كورونا.. بداية تشكل نظام جيوسياسي جديد د. عبد الحميد دشتي

 

المسألة ما زالت في بدايتها وتتكشف يوماً بعد يوم على لسان كبار المسؤولين وخصوصاً الصينيين والروس الذين وجهوا اتهاماً صريحاً وواضحاً لا يخلو من التهديد الى ترامب المجنون الذي لا يتورع عن القيام بأي شيء في سبيل انقاذ الاقتصاد الاميركي الذي يتهاوى امامه بفعل سياسته الرعناء وبفعل الاجتياح الصيني لمعظم الاسواق التي كانت حكراً على اميركا.

 

وعندما يقف مسؤول صيني كبير ويوجه الاتهام صراحة بأن جنوداً اميركيين ( 67 جندياً ) جاؤوا من افغانستان للمشاركة في العرض العسكري بالصين، وادخلوا ڤيروس كورونا الى سوق للمأكولات البحرية في ووهان وهي المدينة التي كانت بؤرة انطلاق الڤيروس ، فإن مثل هذا الاتهام الخطير لم يمر عبثاً عند الخارجية الاميركية التي استدعت السفير الصيني، لكنه أصر على موقف بلاده التي قبلت التحدي ودفعت اثماناً غالية حصدت ارواح الآلاف واصابت مئات الآلاف .

وما يمكن ان يعزز نظرية الحرب البيولوجية هو الاسترخاء الاميركي وربما الاستهتار بالوباء وإن كان تفشى في المدن الأميركية وفعل فعله ، لأن المختبرات الاميركية التي صنعت الڤيروس في افغانستان وعلى حدود الصين وفي جورجيا ، صنعت لقاحه الذي ستحصد منه تريليونات الدولارات ، ولذلك ساءها ان تتوصل إليه الصين وتعلن عنه ، وكذلك المانيا التي عرضت عليها شراء اللقاح ، لكن الجواب جاء من ميركل “إن ألمانيا ليست للبيع“!.

الدولة الثانية التي استهدفت بالڤيروس كانت ايران العدوة الدائمة والعصية على أميركا وإسرائيل، والتي احتلت المركز الثاني بعد الصين حيث اصيب الكثيرون وتوفي الكثيرون، وهي ايضاً وجهت الاتهام الى اميركا. اما الثالثة فكانت ايطاليا التي تعتبر بوابة الصين الى اوروبا ومنها اجتاح الڤيروس معظم الدول الاوروبية .

ثم تأتي روسيا التي اصابها رذاذ الڤيروس لكنها بفضل نظامها الصارم تمكنت من احتوائه بل وفككت رموزه وصولاً الى اللقاح.

لقد بات العالم أجمع يعيش في رعب من الموت الاميركي الذي لطالما أباد شعوباً بأكملها كما فعل مع الهنود الحمر بالطاعون والذبح ، وهي الدولة الاولى التي استخدمت القنبلة الذرية في هيروشيما وناكازاكي ، ومن يرتكب هذه الجرائم لا يتردد في شن حرب بيولوجية حتى لو أبادت نصف البشرية.

إن التحركات الاميركية تفضح كل شيء، فهناك اربعون الف اميركي متخصصون بدؤوا في الانتشار في دول الاتحاد الأوروبي، وستصل 14 الف مركبة عسكرية مذخرة (دبابات وطائرات وغيرها من الناقلات) لهذه العملية ، في غفلة عن الإعلام وهذا ليس له علاقة بالڤيروس ، فلقد جاء هؤلاء للانتشار في الأراضي الأوروبية لبدء التمرين العسكري Europe Defender 20 الذي سيبدأ في نيسان ومن المتوقع أن ينتهي في حزيران.

و هو تمرين صممته الولايات المتحدة بالتعاون مع الناتو “لاختبار” الإستراتيجيات التي ستستخدمها اميركا وأوروبا في حال نشوب حرب افتراضية مع روسيا والصين.

فإذا كان الڤيروس قاتلاً فلماذا لا يخشى ترامب على جنوده بينما منع مواطنيه من السفر الى اوروبا استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية؟ الأمر ببساطة أن هؤلاء الجنود محصنون باللقاح .

إن ظاهرة “الفيروس التاجي” كان وسيلة لإشغال العالم بينما يتم التحضير لأمر أكثر أهمية لا بد ان يحدث لإعادة تشكيل نظام جيوسياسي جديد.

بعد أن بدأت الحقائق في الظهور، فتأثير كورونا يبدو انه لن يقف عند آثاره على الصحة وانما سيتجاوزه ليعيد تشكيل الاقتصاد والسياسة العالمية بطريقة أعمق بكثير من أن يحدث آخر في التاريخ القريب، وهذه هي بداية نهاية نفاق وانتهازية الغرب.

وإن غداً لناظره قريب……….

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى