الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

بدء جولة التصعيد العسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس في غزة، بإطلاق صواريخ باتجاه القدس “فاجأ الجيش الإسرائيلي”، وفقا لمراسل صحيفة يديعوت أحرونوت العسكري، يوسي يهوشواع.

ولم يقدر الجيش الإسرائيلي أن وجهة حماس نحو حرب وأن ضربة البداية ستكون بهذا الشكل. وبعدما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي برجا سكنيا في قطاع غزة، “قدّر ضابط كبير في هيئة الأركان العامة أن حماس ستطلق صواريخ باتجاه وسط إسرائيل لكنه هو وآخرين لم يصدقوا أن الرشقة الصاروخية ستشمل أكثر من 100 مقذوف وبوتيرة إطلاق نار كهذه. وهذا إخفاق استخباراتي من حيث رصد نوايا العدو وأيضا من حيث تقدير قدراته“.

وأشار يهوشواع إلى أن الهدف الذي حدده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للعدوان الحالي على غزة هو “عدم الاكتفاء بإعادة الردع وإنما تعزيز الردع. لذلك وإثر النتائج غير المرضية حتى الآن يتوقع أن تستمر العملية العسكرية فترة حتى الوصول إلى الإنجاز المطلوب، (لكن) علينا الاعتراف أن نقطة البداية الإشكالية ستضع مصاعب أمام الغاية الطموحة“.

وكتب المحلل العسكري في الصحيفة أليكس فيشمان، “أننا في حرب،وهذه ليست جولة ولا أيام قتالية. شلّ المطار، استهداف بنية تحتية استراتيجية لشركة أنبوب إيلات – أشكلون، استهداف مكثف لمراكز سكانية، هي حرب بين إسرائيل وحماس“.

وأضاف فيشمان أن إسرائيل رفضت توجهات دولية لوقف إطلاق النار، وأن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي صادقت، مساء أمس، على “درجات تصعيد أخرى في القتال من دون تاريخ لنهايتها. وعلم الضباط لدى خروجهم من المداولات أن وسط إسرائيل سيتعرض لرشقات صواريخ بعد وقت قصير. وهذا لم يكن تكهنا. وكان واضحا أن القرار الذي اتخذ في إسرائيل بإسقاط مجموعة أبراج سكنية ومبان مركزية في مدينة غزة وتشمل منشآت ومكاتب الحركة، سيؤدي إلى استلال السلاح المطلق من جانب حماس“.

وتابع فيشمان أن “القرار، في المستوى العسكري الإسرائيلي على الأقل، يقول إنه طالما لا تنشأ فجوة كبرة بين إنجازات الجيش الإسرائيلي وإنجازات حماس، فإن القتال سيشتد. وهذه توصية الجيش للمستوى السياسي أيضا. وواضح لقادة الجيش أنه ليس حماس فقط تنظر إلى أداء الجيش الإسرائيلي وإنما أيضا حزب الله، السوريون، الإيرانيون. وإنجاز كبير هو مسألة كرامة قومية. وهذه حاجة إستراتيجية“.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل إلى أن “الرشقة الصاروخية غير المسبوقة بحجمها نحو وسط إسرائيل، وهجمات جوية واسعة في قطاع غزة، تقرب إسرائيل وحماس إلى عتبة حرب جديدة. وسكان وسط البلاد لم يختبروا أبدا تجربة كهذه، المعروفة جيدا لسكان الجنوب والشمال، بأن تدوي صفارات الإنذار طوال ساعة تقريبا، وسقوط مقذوفات واعتراض الكثير منها. ويتوقع أن تكون الضغوط هائلة على الحكومة للرد بشدة. والقتل المتوقع في كلا الجانبين سيزيد من خطر الحرب“.

واعتبر هرئيل أن التغيير الأساسي الآن مقارنة بجولات مواجهة سابقة، “يتعلق بقرار حماس بتحمل المسؤولية الصراع على القدس… وفي معظم الجولات منذ عملية الجرف الصامد، عام 2014، سيطر منطق واحد وكان مفهوما لدى جانبي الحدود: الهدف هو التوصل إلى إنجازات قصوى خلال فترة زمنية محدودة، حتى يومين غالبا، ومن دون كسر القواعد بشكل يستوجب معركة طويلة“.

وأضاف أن “هذه المرة، بالنسبة لإسرائيل، تجاوزت حماس قواعد اللعبة منذ إطلاق الصواريخ على القدس، ولذلك كان رد إسرائيل أشد حقا“.

وتابع أن خطة الجيش الإسرائيلي الأصلية سعت إلى الامتناع عن اجتياح بري للقطاع، لأنه مقرون بسقوط قتلى في صفوف الجيش، “وفي الايام المقبلة، قد يتم استدعاء واسع لقوات الاحتياط، ونشر وحدات قتالية عند حدود القطاع، وحسب ما هو معلوم حتى الآن، لم يتم اتخاذ قرار بتنفيذ اجتياح بري. ويبدو أن هذا الأمر ما زال متعلقا بشدة القتال وعدد الإصابات والقتلى في الأيام المقبلة“.

قال خبير عسكري إسرائيلي إن “الأحداث الأخيرة أكدت أن الحرم القدسي هو أكثر المتفجرات حساسية في الشرق الأوسط، وقد يؤدي حدث تكتيكي صغير في المنطقة إلى اندلاع نيران في عدة قطاعات، وسرعان ما تؤدي الروايات التي ينشرها الفلسطينيون إلى تأجيج العنف“.

وأضاف روعي شارون في مقال بهيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، ترجمته “عربي21″، أن “المزيج من الاضطرابات في المسجد الأقصى غدا مألوفا جدًا لأي إسرائيلي يتجول فيه في العقود الأخيرة، منذ عام 1990، حين أعلن المستوطنون المتدينون عن نيتهم وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم، ما دفع المسلمين إلى أعمال مقاومة انتهت بإصابة العشرات من المصلين عند حائط البراق، ومقتل 17 فلسطينيًا، وثمانية يهود“.

وأوضح أن “رجال الوقف الإسلامي اعتبروا السلوك اليهودي المبكر هجوما على أضرحة إسلامية، وهكذا تم تلقي الرسالة، ثم اندلعت أعمال عنف في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية في عام 1997 أسفرت عن مقتل 17 جنديًا إسرائيليًا، وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين“.

وأشار إلى أن “الأمر تطور في أواخر العام 2000، حين اقتحم أريئيل شارون المسجد الأقصى، ما تسبب في مقتل أربعة فلسطينيين، وإصابة 200 آخرين، ما تسبب في اندلاع الانتفاضة الثانية، حيث تم إغلاق الحرم القدسي أمام اليهود لمدة ثلاث سنوات، وفي رأس السنة الميلادية 2015، اقتحمت قوات الشرطة المجمع الجبلي في الصباح الباكر بعد معلومات استخبارية، وضبطت عبوات ناسفة ووسائل أخرى بحوزة شبان فلسطينيين“.

وأكد أنه “بعد إعلان الوزير اليميني أوري أريئيل عن نيته الصعود إلى الحرم القدسي الشريف، فقد أغلقت الشرطة الحرم أمام دخول نشطاء فلسطينيين متطرفين، واندلعت أعمال اشتباكات في البلدة القديمة، وقُتل أحد المستوطنين بعد أن رشقه فلسطينيون بالحجارة في القدس، وهو القتيل الإسرائيلي الأول في موجة العنف الوحيدة التي استمرت عاما ونصف“.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى