الصحافة الإسرائيلية

من الصحف الاسرائيلية

نقلت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم عن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إن “خطة ترامب” جيدة وتخلق معادلة جدية ومسؤولة ومتوزانة التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الوضع الإقليمي وتسهم بالانفصال عن الفلسطينيين، وأضاف الوزير الإسرائيلي “يجب السعي لتحريك الخطة وتطبيقها من خلال الاستعانة وجلب أكبر عدد من الشركاء”، لكن بعيدا عن الشركاء الإقليميين مثل الدول العربية والخليجية يعتقد أن أشكنازي يهدف إلى الترويج لـ”صفقة القرن” عبر محاولات لجلب السلطة الفلسطينية لتكون شريكة بهذه الخطوة وفقا لتقديرات الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”.

كشفت هيئة البثّ الرسميّة الإسرائيليّة (كان “11”) خرائط الضمّ الإسرائيليّة الأوليّة في الضفة الغربيّة، وتشمل تعديلات على خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بما في ذلك تبادل أراضٍ، وتتركّز التعديلات الأساسيّة في البؤر الاستيطانيّة في قلب الضفّة الغربيّة، عبر توسعة المناطق المحيطة بها وضمّ أكثر من 20 بؤرة لم ترد في “صفقة القرن”.

وللحفاظ على النسبة الواردة في “صفقة القرن”، يرد في الخريطة تبادل أراضٍ يطرحه الاحتلال “تعويضًا” للسلطة الفلسطينيّة، في مناطق صحراويّة شرق البحر الميت.

استبعد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي من حزب “كاحول لافان” أن يعلن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عن بدء إجراءات مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل فيما رأت تحليلات في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو صعد إلى شجرة عالية بإعلانه أنه سيعلن عن مخطط الضم بحلول الأول من تموز/يوليو.

وقال أشكنازي لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم إنه “لا أعرف إذا سيتم اليوم الإعلان عن فرض السيادة، وعليك أن تسأل رئيس الحكومة. ويبدو أنه ليس معقولا أن يحدث هذا اليوم“.

من جانبه، انتقد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مخطط الضم وحذر من تنفيذه، وذلك في مقال نشره في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم. وبعد أن أعرب جونسون عن التزامه والتزام بريطانيا بأمن إسرائيل، كتب أنه “تابعت بأسف اقتراحات ضم منطقة فلسطينية… وأخشى أن هذه الاقتراحات لن تحقق هدفها بضمان حدود إسرائيل، وحتى أنها ستكون مناقضة لمصالحها في المستقبل“.

وأضاف جونسون أن تنفيذ الضم سيضع علاقات إسرائيل مع العالم العربي والإسلامي في خطر، “ومهما كان تطلعهم لإقامة علاقات مع إسرائيل، فإن الضم سيقف أمام طريق التعاون المحتمل، ولن يسمح للشركاء من العالم العربي بتعزيز العلاقات مع إسرائيل، وسيستغل أعداء إسرائيل ذلك ضد من يطمح إلى التقدم في الشرق الأوسط“.

وأردف أنه “أريد أن أرى حلا يكون عادلا للإسرائيليين والفلسطينيين”. وألمح جونسون إلى أن بريطانيا ستقف ضد إسرائيل في المحافل الدولية: “لقد دافعت بريطانيا دائما، كجزء من أقلية صغيرة في الأمم المتحدة، عنن إسرائيل من انتقادات غير عادلة وغير تناسبية أبدا. (لكن) الضم سيشكل انتهاكا للقانون الدولي. وهو هدية أيضا لأولئك الذين يريدون ترسيخ القصص القديمة عن إسرائيل. وأتمنى من أعماقي ألا يخرج الضم إلى حيز التنفيذ. وإذا تم ذلك، فإن بريطانيا لن تعترف بتغيير حدود 1967، باستثناء تلك التي يتفق عليها بين الجانبين“.

وأثنى جونسون على خطة “صفقة القرن” التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وكتب أنه “سنعمل دون هوادة سوية مع الولايات المتحدة، ومع شركاء آخرين في العالم العربي وأوروبا، من أجل محاولة تحويل السلام إلى واقع”، ورغم ذلك برز غياب حل الدولتين عن المقال في مقابل تعبيره عن “اعتزازي بإسهام بريطانيا في إقامة إسرائيل بمساعدة تصريح بلفور في العام 1917“.

وخلص جونسون إلى أن “الطريق الوحيدة التي بالإمكان من خلالها التوصل إلى سلام هي أن يعود الجانبان إلى طاولة المفاوضات. ويجب أن يكون هذا هو الهدف، والضم سيبعدنا عنه وحسب“.

وقالت الصحيفة إن “لدى كل من تحدث مع الأميركيين الانطباع بأنهم هم أنفسهم لم يقرروا طبيعة الخطة المطلوبة. وأدرك أعضاء الوفد أنه توجد فجوات كبيرة بين نتنياهو وقادة كاحول لافان وأنه لنن يكون بالإمكان التوصل إلى تفاهمات داخل الحكومة الإسرائيلية حول الضم. وبقي الانطباع لدى وزراء تحدثوا مع رئيس الحكومة بأنه تراجع عن عزمه ضم 30% من الضفة، وأنه يواصل دراسة ضم المستوطنات في عمق الضفة، مثل ألون موريه. وفي موازاة ذلك، يطالب الأميركيون مقابل المناطق التي ستضمها إسرائيل أن تعوض الفلسطينيين في المناطق C التي ستتحول إلى B”.

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم الخلاف بين قادة “كاحول لافان”، أشكنازي وبيني غانتس، وبين نتنياهو، إلا أن “ثمة إمكانية أن يطرح رئيس الحكومة موضوع الضم على الحكومة من أجل حسمه، من دون موافقة كاحول لافان، ويتوقع أن يحظى بتأييد أغلبية الوزراء“.

ونقل موقع “واللا” الإلكتروني عن مصدر وُصف بأنه مطلع على ما يدور في مكتب نتنياهو والبيت الأبيض، قوله إن “نتنياهو بدأ مع 30%، لكنه أدرك أن عليه أن ينزل إلى نسبة منخفضة أكثر. والسؤال هو كيف بالإمكان النزول إلى مستوى الأرض وفعل شيء ما فعلا“.

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لـ”واللا” إن مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر”، “لا يريد أن يبقى الضم فقط من صفقة القرن في نهاية الأمر. وهو ليس أعمى تجاه الادعاء أن خطوة إسرائيلية أحادية الجانب الآن من شأنها أن تهدم الخطة كلها“.

وأضاف “واللا” أنه في موازاة ذلك، يحاول السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، دفع مخطط الضم ويمارسان ضغوطا على ترامب كي يمنح ضوءا أخضر لخطوة كهذه في التوقيت الحالي. ونقل الموقع عن مصادر سياسية قولها إن فريدمان يحارب من أجل ألا تكون معارضة “كاحول لافان” لضم أحادي الجانب عائقا أمام تنفيذ ضم بهذا الشكل.

اعتبرت صحيفة هآرتس أن نتنياهو “يحاول في الأيام الأخيرة إيجاد طرق للنزول عن الشجرة، وإحداها يتعلق بالنقاش بينه وبينن غانتس حول الرواية، التي تصف أسباب إرجاء توقيت الضم“.

ووفقا للصحيفة فإن “النقاش بين نتنياهو وغانتس حول التوقيت غايته إخفاء الخلاف الحقيق، وهو الضم بحد ذاته. ولا يتم التعبير عن هذا الخلاف في العلن، لأن معارضة الضم تعتبر كموقف يساري، وكلا الجانبين، وكل واحد منهما لأسبابه الخاصة،، ليسا معنيين بأن يوصفا كـ’يساريين’”.

وأضافت الصحيفة أن “نتنياهو عالق في مصيدة لا يمكنه الاعتراف بها. وحتى لو أنه ليس معنيا بضم، إلا أن الحقيقة أن الإدارة الأميركية أزالت معارضتها لذلك تسبب بانهيار منظومة توازنات سمحت له بالقيام بلعبة مزدوجة مقابل المستوطنين. والآن هو يحاول المناورة، بشكل مرتبك، في الطريق من الشجرة التي صعد إليها إلى أرض آمنة“.

وشددت الصحيفة أن “نتنياهو وغانتس يعلمان جيدا أنه ليس بمقدور إسرائيل تنفيذ الضم من دون المخاطرة بهبة فلسطينية واشتعال المنطقة. وهما يدركان أيضا أن الضم يتآمر على حل الدولتين، الذي لا يزال الحل الوحيد للصراع، وثمة شك إذا كان نتنياهو مهتما، لكنه، مثل غانتس، يعلم بالتأكيد أن الضم سيشق طريقا جديدة لتحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، أو بدلا عن ذلك إلى نظام أبارتهايد رسمي“.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بأن “ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق المحتلة لن يختفوا لأن نتنياهو وترامب قررا أن إسرائيل تستحق “فرض سيادة”، ولن يكون بالإمكان الضم، لا اليوم ولا في الأول منن تموز/يوليو بعد عقد، من دون إضرام النار بإمكانية تسوية سياسية وكذلك بتصنيف إسرائيل كدولة ديمقراطية“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى