الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

يخضع قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن مكافحة انتشار فيروس كورونا لاعتبارات سياسية، وحتى لاعتبارات سياسية شخصية في حالة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. فيما رجحت تقارير إرجاء اتخاذ قرار حول جهاز التعليم. وفي هذه الأثناء يزداد انتشار الفيروس.

وتكمن المشكلة الكبرى في مواجهة كورونا في المجتمع الحريدي، ونقلت صحيفة “هآرتس” اليوم الإثنين، عن المسؤول عن مكافحة كورونا في المجتمع الحريدي في وزارة الصحة، روني نوما، قوله إنه لا يوجد إنفاذ للتعليمات في جهاز التعليم الحريدي بسبب اعتبارات سياسية، وأن امتناع هذا الجهاز عن الانصياع للتعليمات هو أحد أسباب ازدياد انتشار الفيروس. وأشار إلى أن جميع المدن الحريدية حمراء، لكن لا يتم تعطيل الدوام المدرسي بدءا من صفوف الخامس في هذه المدن، خلافا للتعليمات.

وأضاف نوما أن “وزارة التربية والتعليم وكذلك الشرطة على علم بهذا الوضع. ونحن نطرح هذا الوضع خلال اجتماعات تقييم الوضع”. وشدد نوما على أن هذا الأمر نابع من قوة الحريديين السياسية. “قوة الحريديين السياسية تؤثر. وينبغي أن نتذكر أننا في معركة انتخابية الآن. ومن يقول أمرا آخر يجافي الحقيقة“.

وحسب نوما، فإنه “بالإمكان الاستمرار مع جهاز تعليم نشط، لكن سيكون لذلك أثمانا بعدد الوفيات. ومن يقول إنه لا يوجد تناقل عدوى في جهاز التعليم، عليه أن يواجه المعطيات. وأنا أحلل الأرقام، وأرى ما يحدث أثناء الإجازات. عندها يتراجع انتشار الفيروس. وعندما يجلس عشرات الطلاب في غرفة الصف يحدث تناقل عدوى، لكن يصعب رؤية ذلك لأنه لا تظهر أعراض المرض عليهم“.

وتشير المعطيات إلى وجود قرابة 2400 طالب مريض بكورونا في القدس، بينهم 1700 طالب (70%) في مؤسسات التعليم الحريدية، و540 طالبا في جهاز التعليم الحكومي (22%)، و180 طالبا في جهاز التعليم العربي في القدس الشرقية (8%).

وستجتمع اللجنة الوزارية لمكافحة كورونا (كابينيت كورونا)، غدا، من أجل البحث في تشديد قيود الإغلاق الذي تم فرضه مطلع الأسبوع الماضي. ويؤيد نتنياهو تشديد الإغلاق لفترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، فيما يعارض رئيس حزب “كاحول لافان” ووزير الأمن، بيني غانتس، إغلاق المدارس، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم.

عبر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق الجنرال غادي آيزنكوت عن قلقه الشديد من الأزمة الداخلية التي تعصف باسرائيل مقدما رؤيته في مختلف القضايا الداخلية والخارجية.

وأكد آيزنكوت الذي خدم اسرائيل أكثر من 40 عاما وشارك في اتخاذ قرارات “حاسمة قاسية”، في مقال له بصحيفة يديعوت أحرنوت إن “إسرائيل في هذه الأيام تمر بفترة صعبة، وإضافة للتهديدات الخارجية فإن على إسرائيل أن تتصدى لأزمة سياسية خطيرة تترافق وتطرف الخطاب وتعظيم عدم الثقة في الساحة السياسية والمؤسسات الرسمية.

وأوضح أن “أزمة الاستقطاب والشرخ بين أجزاء المجتمع الإسرائيلي، تتعمق”، لافتا إلى أن “إسرائيل بحاجة لزعامة تقود إلى التقدم، مع بلورة رؤيا تترافق واستراتيجية مناسبة، تعظم ثقة الجمهور بالمؤسسات الرسمية، وتعظم جودة الخدمة في القطاع العام، وخلق التوازن المناسب بين السلطات، التنفيذية والتشريعية والقضائية، في ظل فحص نقدي مسؤول”.

وأشار الجنرال إلى أن “الأزمة الصحية المتطرفة (كورونا) في السنة الأخيرة أدت لضرر اقتصادي جسيم في شرائح واسعة من الجمهور الإسرائيلي، ومع بداية تطعيم السكان، نرى بوادر الأمل، ولكن لا يزال الطريق بعيدا عن نهايته، لأن الأزمة الاقتصادية بسبب كورونا عميقة، وسيستغرق الانتعاش منها سنوات“.

وإلى جانب هذا “تبقى التحديات الأمنية قائمة دون صلة بالأزمة الصحية-الاقتصادية، هناك الساحة الفلسطينية، دول أعداء سوريا ولبنان، حيث يشكل كل منهما ساحة عمل لإيران الساعية للهيمنة الإقليمية والسلاح النووي” مضيفا أن “التحديات قاسية، ولكنها ليست بمثابة تهديد وجودي، فإسرائيل تحقق استراتيجية متداخلة تضمن تفوقها الأمني في ظل السعي الدائم لبناء القوة الوطنية والعسكرية”.

وقال: “برغم كل هذا، أنا قلق بالذات من الأزمة الداخلية المتعمقة، ومن عدم القدرة على تشكيل حكومة مستقلة وفي نظري هذا هو التهديد المركزي تهديد على قدرتنا على تحقيق إمكانياتنا لمواصلة التطور وتحقيق حلم موقعي وثيقة الاستقلال، بدولة حلمها يعكس قيما يهودية، بقوة صلية تاريخية ودينية تعود لآلاف السنين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى