من الصحف البريطانية

ناقش كتاب في الصحف البريطانية تأثير وباء كوفيد 19 على الليبرالية الجديدة، والانتقادات الموجهة لبعض الصحف بـ “تسييس” الأزمة، والفرق بين الحرب “الحقيقية” وتلك التي تستهدف فيروس كورونا، ثم تأثير الإغلاق الحالي على صناعة كرة القدم.

توقع مقال بصحيفة آي لجيمس دايك أن “ينهي وباء فيروس كورونا على الليبرالية الجديدة“، ويقول إن “الفيروس كشف عن حدود قوى السوق في الحفاظ على سلامة الناس.”

ويضيف جيمس وهو محاضر في جامعة إكستر البريطانية، أنه “بينما تستمر الدول في جميع أنحاء العالم في الترنح في التعامل أزمة كوفيد 19، انطلق من الظلام تهديد أعظم مما يمكن تخيله.”

ويعتقد الكاتب أن الفيروس “قلب بالفعل العقيدة المتعلقة بكيف ومتى يجب أن تتصرف الحكومات”، وأنه “كشف حدود قوى السوق في الحفاظ على سلامة الناس وقلب العديد من الافتراضات حول مدى تفكير الناس اجتماعيا. وبدلا من التصرف بطرق ضيقة وأنانية، أعاد الناس بناء المجتمعات.”

الفيروس كشف حدود قوى السوق في الحفاظ على سلامة الناس وقلب العديد من الافتراضات حول مدى تفكير الناس اجتماعيا. وبدلا من التصرف بطرق ضيقة وأنانية، أعاد الناس بناء المجتمعات.

ويضيف “إذا أثبتت الأزمة الحالية أنها جرس الموت لرؤية عالمية سادت لعقود، فماذا يمكن أن ينشأ من رمادها؟ يمكننا أن نرى بالفعل محاولات إعادة تصور مجتمعاتنا من خلال الدعوات إلى الصفقات الخضراء الجديدة ( الصديقة للبيئة) ومعدل الدخل الضروري للحياة والنقل المستدام، وقد أصبحت محورية ضرورية لسياسات التعافي.”

وتحدث الكاتب عن “التدمير الخلاق” الذي هو أحد الملامح الأساسية للرأسمالية، والذي روج له الاقتصادي النمساوي جوزيف شامبتر في الخمسينيات من القرن الماضي.

وتساءل: “بماذا يمكن أن تخبرنا الأفكار المتعلقة بالتدمير الخلاق عن الوباء الحالي؟

ويضيف “يذكروننا بأن جميع الأنواع انقرضت في النهاية. هذا هو الحال مع الأيدولوجية. هل كوفيد 19 “كويكب” سيؤدي إلى انقراض الليبرالية الجديدة؟ قد نكون قد تجاوزنا ذروة الموجة الأولى من الوباء، لكننا لا نزال على بعد عدة أشهر من عودة الأمور إلى طبيعتها، مهما يكن معنى هذه الطبيعة الآن.”

ويشير الكاتب إلى أن شومبيتر نفسه استنتج في الواقع أن التدمير الخلاق يعني أن الرأسمالية غير مستدامة، لأن العمليات التدميرية التي تزيل الحواجز أمام النمو تزيل أيضا الدعائم الأساسية للرأسمالية.

وينتهي الكاتب إلى القول بأنه ” بأيدينا أن نقرر ما يحدث بعد ذلك. ففي حين أن المستقبل قد يكون مخيفا، فإنه لم تتح لنا مثل هذه الفرصة أبدا لتشكيله.”

 

وفي مقال في الغارديان تساءل أوين جونز: “إذا لم نتمكن من انتقاد الحكومة (البريطانية) بسبب الوفيات التي يمكن تجنبها، فما جدوى الديمقراطية؟

ويعتقد الكاتب أن “لوسائل الإعلام كل الحق في التشكيك في القرارات التي سمحت بانتشار فيروس كورونا بشكل كارثي

يرفض أوين الانتقادات الموجهة للصحفيين، الذين يسألون ما يراها الكاتب أسئلة ضرورية، بأنهم يسيسون الأزمة.

ويسأل: “لماذا يحرص الجنود المدافعون عن الحكومة على نزع الشرعية عن التدقيق والمساءلة، وتصوير أي استجواب على أنه تخريب ، ووصف المنشقين بأنهم انتهازيون.

ويشير الكاتب إلى أن استطلاعا حديثا كشف أن الغارديان التي تنتقد باستمرار استراتيجية الحكومة، نُظر إليها من قبل الجمهور على أنها تقوم بأفضل عمل لتغطية الوباء، أما الصحيفة الأكثر تأييدا للحكومة، وهي الصن، فقد اعتبر الجمهور أنها تؤدي أسوأ وظيفة.

ويقول الكاتب “لم يظهر الاستطلاع المستقل أي رد فعل عنيف ضد وسائل الإعلام التي يفترض أنها تنتقد بشكل مفرط.. إنه (رفض الجمهور لما يوصف بالإفراط في النقد) خرافة.”

ويعتقد جون أن “المحاولة المنهجية لخنق المحاولات، حتى البسيطة، من قبل وسائل الإعلام لمحاسبة الحكومة هي نفسها خطرة.”

ويضيف أن “القرارات التي اتخذتها حكومتنا قد تركتنا واحدة من أكثر الدول تدميرًا على وجه الأرض. ماهي التكلفة؟ المعاناة الشخصية لأن آلاف العائلات تنعي فقدان الأحباء والاضطراب الاقتصادي والاجتماعي الخطير بلا داع.”

وينتهي إلى أنه “إذا كانت ديمقراطيتنا لا تستطيع مساءلة حكومتنا عن تحويل مأساة حتمية إلى كارثة وطنية كان يمكن تجنبها، فقد فشلت تمامًا.”

وقال روبرت فيسك في الإندبندنت ان “هناك طريقة واحدة فقط تشبه فيها مكافحة فيروس كورونا الحروب الحقيقية التي شهدتها“.

ويقول إن رئيس الوزراء بوريس “جونسون وأتباعه سيعلنون النصر، لكن هذا سيكون غير صحيح. سيظل البريطانيون يموتون بكوفيد 19، لكن موتهم سيصبح طبيعيا“.

ويضيف ” بعد 40 عاما من مشاهدة الحرب “الحقيقية”، من الطبيعي أن يكون لدي وجهات نظر قوية حول المعركة التي يعتبرها رجال الدولة والسياسيون والكذابون (الثلاثة بالطبع يتبادلون الأدوار) باعتبارها “حربهم” ضد فيروس كورونا. كل من الحرب “الحقيقية” والحرب الفيروسية يسفران عن ضحايا. كما ينتجان أبطالا. إنهما يثبتان قدرة الإنسان على التحمل. ولكن لا ينبغي المقارنة بينهما.”

ويشير إلى أحد الفروق بين الحروب “الحقيقية” والحرب الفيروسية العالمية. ويقول إنه “بالنسبة للحروب “الحقيقية”، فهي تدور حول الصراع، حول البشر مقابل البشر، وعادة ما تُكسب عندما تكون البنية التحتية لطرف واحد – أراضيه ومنازله ومصانعه وخطوط السكك الحديدية والطرق والمستشفيات، ومتاحفه ومعارضه، وشبكات إمدادات المياه الخاصة به ومحطات الكهرباء – تحولت إلى أنقاض. يخرج الناجون من هذه الحروب مع دولهم في حالة خراب. لا يوجد “عودة للأمور إلى طبيعتها” – لأن الوضع الطبيعي قد تم تدميره ماديا.”

وفيما يتعلق بالحرب على فيروس كورونا يقول روبرت “نعلم جميعا أن فيروس كوفيد 19 الحالي لن “ينتهي” بالمعنى التقليدي للحرب حتى نهايتها. لن يكون هناك إصابات أخيرة. ولكن عندما تصبح الأرقام أقل، وإذا لم تكن هناك عودة ثانية لهذا الشيء الرهيب، فإن بريطانيا ستصل، وهذا ما أخشى قوله ، “مستوى مقبول” من الموت.”

ويضيف “عندما تنتقل الإحصاءات اليومية من المئات إلى العشرات، ثم إلى العشرات يوميا، لن يكون هناك المزيد من المؤتمرات الصحفية في داونينغ ستريت، وسيكون هناك القليل جدا من الأفكار الجادة من جانب خبراء الصحة لدينا، وللأسف، القليل أيضا من تذكر تضحيات الممرضات والأطباء.”

ويمضي الكاتب قائلا إن البريطانيين “قد يراهنون أيضا على موعد فرض الجولة التالية من التخفيض في الميزانية الذي سوف تفرضه حكومة المحافظين على هيئة الخدمة الطبية (إن إتش إس).”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى