شؤون عربية

تقدير إسرائيلي: قادة فلسطين محبطون وخياراتهم محدودة

قال كاتب إسرائيلي إن “القادة الفلسطينيين يعملون جاهدين لإيجاد الرد المناسب على إعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، رغم أن خياراتهم محدودة“.

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عن مقاطعة معرض دبي إكسبو في أكتوبر 2021، فيما اشتكي محمود الهباش، مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن الجامعة العربية والمنظمات الإسلامية الدولية التزمت الصمت حيال الاتفاق“.

وأضاف حافيف رتيغ غور بمقاله على موقع زمن إسرائيل، أنه “ليس من قبيل المصادفة أن تتمسك حماس بأنصارها الأساسيين في أنقرة وطهران، عقب الاتفاق الإماراتي الأخير، فبالنسبة لهما يمثل الوضع الفلسطيني شيئا مهما فيما يتعلق بالمسار المستقبلي للعالم الإسلامي، ودعمهم مضمون في الوقت الحالي، رغم أنه يقتصر على قطاعات من الفلسطينيين، لكنهم يحملون بكل فخر الشعارات الإسلامية“.

وأكد أن “قراءة نتائج اتفاق الإمارات وإسرائيل يمكن مقارنته مع انتهاء كل انسحاب إسرائيل في السنوات الأخيرة بموجات من العنف الدامي، سواء في لبنان أو غزة، ولم يفز اليسار بالانتخابات منذ فوز إيهود باراك عام 1999، بسبب موجات الهجمات القوية التي ضربت المدن الإسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية، وفي حين تميل المناقشات الخارجية حول إسرائيل وفلسطين لنسيان إراقة الدماء، لكن الإسرائيليين لا ينسون“.

وأوضح أن “النقطة ليست فقط أن الإسرائيليين يعتقدون أن الفلسطينيين يردون على الانسحابات بالعنف ، سواء عقب أوسلو أو بعد فك الارتباط، لكنهم لم يعودوا يعتقدون أن الانسحاب قد يؤدي لأي نتيجة غير هذا العنف، وفيما يتركز الاهتمام العالمي على محمود عباس، واستعداده للتعاون الأمني مع إسرائيل، لكن الأخيرة تلاحظ أنه في العام الرابع عشر من حكمه، لا يخطط لإجراء انتخابات قريبا لأنه يعلم أنه سيخسر أمام حماس.

وأكد أنه “يُنظر إلى عباس إسرائيليا على أنه يمثل الصوت المعتدل، لكن حماس تبدو هي المستقبل، وأي فراغ سياسي تتركه إسرائيل في انسحاب آخر سيحتلّه هذا التنظيم، الذي حوّل غزة بالفعل إلى ساحة معركة في حربها الأيديولوجية، وهنا من الجدير ذكره أن يد حماس ليست فقط هي العليا، بل إنها المنظمة الوحيدة من بين الفصائل الفلسطينية التي لديها رواية شاملة وجادة لشرح القضية الفلسطينية“.

وأوضح أن “حماس لا تعتبر الصراع مع إسرائيل عرقي بين شعبين، بل نسخة من حرب الجزائر ضد المستعمرين الفرنسيين، باعتبارها حربا دموية، حماس تعظ في المدارس وخطب المساجد، بأنه كلما زاد نزيف الإسرائيليين، سارعوا للتراجع، إنها رواية قوية تشجع على الصبر وترهيب الإسرائيليين، وهو تمسك بالتفسير الاستعماري للصراع، رغم أن اليهود الإسرائيليين ليس لهم مكان يذهبون إليه، وهذه ليست نقطة هامشية“.

وأوضح أن “قرار الإمارات بتطبيع العلاقات مع إسرائيل شكل نوعا من التحرر من القضية الفلسطينية، وحتى لو تمثل ذلك بإحباط الفلسطينيين، فلا يبدو أن أبو ظبي خجولة من ذلك، فقد أظهر ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان نقطة مهمة في محادثاته مع الإسرائيليين، لم تفهمها الفصائل الفلسطينية، وهي أنه من أجل تغيير سلوك اليهود، عليك إقناعهم بأن لديهم ما يخسرونه، رغم أنها جملة من الخطورة إلقاؤها بهذا الصراع المتفجر“.

وأشار إلى أن “البعض سيتحدث بأن إسرائيل القوية والغنية لديها الكثير لتخسره، وكلما بدأت الخسارة، تغير سلوكها، وسيقول آخرون إن الحاجة لإنهاء الاحتلال هدف أخلاقي، وقد يكون الأفضل وضع الأمر على هذا النحو: إقناع الإسرائيليين بأن لديهم شيئا يكسبونه، يعوضهم ما قد يخسرونه، رغم أنهم في عمومهم لا يؤمنون حقا بأن القيادة الفلسطينية قد تقدم لهم السلام، وهو افتراض يحفزهم حين يفكرون في الصراع مع الفلسطينيين“.

وأكد أن “الانطباع السائد في السلطة الفلسطينية أن الصمت العربي المقيت إزاء اتفاق إسرائيل والإمارات يشير إلى أنهم يواجهون مؤامرة واسعة، ويمكن للإحباط الشديد أن يشعل الغضب ونظريات المؤامرة لدى الفلسطينيين، لكن القائم حاليا أنهم أمام أكثر نقطة ضعف في تاريخهم الحديث، وكأنهم يمرون بحالة من الفشل البطيء والزاحف للحركة الوطنية الفلسطينية“.

وأوضح أن “الموقف العربي من الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي يشير إلى أن التصريحات العربية المتحمسة تجاه الفلسطينيين لم تُترجم أبدا لمساعدة هادفة ومستقرة لهم، في الضفة الغربية وقطاع غزة ومجتمعات اللاجئين وأحفادهم المنتشرين في جميع أنحاء المنطقة، طوال سبعة عقود، حتى أن الحركة الوطنية الفلسطينية تقف الآن على مفترق طرق“.

وأشار إلى أن “العالم العربي ما زال يهتم بالفلسطينيين، رغم الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، لكن القضية الفلسطينية تقلصت وتحولت من تمثيل للقضية العربية الواسعة إلى مأساة لا تمس سوى الفلسطينيين، وبالتالي قد تكون هذه القضية فقدت قبضتها على صنع القرار العربي، لأن دول الخليج الغنية بالنفط أصبحت الآن مركزا تجاريا دوليا لا يعامل الغرب كعدو قمعي أو حضارة منافسة، بل وجهة للاستثمار ومصدرا للاستقرار“.

وأضاف أن “التهديدات الإقليمية الجديدة للعالم العربي مثل إيران وتركيا والجماعات الإسلامية، والتحديات المحلية بين الفساد والصراعات القطاعية، غيرت العالم العربي، وباتت القضية الفلسطينية أولوية ثانوية، وربما لأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يبدو أنه قابل للحل، مع أن الدول الساعية للتحالف مع إسرائيل ضد إيران، وتكوين شراكة تجارية وتكنولوجية معها، مستعدة لضخ الأموال على الفلسطينيين، ليس من أجل رفاهيتهم، ولكن للقضاء على المشكلة السياسية التي يمثلونها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى