شؤون لبنانية

باسيل: مستعد للعقوبات ولكن لن أشارك بعزل فريق لبناني

اشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى اننا أمام كارثة ومأساة وطنية ضربت عاصمتنا وبلدنا وشكّلت صدمة كبيرة لأهلنا ولنا كلّنا، الكلمات والمشاعر الطيبة لا تعوّض فقدان الضحايا ولا تخفّف أوجاع الجرحى ولا تردّ المفقودين ولا تعمّر أحياء مدمّرة بكاملها، واذا في مرّات سابقة لم تكشف الحقيقة في لبنان، فهذه المرّة ممنوع الا نلاحق ونحاسب ونحاكم كل من تسبّب بدمعة أب او حرقة قلب أمّ… فهذه المرة لا تشبه اي مرّة سابقة لأن ندوب الجرح اذا زالت عن وجه العاصمة لن تزول من ذاكرة ناسها.

واعتبر باسيل في مؤتمر صحفي، بأنه هذه مرّة جديدة يظهر فيها شعبنا تضامنه وحبه للحياة ويقوم من تحت الدمار ليعود ويبني، وبصراحة الشعب هو الذي يقوم بعملية انقاذ نفسه ومدينته، ولفت الى ان مشهد التضامن العفوي هو أكبر إثبات على وحدة وطننا ومناعته وهنا احيّي كل الناس، بمن فيهم التيار، الذين خفّفوا ولو قليلا من هذه المأساة، لكن المطلوب منّا كثير، ولا شك انّ بيروت ستقوم من جديد بفضل همّة وإرادة أهلها ومساعدة الأصدقاء. وشدد على ان المطلوب من الدولة تأمين الأمن والطمأنينة بشكل جدّي لكل بيت ومواطن وحماية الأبنية من الإنهيار وإعادة طابعها التراثي ومنع عمليات المتاجرة والبيع الإستغلالي وتأمين مواد البناء وآلية شراءها، والمطلوب من الدولة ايضا تأمين مبلغ حدّ ادنى للتصليحات لكلّ منزل متضرّر من قبل المصارف واعتبارها سلفة على الدولة لحين سدادها وهذا موضوع اقترحه التكتل وسيتابعه ليوصل لنتيجة، وكذلك المطلوب إلزام شركات التأمين بتسديد متوجّباتها للمتضررين.

وشدد رئيس تكتل لبنان القوي” على ان المطلوب من الدولة إقرار قوانين لكل أشكال الإعفاءات من الرسوم والضرائب على إعادة الاعمار وعلى الاملاك، ولكل حاجة انسانية ملحّة ووضع مخطّط توجيهي للمناطق المتضرّرة من قبل المحافظ والبلدية وتقسيمها الى مناطق جغرافية ووضع خرائط معمارية متجانسة لوضعها بتصرّف الجهات المانحة، وبالشق المعنوي العزاء الوحيد هو الحقيقة والمحاسبة، فنحن امام فاجعة حصلت على مرحلتين وبسببين: واحدة على سبع سنين بسبب الإهمال والثانية بلحظة بسبب حادث إمّا غير متعمّد أو تخريبي او اعتدائي. واعتبر بانه بكلّ الحالات، الحقيقة مطلوبة والمحاسبة واجبة: الفرق أن الاهمال معروف وموّثق ويتطلّب تحقيقات سهلة وسريعة، امّا حادث التفجير فهو غامض ويتطلّب تعمّقا بالتحقيق.

اضاف باسيل قائلا “نحن مع كلّ إجراء يوصل للحقيقة والمحاسبة: الإعتماد اولاً على أجهزتنا ومؤسساتنا الأمنية والقضائية لتقوم بعملها بسرعة وشفافية وفعالية بمساعدة كل الخبراء الراغبين والقادرين من الخارج، وبحال قصّرت اجهزتنا أو تقاعست أو تواطأت فالباب يصير مشرّعا لكل الاحتمالات والمطالبة تصير مشروعة”. واعتبر بان الكل يجب ان يكونوا تحت سقف التحقيق والقانون، من وزراء معنيين ومدراء وموظفين مسؤولين، وقادة أجهزة مختصّين وقضاة صدّروا قرارات؛ الكل تحت التحقيق والقانون. لكن هناك فرقا بين من اكتشف ونبّه وراسل، وبين العارف الذي سكت وأهمل“.

وتابع قائلا “للأسف بلحظة وقوع الفاجعة الكبيرة، هجم على رئيس الجمهورية وعلينا سماسرة الإستغلال السياسي وأبواق الحقد الإعلامي ليصوّرونا أنّنا لسنا فقط مسؤولين أو مقصرين لا بل مجرمين مباشرين ومن بين مئة شخص بالسلسلة الادارية والأمنية والقضائية صوّبوا في الإعلام فقط في اتجاه واحد، نحن لا تدخّلنا ولا تحدثنا ولا اتّهمنا لا بل سكتنا احتراماً للدماء وللدمار؛ وهذه اوّل مرّة نتحدث فيها لأن السكوت المتمادي يصبح اعترافا بالذنب، وبالرغم من عدم وجودنا من 2013 بسلّم المسؤوليّات المباشرة المرتبطة بالحادثة، الاتهام والتحريض وجّه فقط علينا… الا يذكركم هذا الامر بشيء؟ الا يذكركم ذكّركم بال 2005؟ الا يذكركم ما يجري اليوم بالـ 2005 والتحريض والحقد واتّهام أبرياء أثبتوا براءتهم لاحقاً، وبالدعوات لإسقاط الرئيس وبالمحكمة الدولية وبالمطالبة بالانتخابات الفورية؟ اي فراغ بالرئاسة وبالحكومة وبالمجلس النيابي وفرط الدولة والفراغ والفوضى؟ فهل هناك مؤامرة اكبر من ذلك؟ الا يذكركم ما يجري باغتيال الشهيد بيار الجميل لما اتهمونا بالجريمة، ورفضوا قيامنا حتى بواجب التعزية، وحدنا من دون غيرنا؟“.

وذكر بأنه “بناء على ما سبق، هل ادركتم لماذا لنا الحق بأن نشك بسبب النتائج السياسية يلّي ترتّبت؟ انّ الذي جرى هو بحجم مؤامرة وليس فقط إهمالا؟ خاصةً انّ هذا الإستهداف الظالم الكاذب هو واحد من سلسلة استهدافات نتعرّض لها، نحن مستهدفون بكل شي، بالشخصي وبالسياسي والأهم بالاعلام عبر تحميلنا مسؤولية كل ما يحصل من مصائب وعبر الحرب النفسية التي تهدف لتشويه السمعة وللشيطنة ولغسل الأدمغة وهذا هو الاغتيال السياسي، هذا علم قائم وتمارسه دول كبيرة من ضمن مخطّطات كبيرة، ويتمّ تدريسه، والمطلوب ان نهزم نفسياً ونسكت لأن “اذا حكيت، شو ما حكيت، الله يسترك من الردود. واذا سكتت، بيختفي رأيك وبتصحّ الكذبة وبتصدّقها كلّ الناس حتّى الأقرب إليك، ايه ما رح نسكت، ما رح نسمح يخنقوا صوتنا بفجورهم بالاعلام“.

تابع باسيل قائلا “نحن مستهدفون بملفّاتنا وأشخاصنا وكجماعة، بالملفّات: كل ملف لنا علاقة فيه يُستهدف؛ امّا اذا لم تكن لنا علاقة، لا يتحدثون فيه، خذوا مثلاً ملف الكهرباء كيف اختلقوا الأكاذيب وحوّلوها لحقائق بذهن الناس: البواخر وكذبة الصفقة باستئجارها وكلفتها العالية فيما الحقيقة هي اننا نشتري منها كهرباء ارخص من سوريا ومن معاملنا، خذوا ايضا موضوع معمل دير عمار وكذبة الـ“TVA” (وهي اختراع والحقيقة بيّنت انها غير موجودة)، وكذلك كذبة سرقة الـ 50 مليار دولار كهرباء بآخر عشر سنين والحقيقة ان المبلغ هو 20 مليار دعم من الدولة توزّعوا عَ كل مواطن عنده فاتورة كهرباء، خذوا كذلك كذبة معمل سلعاتا ليمنعوا الكهرباء 24/24… من 2010 يختلقون كذبة حول كل مشروع ليوقّفوه: من قانون الكهرباء والهيئة الناظمة، لخط الغاز، لمحطة التغويز، لتركيب عدّدات الكهرباء الذكيّة، لسيارات الغاز (والكهرباء للتوفير)، لمناقصات الفيول بدل “Sonatrack”، ولكلّ سدّ، بدّهم كهرباء بس ممنوع نعمل معامل انتاج، بدّهم مياه بس ممنوع نعمل سدود، يدّهم غاز بس ممنوع نعمل محطّة تغويز، بدّهم فيول بس ممنوع نعمل مناقصة، بدّهم نشيل النفايات بس ممنوع نعمل معمل تفكيك ولا معمل تدوير ولا مطمر، بدّهم نحارب الفساد بس ممنوع اقرار القوانين والشكوى للقضاء“.

اضاف “نحن مستهدفون ايضا كأشخاص: الملف بينحكى عنه بس اذا الشخص المعني هو من التيّار الوطني الحر “يعني اذا واحد ما عنده لا طيّارة ولا يخت ولا املاك او حسابات خارج لبنان، نزعم انه يمتلكها، امّا يلّي عندهم ياهن بالفعل ما منجيب سيرتهم”، خذوا البيئة مع فادي جريصاتي، وضع في اشهر كل الخطط والقوانين اللازمة “وما توقفوا يسبّوه كل النهار”. امّا وزير البيئة الحالي، لم يقم بشيء، فهل سمعتم شيئا عنه؟ اذاً الموضوع ليس بيئة او نفايات او ترابة، الموضوع هو “اذا الوزير تيار نهاجمه واذا لا ما في لزوم، نحن مستهدفون ايضا كمجموعة ناس من صغيرنا الى رئيس جمهوريّتنا على اساس اننا مسؤولون عن الانهيار بالبلد، وكمّلت معهم اننا مسؤولين عن انفجار المرفأ.

على صعيد المالي، سال باسيل “هل نحن وضعنا سياسة افلاس لبنان بالديون والفوائد العالية سنة 93؟ هل حاكم المصرف المركزي تيّار؟ أو نحن موافقون على ادارته؟ هل استلمنا مرّة وزارة المالية؟ هل لم نواجه ولم نرفض الهندسات الماليّة؟ هل حوّلنا اموالا للخارج، لا بل هل تركنا شيئا ملم نقم به لكشف واستعادة الأموال المحوّلة للخارج؟ من شكوى للقضاء الى قانون في مجلس النواب؟ نحن نقدم ونقاتل، وهم يرفضون ويهجمون علينا، ومنطلع نحنا مسؤولين؟”. وبموضوع الفساد والهدر، قال “خرجنا من وزارة الاتّصالات، فهل اخذنا رقما مميّزا؟ لا، حطّيناهم بالمزاد العلني، هل اخذنا رخصة توزيع او حصّة بشركة مقاولات او تقديم خدمات؟ هل لم نقدم ملفا باسترجاع ال 985 مليون دولار المهدورة؟ هل لم نخفض كلفة التخابر للنصف ولم نضاعف الواردات؟”. اضاف “خرجنا من الطاقة فهل اخذنا محطّة بنزين؟ هل اخذنا حصّة بالبواخر او دير عمار او مشاريع الهواء بعكار؟ او حصة بالنفط مع التجّار مثل غيرنا؟ خرجنا من الخارجية، فهل اعطينا باسبورا ديبلوماسيا واحدا لغير مستحق؟ عيّنا عشرات القناصل الفخريين، فهل دفّعنا مثل غيرنا ولو ليرة واحدة لأحد منهم؟“.

وتابع رئيس التيار الوطني قائلا “دخلنا الحكومة، فهل لنا صندوق من صناديق المحسوبيّات متل صندوق الجنوب او صندوق المهجرين او مجلس الانماء والاعمار؟ او اوّل ما استلمنا وزارة المهجرين قدّمنا خطة للحكومة لإقفال الوزارة والصندوق والحكومة وتم رفضها؟ دخلنا مجلس النواب، فهل تركنا قانونا عن الفساد ولم نقدمه؟ من المحكمة الخاصة بالجرائم المالية، لرفع الحصانة، لرفع السريّة المصرفية، لاستعادة الأموال المنهوبة، لاستعادة الأموال المحوّلة للخارج، لقانون كشف الحسابات والأملاك”. اضاف “أنا الوحيد بالجمهورية بتاريخ لبنان الذي كشف حساباته واملاكه للرأي العام، فهل طالبوا احدا غيرنا بأن يقوم بالشيء نفسه؟ كلا… لم يطالب بذلك احد ولم يقم بذلك احد”. واشار الى انه دخل الرئيس عهده، فهل بقي ملف تكوّنت حوله معطيات ولم نقدم شكاوى فيه بالقضاء، من الكازينو، للمرفأ، للمطار والسوق الحرّة، للنافعة، والفيول، وصندوق المهجرين والخليوي، والضمان… وغيره وغيره“.

اضاف قائلا “ما بقا لازم تسألونا ليش ما في حدا بالحبس”، نحن تيّار سياسي ولسنا قضاة، اسألوا القضاة، كما يجب ان يتم سؤالنا اذا لم نسم احدا؛ لأننا لم نترك احد لم نتقاتل معه لاننا سميناه، ولا احد يقول لنا لماذا تقولون ان هناك من يعرقل، لأن هذه هي الحقيقة وسوف نبقى نقولها”. اضاف “التيّار يسألوننا لماذا لا نستقيل، نقول لهم: لأننا لا نهرب من مسؤولية، أسهل علينا سياسياً وأربح لنا شعبياً ان نستقيل ونهرب من المسؤولية، نستقيل اذا كانت استقالتنا تساهم بتغيير الوضع للأفضل، وليس تخريبه للأسوأ، وعندما نرى ان هذا الامر صار جاهزا وممكنا، نحن من يعرف كيف يستقيل، منسأل حالنا شو غلّطنا؟ في حدا بيشتغل وما بيغلّط؟ يجب ان نوقّف جلد الذات ومساءلة أنفسنا بدل ما نسأل غيرنا، بعد شوي منصدّق انّو الحق علينا”. اضاف “لا ما غلطنا، باننا مش ذميين ولا دونيين وهيدي مش عنصريّة ولا طائفيّة، هيدي شراكة بكرامة، لا ما غلطنا، انّو حاربنا الفساد والإقطاع والميليشيا، وإلاّ ما منكون نحنا. لا ما غلطنا، انّو وقفنا مع حزب الله ضد اسرائيل والإرهاب، وإلاّ كنا عشنا عبيد الأحادية الدينية بالمنطقة”. وتابع “لا ما غلطنا”، انّو وقفنا مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالـ 2005 وبالـ 2017، وأقل شيء ان نقف مع رئيس حكومتنا بوجه الأجنبي، لا ما غلطنا، انّو عملنا تفاهم معراب ولو عارفين كلفته كبيرة علينا لأن لازم عطول نسعى لوحدة مجتمعنا. لا ما غلطنا، انّو العماد عون عمل رئيس وسعينا للاتفاق مع الجميع سياسياً وليس على الفساد لنحاول تخليص البلد من الانهيار الحتمي. لا ما غلطنا، ولا نتحمّل مسؤولية الإنهيار بالبلد ولو معنا رئاسة الجمهورية وأكبر كتلة، يتحمّلها من أسر البلد بمنظومة مافيوية ونحن نحاول ان نفك اسره”. اضاف “غلطنا بالإعلام يمكن، بس كنا صادقين، غلطنا بطيبة قلبنا يمكن، بس كنا وطنيين، غلطنا بأسلوبنا يمكن، بس كنّا واقعيين ومش شعبويين، الأهم اننا كل يوم عم نسأل حالنا ونصحّح“.

اضاف “نحن مستهدفون لأننا أصحاب قضيّة وجود: نكون او لا نكون. وهنا ليس لدينا خيار، فمعاركنا وجودية وليست مسألة خيارات او محاور لأننا لسنا مع محور بل بصراع وجود مع اسرائيل، هي مسألة وجود وليست فقط خلافا حول مفهوم السلام، كما انه مع الارهاب، هي مسألة وجود؛ لذلك موقفنا مع سوريا نابع من انّه لا يمكن ان تكون على حدودنا دولة داعشية وبؤرة ارهاب، بدل دولة سوريا العلمانية… ومع قضية النزوح واللجوء هي مسألة وجود لأن فيها تهديما للكيان اللبناني“.

 

واوضح بانه “في الصراع الشيعي السني هي مسألة وجود. سعينا لإخراج الصراع من بلدنا، ونصر ان نكون اداة وصل وليس اداة بيد المتصارعين. وهنا يأتي الحكم باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري: نريد العدالة ولكن شاملة. لا نقبل ظلم أحد بعدم إحقاقها ولا نقبل التشفي، ولنا دور كبير نلعبه بمنع اي اقتتال او فتنة، نريد ان نتعاطى مع الشرق والغرب، ولكن فيما نتعاطى مع الغرب لا شيء يمنع ان يكون عندنا مصفاة للنفط مع روسيا او معمل كهرباء مع كوريا او اليابان، او سكّة حديد للشام وبغداد مع الصين. كلّ هذه الحريّة والمرونة لا يحبّونها في الخارج، “بدّهم زلم ونحنا مش زلم لحدا“.

وكشف بأنه المطلوب منا ان نشارك بالحصار الخارجي والداخلي الذي يفرض، ليس على مجموعة حزبية اسمها حزب الله، بل على مكوّن لبناني بكامله. مشهد الـ 2005 و 2006 يتكرّر، وعزل مكوّن لبناني “نحنا ما بيسوى نمشي فيه، ولو كلّفنا غالي”، يلوّحون لنا بفرض عقوبات، ولو جائرة وليس لها أساس قانوني او اثباتي؛ ولكن انا شخصياً من دون تردّد مستعدّ ان اتحمّل الثمن حتى لا تمس وحدة لبنان وسلمه الأهلي ويتمّ اغراقه بالفوضى والفتنة، لا نطعن لبنانيا ولا نغدره، ولا نمشي مع الخارج ضدّ مصلحة الداخل. “ما عملناها مع الشيعي او السني او المسيحي او الدرزي قبل، ولا منعملها اليوم”. مهما كانت الكلفة عليّ تبقى قليلة مقابل ما يمكن ان تكون على الوطن. اضاف “عندما تكون القصة داخلية، “منخانق” حزب الله لحدّ الفراق على مسألة بناء الدولة، وذاهبون لهذا المكان اذا لم يتحملوا في المرحلة المقبلة المسؤولية معنا لتتم الإصلاحات اللازمة، وهذه مسؤولية الحكومة والمجلس، وأقلّه مسؤولية الأكثرية النيابية اذا لم يقبل كل المجلس تحمّل مسؤوليته“.

ولفت الى انه في الخارج لا نطعن اي لبناني، و”ما حدا يراهن على ان نكون عملاء لأحد”. نحن مع اللبنانيين ضد اسرائيل وضد الارهاب، ومع تأمين المدى الحيوي الأمني للبنان (اذا مش التصوينة، التلّة، بس مش المحيط) ونحن مع استراتيجية دفاعيّة متفّق عليها تضمن عملية تحييده او حياده وحمايته من ضمن قوّته، والأولوية المطلقة هي للإصلاحات، وأي أولويّات ثانية أو أجندات سياسية هي بمثابة التمادي بالإنهيار“.

واشار الى ان المجلس النيابي تم انقاذه من المؤامرة والأولوية للإسراع بتأليف حكومة جديدة على قاعدة واحدة هي الإصلاحات. “نحنا ما عنّا همّ الاّ بتأليف حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحيّة وكلّ باقي التسميات تصبح ثانوية لأن كلّها جرّبت، نريد حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحيّة برئيسها وأعضائها وبرنامجها، و”كمان هيدا كلّه تجرّب وصار معروف المنتج من غير المنتج… من المعطّل“.

اضاف “ما حدا يتحجّج فينا ليأخّر التشكيل والاتفاق على الاصلاحات”، أنا شخصياً لم اعد معنيا بالوزارة و”ما عرفت كيف تحرّرت من عبئها الشخصي عليي” ونحن بالتيّار لسنا راغبين، لا مباشرة ولا غير مباشرة، بالمشاركة بحكومة ليس فيها شروط الانتاجية والفعالية والإصلاح برئيسها وأعضائها وبرنامجها”، واشار الى ان اقرار الإصلاحات يضعنا على طريق النهوض الاقتصادي ويسمح لنا بالحوار الجدي لتطوير النظام، علّة العلل وسبب كلّ فشل وصلنا له بسبب منظومة طائفية سياسية تتبادل الخدمات، من حماية وتمويل، مع منظومة مالية، تطوير النظام هو من خلال الدستور وليس بالقفز فوقه، ونحن قلنا سابقاً ان الطائف فُرض علينا بالقوّة ولكن نحن لا نقبل تطويره الاّ بالتفاهم. ببساطة لسنا قادرين ان نكمل مع بعضنا هكذا الاّ من خلال عقد وطني جديد يقوم على فكرة جمع كل شي مشترك بيننا عبر دولة مدنيّة مركزيّة ووضع ما نختلف عليه ونتمايز به مناطقياً من خلال لا مركزية ادارية ومالية موسّعة، وهذا من ضمن الطائف”، وكي لا يتكلم احد عن الفيديراليّة وبراسه التقسيم، وبالمقابل كي لا يتكلم احد عن العلمنة وبراسه الغاء الطائفيّة السياسيّة بس وهيمنة عدد… نطرح دولة مدنية قائمة على اللامركزية“.

وشدد رئيس التيار الوطني الحر على ان الحياد بغاياته النبيلة فكرة تستوجب الحوار والتوافق بالتزامن مع الاستراتيجية الدفاعيّة التي تحفظ قوّة لبنان، الانتخابات تكون لازمة لتكريس التغيير وتتويجه، عبر مجلس نواب بقانون جديد نسبي قائم على دوائر اكبر يحمي تعدّدنا وتشاركنا، ومجلس شيوخ يحمي خصوصيّاتنا وكيانيّتنا.

واعتبر باسيل بان الانتخابات تكون تغييرا حقيقيا بتكريس انتقال فعلي من نظام طائفي بالكامل الى نظام قائم على احوال شخصية مدنية موحدة وإصلاحات دستورية تمنع تعطيله وانماء متوازن وخدمات متساوية ضمن دولة قانون محمية بقضاء مستقل…”هيدي هيّ انتخابات التغيير يلّي ممكن تحصل بعد سنة اذا كنا جديّين وصادقين”، اما انتخابات لتضييع الوقت بالاختلاف على قانون جديد، فنحن غير موافقين على تغيير القانون الحالي من دون تطوير كامل للنظام، لأن ذلك سيكون عملية تكاذب وتضييع للوقت وللفرص“.

اضاف “الديمقراطيون والجمهوريون تعهدّوا التوصّل لإتفاق مع ايران المتحالفة مع سوريا والدولتان مدعومتان من روسيا والصين. وهذا الاتفاق مع اتفاقات السلام الفرديّة الآتية سيؤدّون لرسم معالم شرق اوسطيّة جديدة، اعلن فيها الاميركيون انّه لا حاجة لوجودهم بعد الآن في المنطقة لحماية أمن اسرائيل، الحلّ الخارجي آتٍ فهل نلاقيه بحلّ داخلي؟ لبنان الكبير رسمه البطريرك الماروني ولكن لكلّ ابنائه، ولبنان يجب ان يتجدّد بكل ابنائه. المهمّ ان نكون حاضرين وباقين، بوجودنا ودورنا، وعملية الاستهداف هي لإضعافنا وايصالنا منهكين او مغيّبين عن الحل”. اضاف “الحلّ الكبير آتٍ وحتّى نكون موجودين ليس المطلوب منا الاّ الصمود”. اضاف “لا احد يقدر ان يأخدنا بالقوّة على غير ثقافتنا، ولكن بنفس الوقت لا احد يقدر ان يمنعنا من الذهاب حيث نريد لنؤمّن حاجتنا ومصلحتنا ونمنع الجوع عنا“.

وتابع باسيل “للتيّار اقول ان الأولويّة ليست للانتخابات، “ما تخافوا على الأصوات”، الأولوية أولاً للصمود، صمود التيار وصمود الناس بأرضهم، بمدارسهم، بمصانعهم، ببلدهم… والأولوية ثانياً لمتابعة كلّ من يسافر طلباً للعمل او للعلم لعدم فك ارتباطه بلبنان. التيّار تيّار ما بيخاف، وبالرغم من الصعوبات بيعطي القدوة للناس بالصمود والتأقّلم وتدبير الذات وبيوقف لجانب كلّ محتاج وما بيترك حدا، واقول للتيّار “تحمّلتوا اللي ما حدا بيحملوا، سكتوا بكتير أوقات عالاهانات والمسبّات وكل انواع التنمر المعنوي، الحقيقة جايي وهي بتنتصر بالآخر. حقكن ما بقا تتحمّلوا وتلجؤوا لردات الفعل بس الحقيقة جايي، وما تسمحوا لكل يلّي عم بيصير من تنمّر ممنهج انّو يوصلكن لأخر نفس. “ممنوع حدا يمدّ ايدو عليكن، وما تخلّوا حدا يتنمّر عليكن، مش بس لأنكن تيّار بس لأنكن خيرة الأوادم وخيرة هالشعب يللي الحقد اخذ بعض الناس منه لمحلات كتير بعيدة، رح تنتصروا ورح تذكّروا كلّ حدا تنمّر وكلّ كلمة انقالت، اصبروا الحقيقة جايي”. اضاف “ما بقا بدنا نسكت على أي متطاول علينا. غلطتنا انو سكتنا، ساعة باسم الحرص على الوحدة الوطنية والاستقرار وساعة باسم الحرص على الناس ومشاعرهم وشعورنا بالعيب تجاه وجعهم. خلّوا راسكم مرفوع انّكم تيّار وما حدا بياكل راسكم“.

اضاف قائلا “نحن الثورة الحقيقية، نحن بي الاصلاح وامّو، نحن ضميرنا مرتاح وما عنا شي منخجل فيه ولكن عنا قلق على الناس. نحن التيّار من تراكم سنين النضال منقول للناس لاقونا على التحدّي بانقاذ لبنان”. وتابع “اقول للجميع: حطّوا ايدكن بايدنا لنخلّص البلد. يلّي ما بيريد حرّ، ونحن ما منعتدي على حدا ولكن ما رح نسمح لحدا يعتدي علينا. اسمعوني منيح: ما تجروّنا لمحلّ ما منريده. نحن اوادم بس مش ضعاف، نحن مش ميليشيا بس نحن ولاد الأرض ومنعرف منيح الأرض”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى