للأشخاص الذين فقدوا ممتلكاتهم وتعطلت حياتهم وفي بعض الحالات فقدوا أحبائهم في هذه الكارثة المروعة، ستبدو استجابة بايدن ضعيفة وغير فعالة”. وتضيف: “سيقلق العالم بأسره من أن أمريكا يقودها رئيس ضعيف وغير فعال وهي تواجه كارثة جماعية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى