الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

أشارت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم إلى أن استهداف إسرائيل للسفينة “سافيز” الإيرانية، أول من أمس، يشكل تصعيدا متعمدا، وأن استعدادات جارية في إسرائيل لاحتمال أن تشن إيران هجوما من أراضيها ضد أهداف في إسرائيل.

وحسب صحيفة هآرتس فإن الهجمات الإسرائيلية السابقة “استهدفت سفنا كانت تهرب النفط من إيران إلى سورية من أجل تمويل أسلحة لحزب الله، وكذلك سفنا هرّبت أسلحة إلى حزب الله. لكن الهدف الحالي غير مألوف في أهميته وبعلاقته المباشرة بالحرس الثوري الإيراني، ويبدو كتصعيد متعمد.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس، عن مصادر في الإدارة الأميركية قولها إن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية بالهجوم بعد تنفيذه، وأن سلاح البحرية الإسرائيلي نفذه. ورفض جهاز الأمن الإسرائيلي التعقيب على ذلك. وأشارت “هآرتس” إلى أن أقوال المصادر الأميركية “ربما تعكس عدم رضى أميركي من الهجمات الإسرائيلية، وفيما في الخلفية استئناف الاتصالات بين إيران والدول العظمى حول عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي“.

وتطرق وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس إلى هذا التصعيد من دون الإشارة مباشرة إلى استهداف السفينة “سافيز”، وقال إنه “نستعد في الأيام لاستمرار المواجهات المحتملة في الجنوب والشمال”.

قال رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو إنّ اتفاقًا قد يتمّ التوصّل إليه بين طهران وواشنطن لن يكون مُلزِما بالنسبة لإسرائيل.

جاء ذلك في خطاب ألقاه نتنياهو حذّر فيه حلفاء إسرائيل من التوقيع على اتفاق يسمح لإيران بحيازة أسلحة نووية، قائلا إن اتفاقًا كهذا من شأنه تمهيد الطريق لطهران لامتلاك برنامج نوويّ.

وقال نتنياهو: “في هذه اللحظة، تقام في دبي مناسبة تذكارية لضحايا الهولوكوست. من كان ليصدق ذلك؟ هذه علامات على تغيير مرحب به في العلاقات بين اليهود والعرب خارج إسرائيل وداخل البلاد أيضا“.

وأضاف: “لكن مع تقدمنا. هناك أشياء يمكن أن تعيدنا إلى الوراء. الاتفاق النووي مع إيران مطروح مرة أخرى على الطاولة، لكن التاريخ علّمنا أن مثل هذه الاتفاقيات، مع الأنظمة المتطرّفة تساوي قيمةَ فصّ ثوم (للدلالة على أنها لا تساوي شيئا بحسب ما يرى)“.

وتابع: “كما أقول لأصدقائنا الجيدين، لألّا يكون هناك خطأ الاتفاق مع إيران سيمهد الطريق لامتلاك أسلحة نووية لن يلزمنا بأي شكل من الأشكال“.

وكانت تحليلات إسرائيلية، قد ربطت بين الهجوم الذي تعرضت له السفينة الإيرانية “سافيز” في البحر الأحمر، وبين المحادثات الجارية في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأميركية على طهران. في حين أشار تقرير إسرائيلي إلى خلافات بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول الطريقة التي يدير فيها الجيش الإسرائيلي المواجهة البحرية مع طهران.

 

قال مردخاي كيدار في مقاله بصحيفة مكور ريشون أن “بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، التقى بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يدير المملكة بالفعل، في نوفمبر الماضي بمدينة نيوم الساحلية، ويحتمل أن تكون مسألة الاعتراف المتبادل قد أثيرت في الاجتماع، لكن نتنياهو أصيب بخيبة أمل كبيرة؛ لأن ذلك لم يتحقق، والسبب الرئيسي هو تهرب السعودية وخوفها“.

وأشار كيدار، المحاضر بقسم اللغة العربية بجامعة بار إيلان، ومعلق شؤون الشرق الأوسط، إلى أنه “رغم أن السعودية تتمتع بموقع ريادي في الساحة العربية، لكنها ضعفت عسكريا واقتصاديا، وشهدت في السنوات الأخيرة اضطرابات تهدد استقرارها، لكن خوفها الحقيقي القائم من التطبيع العلني مع إسرائيل يرتبط بخوفها من ايران، لأن المملكة تتذكر جيدا ليلة 14 أيلول/ سبتمبر 2019، عندما هاجمت إيران منشآتها النفطية الضخمة بشركة أرامكو، وأغلقت نصف صادرات النفط السعودية لعدة أشهر“.

وأوضح أن “هناك جملة من الاستنتاجات التي يجب على إسرائيل استخلاصها في علاقتها المستقبلية مع السعودية، أهمها أننا أمام دولة تعاني بنيتها التحتية الاقتصادية من ضعف واضح، وأعداؤها يحاصرونها، ويهاجمونها من جميع الجهات، ومكانتها الدولية سيئة للغاية، والعلاقات مع إسرائيل أولا وقبل كل شيء مصلحة سعودية، وبالتالي يجب على إسرائيل ألا تدفع لهم شيئا“.

وأكد أنه “يمكن لإسرائيل، بل ويجب عليها، وضع شروط واضحة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، أولها قطع علاقاتها الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية، وإقامة السفارة السعودية في القدس، والاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، والالتزام بدعم إسرائيل في المؤسسات الدولية“.

وأضاف أن “الأوساط الأمنية الإسرائيلية تراقب عن كثب تنفيذ مزيد من الهجمات على منشآت نفطية سعودية، بما فيها قبل شهر في رأس تنورة، ما يعني أن السعودية تخاف من إيران، لذلك فهي لا ترد على هجماتها، في حين أن الجيش السعودي منهك بسبب الحرب الفاشلة التي يخوضها منذ ست سنوات ضد الحوثيين في اليمن، الذين يضربون باستمرار أهدافا استراتيجية في السعودية، خاصة المطارات والمنشآت النفطية“.

وأكد أن “ما يتوفر من معلومات إسرائيلية عن الوضع الاقتصادي للسعودية ليست جيدة، رغم النفط، نظرا لانخفاض سعره نسبيا عن الماضي، واستقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة، والمنافسة الدولية الشديدة بين منتجي النفط والغاز، وانتقال الدول إلى الطاقة المنتجة من مصادر نظيفة مثل الرياح والمياه، وفي ضوء الانخفاض الحاد في استهلاك النفط، وتوقف الطيران المدني خلال 2020، فقد تضرر اقتصاد المملكة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى