شؤون دولية

نيويوركر: ترامب لم يعد وحيدا في حربه على ديمقراطية أمريكا

نشرت مجلة “نيويوركر” مقالا للصحفية “سوزان غلاسر”، اتهمت فيه الحزب الجمهوري بالانزلاق إلى مربع معاداة الديمقراطية، على غرار الرئيس دونالد ترامب.

وبحسب المقال فإنه في مقابل مشهد الخوف من الجائحة الفيروسية في الشارع الأمريكي، فإن البيت الأبيض يضج بالحفلات والتجمعات من وقت لآخر، وأحدثها بمناسبة العيد اليهودي “حانوكا”، حيث هتف الحضور لترامب: “أربع سنوات أخرى”، بدون ارتداء كثير من الحضور كمامات، ودون تباعد اجتماعي، وفقا لمقطع فيديو تم تسريبه.

وتضيف الكاتبة: “بعد أربع سنوات من تحول ما لا يمكن تصوره إلى حقيقة في عهد ترامب، اعتقدت أنني مستعدة لمختلف السيناريوهات غير المسبوقة التي قد تتكشف في فترة ما بعد الانتخابات وما قبل التنصيب.. لأن ترامب أخبرنا أنه لن يقبل بخسارة أمام جو بايدن، مهما حدث“.

وتقارن الكاتبة بين إنكار خطر كورونا، وإنكار نتائج الانتخابات، لكن الأخطر، بحسبها، هو انجرار الحزب الجمهوري، الذي يمثل الشطر المحافظ في السياسة الأمريكية، إلى هذا المربع المدمر للديمقراطية، بحسبها.

ويوضح المقال أنه في الأيام التي أعقبت الانتخابات مباشرة، قال ترامب إن هدفه هو “وقف العد”، ثم أصبح “إيقاف السرقة”، أو المطالبة بإعادة الفرز، أو اكتشاف دليل على التزوير.

وخلال هذه الفترة، قال مسؤول جمهوري كبير إنه لم يكن هناك ضرر حقيقي في السماح لترامب بالإعراب عن غضبه، فإن هذا لن يؤثر على النتيجة على أي حال.

وقال المسؤول الجمهوري لصحيفة واشنطن بوست: “ما هو الجانب السلبي لمداراته لهذه الفترة القصيرة؟ لا أحد يعتقد بجدية أن النتائج ستتغير.. لقد ذهب للعب الغولف في نهاية هذا الأسبوع. ليس الأمر وكأنه يخطط لكيفية منع جو بايدن من تولي السلطة في 20 كانون الثاني/ يناير. إنه يغرد عن رفع بعض الدعاوى القضائية، وستفشل تلك الدعاوى القضائية، ثم يغرد أكثر عن كيف سُرقت الانتخابات، ثم يغادر“.

وتستدرك الكاتبة بالقول إنه بدلا من مجرد قضاء بضعة أيام للتصالح مع خسارته، ثم الذهاب إلى فلوريدا بمجرد أن تلغي المحاكم دعاويه القضائية، فقد زاد ترامب من تصعيده، وبلغ ذروته يوم الأربعاء بتغريدة من كلمة واحدة أعلن فيها هدفه الجديد: ليس للفوز بالانتخابات ولكن من أجل “قلب” النتائج.

والأكثر إثارة للدهشة، بحسبها، أنه في حين خسر حلفاؤه أكثر من خمسين قضية منذ الانتخابات، فقد أقنع ترامب الملايين من الأمريكيين بأن الانتخابات قد تم تزويرها ضده، ويقول 77 بالمئة من الجمهوريين الآن إن عمليات تزوير ضخمة قد حدثت، وفقا لاستطلاع رأي جديد أجرته شركة “كوينيبياك” الخميس.

وجند ترامب القيادة الوطنية بأكملها تقريبا للحزب الجمهوري في هجومه المنسق على شرعية النتائج.

وطلب 27 من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، هذا الأسبوع، من وزارة العدل تعيين مستشار خاص للتحقيق في الانتخابات، وهو نفس عدد الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ، الذين، كما وجدت صحيفة “واشنطن بوست” في استطلاع للرأي، أنهم سيعترفون علنا بفوز بايدن.

ورغم رفض كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي الاعتراف بفوزه؛ إلا أن كليهما صوت ضد اقتراح احتفالي من اللجنة المنظمة لتسليم السلطة في 20 كانون الثاني/ يناير “لإخطار الشعب الأمريكي” بخطط تنصيب بايدن.

وفي أعقاب الانتخابات مباشرة، قال ماكونيل إن ترامب “له كل الحق في النظر في المزاعم وطلب إعادة فرز الأصوات بموجب القانون”. والآن بعد أن فقد ترامب عمليات إعادة الفرز وخسر الدعاوى القضائية، وبعد أن تم التصديق على النتائج، وبات يتحدث ترامب علانية عن قلبها، يلتزم ماكونيل الصمت.

وتمضي الكاتبة بالقول إن هذا هو الجزء الذي “لم أكن مستعدة له تماما”، حتى بعد كل الأعذار التي منحت للجمهوريين خلال السنوات الأربع الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى