الصحافة البريطانية

من الصحف البريطانية

ناقشت الصحف البريطانية أوضاع اللاجئين “البائسة” و”جدوى ثروة المملكة المتحدة القومية” ما لم تنقذ حياة الضعفاء والصراع بين كبار وصغار الأندية بشأن استئناف الدوري الإنجليزي الممتاز.

وفي مقال بعنوان “هذا هو حال طالب لجوء معدم أثناء الوباء”، كتب أحد اللاجئين في صحيفة آي:”المؤسسات الخيرية التي تدعمنا اضطرت إلى الإغلاق أو التراجع، ما جعل العديد من المهاجرين مثلي ضعفاء للغاية في ظروف يائسة بشكل متزايد“.

ويضيف “لا يستطيع أشخاص مثلي فعل الكثير لتحسين حياتنا بدون أن نتمتع بوضع المهاجرين . نحن غير قادرين على الحصول على عمل أو استئجار سكن، وبالتأكيد لا يمكننا فتح حساب مصرفي في المملكة المتحدة. بل إن ما يضر بحياتنا أكثر هو أننا ننتمي إلى فئة غير محظوظة إلى حد ما من المهاجرين الذين لا يتمتعون بوضع اللاجئ (القانوني)، ما يعني فعليا أننا لا نلجأ إلى الأموال العامة”، في إشارة إلى المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة.

ويشير الكاتب إلى أن “هذا يعني ببساطة أنه لا يمكننا الاعتماد إلا على المنظمات الخيرية للحصول على ضرورات العيش الأساسية“.

ويتابع: “لكن نظراً لأن جميع هذه المنظمات الخيرية قد أُجبرت على وقف خدمات معينة أو تقليصها بسبب فيروس كورونا، فإن ذلك يعني أيضاً أن العديد من المهاجرين مثلنا يُتركون بشكل كبير في ظروف يائسة بشكل متزايد“.

ويشير إلى أن بعض منظمات حقوق الإنسان “يعمل على جعل الحكومة أكثر وعياً بالدمار الذي يلحق بحياة مثل حياتي مع اتساع نطاق الأضرار التي سببها هذا الوباء“.

وتحدث عن “دعوة الآن للعمل بقيادة جمعيات خيرية في الخطوط الأمامية إلى منح المهاجرين حق الإقامة. وقد اتخذت الحكومات خطوات مماثلة بالفعل في دول مثل البرتغال ونيوزيلندا، وكانت النتيجة رائعة من حيث إظهار الإنسانية والفطرة السليمة“.

وتقول الإندبندنت إن كاتب المقال طالب لجوء معوز يعيش في لندن. وعاش في المملكة المتحدة بوضع غير أمن كمهاجر لمدة 16 عامًا، ويعتبر المملكة المتحدة وطنه، ويشارك في الدفاع عن التغيير في السياسات التي تؤثر على أولئك الذين هم في مثل موقفه. وأشارت الصحيفة، أيضاً، إلى أنه عضو في منظمة “ريفيوجيز كول فور تشينج”، الخيرية المدافعة عن اللاجئين.

وفي مقال بصحيفة الغارديان بعنوان “ما جدوى ثروة بريطانيا إذا لم نتمكن من حماية العمال الضروريين أثناء الوباء؟”، تتحدث نسرين مالك عن قصة أحد عمال الإسعاف تكشف حسب رأيها عن أن “الفقراء والضعفاء هم أكثر عرضة للوفاة على الرغم من ازدهار بلادنا“.

وتقول الكاتبة إنه يمكن رؤية هذا الاختلال المنتظم المميت في مجتمعنا، بشكل صارخ، من خلال فحص وفيات العاملين في مجال الرعاية الصحية، مشيرة إلى حالة عبد الله جلال الدين، وهو عامل في خدمة الإسعاف في كينغستون ، جنوب غرب لندن.

وتقول الكاتبة “كانت وظيفته هي نقل المرضى من منازلهم، ودور الرعاية والتمريض، إلى المستشفى والعودة. أخبرتني عائلته بأنه شعر بالقلق منذ بداية الوباء، فالعديد من المرضى الذين كان ينقلهم، هو وزملاؤه، يعيشون في دور رعاية حيث ينتشر الفيروس ، وقد رفض رؤساؤه في العمل طلبه الحصول على أي نوع من أنواع معدات الحماية“.

وتشير الكاتبة إلى أن جلال الدين توفي عن 53 عاما، يوم 9 أبريل/نيسان الماضي، بعد إصابته بالفيروس إثر اتصاله مع مريضة كبيرة في السن لم تتوفر لها مستلزمات الحماية الضرورية في تعامله معها.

,تقول الكاتبة إن “وفاة جلال الدين هي نتيجة عدد من الاتجاهات التي نمت منذ عقود، وأودت بشكل مبالغ فيه بحياة أولئك الذين يعانون بشكل حاد من عدم المساواة في المجتمع” .

وتشير نسرين إلى أن مهمة سيارة الإسعاف التي كان يعمل بها المتوفى أُسندت إلى شركة خاصة لمساعدة خدمة الإسعاف التابعة لخدمة الصحة الوطنية التي تعاني نقص التمويل. وتضيف أن هذه الممارسة لا تزال مستمرة حتى بعد إلغاء عقود شركات خاصة أخرى بسبب ضعف أدائها، والتي كانت قد فازت بهذه العقود بسبب رخص عروضها المالية.

وتعتبر الكاتبة أن “هذا السباق إلى القاع يعني أنه عندما طلب جلال الدين معدات الوقاية الشخصية (PPE)، لم يتم إعطاؤه قفازات، كما تقول عائلته“.

وتقول نسرين إن “الازدهار الاقتصادي الذي نتمتع به في المملكة المتحدة تراكم عبر سنوات من التحرير والخصخصة العدوانيين، مضحين بصحة الآخرين وسلامتهم وكرامتهم وأرواحهم.”

وتضيف أن هذا “بالنسبة للفئات الضغيفة في بريطانيا، كان واضحا منذ فترة طويلة. فبالنسبة لهم، كانت الأزمة واضحة، وبينما تتسبب وفاتهم في تضخيم حصيلة القتلى في بريطانيا، لم يعد بإمكاننا أن ننظر إلى أنفسنا كأمة ونرى أي مقياس للثروة يشعرنا بالفخر. مع كل وفاة كان يمكن تجنبها، لأن الأنظمة القادرة على منع موت مواطنيها قد قضى عليها التقشف، علينا أن نسأل أنفسنا، ما جدوى ثروتنا الوطنية؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى