الصحافة البريطانية

من الصحف البريطانية

دعت الصحف البريطانية الصادرة اليوم بريطانيا إلى الاعتراف بفلسطين لتصحيح أخطاء وعد بلفور، وتحدثت عن التهديد باندلاع حرب إقليمية في ليبيا قد تتواجه فيها مصر مع تركيا.

نشرت صحيفة الغارديان مقالا كتبته آفي شلايم يدعو فيه بريطانيا إلى الاعتراف بفلسطين، لتصحيح أخطاء وعد بلفور.

ورأى أفي أن سرقة أراضي الفلسطينيين موروث عن الاحتلال البريطاني، وعليه فإن بريطانيا مطالبة بالوقوف ضد سياسة الضم التي تنتهجها إسرائيل.

وذكر أنه في يوم 2 نوفمبر / تشرين الثاني 1917 أصدر وزير خارجية بريطانيا، أرثر جيمس بلفور، وعده المشهور بإنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين. وفي عام 1917 كانت نسبة اليهود 10 في المئة والبقية عرب.

لذا فإن بريطانيا تعترف بحق أقلية ضئيلة وتنكر حق الأغلبية.

وذكر أفي أن بوريس جونسون وصف في كتابه سيرة وينستون تشرتشل 2014 وعد بلفور بأنه “غريب”، “ومجانب للصواب تماما”، “وقبيح“.

وأثنى الكاتب على توصيف جونسون ويعتبره دقيقا وصائبا، إذ أن وعد بلفور برأيه سمح للحركة الصهيونية بالشروع الاستيلاء على فلسطين، في عملية يسميها الصهاينة بالاحتلال الاستيطاني، وهي لا تزال جارية.

واضاف أنه في عام 1907 كان اليهود لا يملكون في فلسطين إلا 2 في المئة. وفي عام 1947 اقترحت الأمم المتحدة تقسيم الإقليم إلى دولتين واحدة عربية والأخرى يهودية.

ومنح القرار اليهود نسبة 55 في المئة من الأراضي على الرغم من أنهم لم يملكوا إلا 7 في المئة. وخلال حرب 1948 وسعت دولة إسرائيل الجديدة سيطرتها لتشمل 78 في المئة من فلسطين التي تركها الانتداب البريطاني.

وتأكد الوضع الجديد بالتوقيع على وقف القتال بين إسرائيل والعرب عام 1949. وفي عام 1967 أتمت سيطرتها على فلسطين باحتلالها الضفة الغربية وقطاع غزة. وبالتوقيع على اتفاقية أوسلو مع إسرائيل في عام 1993 تنازلت منظمة التحرير الفلسطينية عن مطلب 78 في المئة من فلسطين، على أمل أن تحصل على حق إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية.

ويقول الكاتب إذا مضت الحكومة الإسرائيلية في مشروعها بضم 30 في المئة من الضفة الغربية فإن الفلسطينيين لن يبقى لهم من فلسطين التاريخية إلى نسبة 15 في المئة.

ويضيف أن بريطانيا انضمت إلى مجموعة من الدول الأوروبية تعترض على سياسة ضم أراضي الفلسطينيين التي أعلنت عنها إسرائيل، ولكن لم تعلن أي دولة أوروبية باستثناء السويد اعترافها لدولة فلسطين.

وقد اقترح زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيريمي كوربن على الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين تزامنا مع ذكرى إعلان وعد بلفور، ولكن بوريس جونسون، الذي كان وزيرا للخارجية لم يستجب لهذا الطلب.

ويرى آفي أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين سيكون بمثابة تكفير عن الأخطاء التي تضمنها وعد بلفور.

نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا عن التهديد باندلاع حرب إقليمية في ليبيا قد تتواجه فيها مصر مع تركيا.

يقول بورزو داراغاهي إن تطورات الحرب الدائرة رحاها في ليبيا تنذر بمواجهة عسكرية بين تركيا ومصر.

فقد هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الداعم للقائد العسكري خليفة حفتر بنشر قوات لمنع المقاتلين الموالين للحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس من التقدم نحو مدينة سرت الساحلية، ونحو قاعدة جوية مهمة في الجفرة.

ووصفت حكومة التحالف الوطني، المدعومة من تركيا تصريحات السيسي بأنها “إعلان حرب”، ودعت سفارة الولايات المتحدة إلى وقف فوري للقتال واستئناف المفاوضات.

ويرى الكاتب أن تركيا وحلفاءها واثقون من النصر وغير مستعدين لأي اتفاق. أما حفتر وداعموه في الخارج فقد فقد تعرضوا إلى الإهانة في المعارك الأخيرة، وهم أيضا لا يرغبون في التفاوض من موقف ضعف.

ويضيف أن مدينة سرت يبلغ عدد سكانها 50 ألفا وأغلبهم من أنصار الزعيم السابق معمر القذافي وهم يدعمون خليفة حفتر ويعارضون الحكومة في طرابلس المتحالفة مع بعض الإسلاميين.

وتقول حكومة الوحدة والوطنية ومعها تركيا إن الزحف نحو سرت لن يتوقف حتى تعود المدينة إلى سيطرة حكومة طرابلس، ثم بعدها يتم فتح باب محادثات السلام.

ويرى بورزو أن مصر لها قوات جوية وبرية وبإمكانها أن تقدم دعما كبيرا لحفتر، وتشكل تحديا لتركيا وحكومة الوحدة الوطنية.

ولكنه يذكر أن أقرب مدينة مصرية إلى الحدود الليبية تتمركز فيها القوات هي مرسى مطروح وتبعد بمسافة 15 ساعة عن سرت. ولكن تركيا وحكومة الوحدة الوطنية فلهما حضور مكثف في مصراتة، وهي على مسافة 3 ساعات من سرت.

وأثار النزاع في ليبيا قوى دولية عديدة منها من يقف مع حفتر مثل روسيا وفرنسا والإمارات ومصر، ومنها من يقف مع حكومة التحالف الوطني مثل تركيا وبدأت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في التعبير عن موقفها الداعم للحكومة المعترف بها دوليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى