الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

 

بعد مرور 24 ساعة على الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة المحيطة بمفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، خرجت تفسيرات إسرائيلية متباينة إزاء الحادث، فضلا عن التشكيك برواية الجيش.

وذكرت الصحف الإسرائيلية ان  الجيش الإسرائيلي صدر بيانين متناقضين حول الصاروخ الذي أطلِق من سورية، من طراز SA5 المضاد للطائرات، وسقط في منطقة النقب. وبحسب البيان الأول، فإن صاروخا مضادا للصواريخ أطلقه الجيش الإسرائيلي فشل في اعتراض الصاروخ السوري. وقال البيان الثاني للجيش الإسرائيلي إن تحقيقا أوليا أظهر أنه لم يتم اعتراض الصاروخ السوري عمليا. وقال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إنه “سنجري تحقيقا في الاعتراض الذي لم ينجح، وفي معظم الحالات نحقق نتائج أخرى”. وفرضت إسرائيل تعتيما حول الموضوع.

وأضافت أن “سلاح الجو بدأ تحقيقا من أجل استخلاص العبر والتأكد من أن تكون النتيجة في المرة القادمة أفضل، وواضح أن هذا ليس إخفاقا من جانب المشعلين أو خللا تقنيا لمنظومة الاعتراض”.

علق الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والقائد الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أن “ما حصل ليس ردا إيرانيا على تفجير منشأة نطنز النووية، لأن الساحة متوترة للغاية، وإذا ربطنا الهجومين ببعضهما، فهذه ساحة حساسة للغاية، خاصة بسبب القضية النووية، لذلك عندما شوهد صاروخ ينطلق ليلا باتجاه ديمونا، فقد أشعل كل المصابيح الحمراء“.

وأضاف يادلين لصحيفة يديعوت أحرونوت، أننا “أمام صاروخ قديم من الثمانينيات يستخدمه السوريون من حين لآخر ضد الطائرات الإسرائيلية، لقد صمم هذا الصاروخ ضد طائرات النقل، وأصاب طائرة نقل روسية قبل ثلاث سنوات، لقد طار هذا الصاروخ مئات الكيلومترات، ولكن إذا لم يصطدم بالطائرة، فقد كان يعتزم اعتراضها، وإذا لم يسقطه الدفاع الجوي، فإنه يسقط في نهاية المدى في هذه الحالة بمنطقة ديمونا“.

وطالب يادلين “بإجراء استجواب المنظومات الدفاعية الإسرائيلية عن سبب سقوط الصاروخ، ولماذا حدث ما حدث، لأننا لا نعرف ما الذي حصل، رغم أن جميع المنظومات الإسرائيلية لديها فرص إصابة عالية جدا بين 85-90٪، وأحيانا بنسبة 95٪ في ظل الظروف المثلى، وعندما يتم إطلاق 20 صاروخا على إسرائيل، فهناك احتمال أن يخترق صاروخ أو صاروخان هذه المنظومات الدفاعية، ولو في منطقة حساسة“.

رون بن يشاي، الخبير العسكري، دعا “لإجراء تحقيق فيما حصل”، قائلا إن “الحدث يحتاج لدراسة متعمقة، وهي خطوة ستستغرق بضعة أيام، لأن الصواريخ الروسية التي بحوزة السوريين قادرة على الوصول لنطاقات تصل مئات الكيلومترات، وتشكل تهديدا حقيقيا للطائرات الإسرائيلية، أو تلك التي في طريقها لإسرائيل في شرق البحر المتوسط“.

 

وأضاف بن يشاي في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت أيضا أن “قوات سلاح الجو تجري تحقيقا لتعلم الدروس، والتأكد من أن النتيجة ستكون أفضل في المرة القادمة، خشية تكرار الأعطال ذاتها في منظومة الاعتراض، لأنه في الفترة الماضية تم إطلاق “Arrow 2” لاعتراض صاروخ SA-5، وكان على وشك السقوط في إسرائيل، والاعتراض بشظايا الأسهم التي سقطت وقتها على مستوى مدينة إربد في الأردن“.

وأشار إلى أن “أي حادث غير عادي من هذا القبيل يعدّ ظاهريا فرصة لسلاح الجو لقضم النظام الكثيف والمتطور لاعتراض الصواريخ والطائرات الذي قدمته روسيا لسوريا، لكن الروس في عجلة من أمرهم لتزويد بطاريات صواريخ جديدة، وأكثر تقدما، بدلا من تلك المدمرة، ما يجبر إسرائيل على المضي قدما، ويمكن استخدام بعضها كصواريخ أرض-أرض غير دقيقة، ذات قدرة تدمير محدودة“.

وأوضح أن “السوريين يدركون جيدا حقيقة أن إطلاق صاروخ SA-5 على طائرة في المجال الجوي الإسرائيلي سيؤدي إلى رد فعل، لكن الصاروخ الذي أطلق هذه المرة من جنوب دمشق مر فوق القدس ومناطق حساسة أخرى، حتى سقط في قلب النقب، وقد رصدت أنظمة الإنذار والكشف للدفاع الجوي الصاروخ، وقامت بشكل صحيح بتقييم مكان سقوطه، قرب مستوطنة أبو قرينات البدوية في النقب، وحذرت منه“.

وختم بالقول إن “الحدث يوضح مدى انفجار المنطقة، وأن أي عمل عسكري قد يتطور الأمر إزاءه في اتجاهات مختلفة وغير متوقعة، رغم أنه ليس لدى إسرائيل أي نية أو رغبة في تصعيد الموقف، وهذه أيضا نية سوريا وحزب الله”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى