وداعا أبا حسن … الزميل والصديق علي شومان

غالب قنديل

باسم أسرة الشرق الجديد ننعي زميلا ورفيق درب مخلص ووفي أمين هو الأخ العزيز علي شومان الذي توفي بعد معاناة مع المرض الخبيث صمد فيها بقوة وبأمل وإيمان محاطا بعائلته العزيزة التي لم توفر وسيلة في التعبير عن تضامنها وتماسكها حول هذا الرجل العطوف المكافح والصبور الصامت المحب كريم النفس ونبيل الأخلاق.

 

رحل أبو حسن وترك لنا جميعا تذكارات طيبة وجميلة عن وفائه وصدقه ومرحه وأمانته وروحه الطيبة وهو الذي ظل متفائلا رغم الألم فلم تفارقه ابتسامته التي ألفناها دائما ولسنوات مع تحية الصباح وهو كان الصديق والزميل والأخ المحب والحريص الحازم الذي رافقني وأنست رفقته كما أوحشني غيابه عني بعدما ألم به المرض اللعين فافتقدته في حلي وترحالي.

أبو حسن كان أخي وصديقي ورفيق دروبي والزميل الذي أخلص لرفقتنا بكل ما اوتي من قوة حتى انهكه المرض اللعين وقد اغتنمت منه بضعة لقاءات في فسحات بين جرعات العلاج وترافقنا على جري عادتنا وكنت أشعر كم يعني له الإحساس بأننا نستطيع التحرك معا كالسابق ويفرحه الإحساس بالتغلب على المرض اللعين ولو لبضع ساعات.

هذا الصديق الوفي الذي أودعه اليوم يحمل معه في رحلته الأزلية شيئا من العمر وذكريات عزيزة وأياما صعبة عديدة ولحظات فرح وحزن عشناها معا في مسيرة انتماء إلى ثقافة المقاومة وعالمها فقد كان أبوحسن مجبولا بانتمائه الوطني وبإيمانه وكانت المقاومة عالم وعيه والتزامه وعاش على الدوام متفاعلا بالأحداث من هذا الموقع وكان بقربي عينا ساهرة دائما حتى بات من عائلتي يحبه ويعرفه ويحترمه كل كبير وصغير خصوصا من يتعرف على اخلاقه العالية النبيلة ونخوته التي لا تستكين.

يا للقدر كأنما اختار توقيت الرحيل في ذات موعد تعارفنا بعد حرب تموز مع انطلاق مركز الشرق الجديد وقد عرفه جميع من شاركوا في التجربة وأحبوا وألفوا حسن معشره وتهذيبه الرفيع وامانته وصدقه وهو رافقنا التجربة بحلوها ومرها وكان دائما يحمل الهم ويقلق على الجميع في اللحظات الحرجة.

هذا الصديق الغالي والرفيق الحبيب والزميل العزيز الذي نخسره شغل عمرا من الذكريات خلال أعوام زمالة ورفقة ملؤها الوفاء والأمانة وقد أحبه كل من عرفه لتهذيبه الرفيع واخلاقه العالية ونخوته التي لا تعرف الحدود وهو كان بيننا دائما رمزا للطيبة والوفاء.

أشعر اليوم بحزن عميق لخسارة صديق ورفيق درب شاركني يوميات عزيزة من سنوات الزمالة بكل تفاصيلها وهمومها وقد افتقدت غيابه عني مؤخرا ويشعر معي جميع من عرفوه بفقدان عزيز رقيق مهذب صاحب نخوة وامانة قل نظيره.

وداعا لابتسامتك المرحة الجميلة وداعا لدمعتك السخية العطوفة وداعا للهفتك الوفية والتعزية الحارة لعائلتك الشريفة أباحسن بكل من فيها زوجتك المناضلة وابناك وابنتك وحفيداك اللذان كانا اجمل ما عشته في آخر أيام عمرك والعزاء الحار لأخيك الحاج حسن شومان ولسائر اخواتك وإخوانك والأقارب.

سنحفظ ذكراك ولن ننساك أيها الشهم النبيل ولك في كل تذكار بصمة حب واحترام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى