جان عبيد داعية الحوار والتواصل وداعا


غالب قنديل

غيّب الموت اللئيم شخصية لبنانية مخضرمة، لعبت أدواراً مهمة في مراحل متعدّدة من تاريخ لبنان الحديث، وعُرفت بفتح قنوات الحوار والتواصل العابر للانقسامات والخنادق. وكان من دعاة وصانعي معادلات الوفاق والتفاهمات الوطنية اللبنانية.

رحل النائب والوزير جان عبيد رجل التواصل المنفتح فوق خنادق الصراع، المتمسّك بعروبته وبوطنيته ودعمه لفكرة المقاومة منذ انطلاقها، والمؤمن بعلاقة لبنان المميزة مع سورية، التي آمن بأنها حضن لبنان العربي.

جان عبيد نصير المقاومة والعدالة الاجتماعية وداعية الإصلاح السياسي، والتطوير المستمر للنظام اللبناني، الذي شارك في لمّ شتاته من خلال دوره الحواري مع مختلف الأطراف، عندما تعطّلت لغة الكلام وعلت قعقعة السلاح.

هو المثقف العروبي المؤمن بالعلاقة اللبنانية – السورية المميزة، وصديق الإعلاميين الممسك بخطوط الوصل بين سائر الأطراف المكوِّنة للحياة الوطنية. وقد ترك بصمة ظاهرة في الحياة السياسية منذ انتخابه نائبا، فكان أحد أكثر النواب قربا الى دولة الرئيس نبيه بري وموقعه الأساسي في صياغة معادلات الوفاق والتواصل، والعمل لبلورة المشتركات العابرة لخنادق الانقسام.

بغيابه يخسر لبنان قامة وطنية وعربية متميزة، وبرلمانيا مفوّها، وسياسيا كان معروفا بظرفه وانفتاحه وأدبه.

جان عبيد وداعا، من كان مثلك لا يُنسى.

التعزية الحارة لعائلتك العزيزة ولشقيقك الزميل ميلان عبيد عضو المجلس الوطني للإعلامم المرئي والمسموع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى