شؤون لبنانية

ريتشارد من بعبدا: لبنان أمام نقطة تحول وشعبه أعظم قوة فيه

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيت ريتشارد في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامها الديبلوماسية.

 

بعد اللقاء، قالت السفيرة ريتشارد: “وداعا لشعب لبنان. مع اقتراب نهاية خدمتي في لبنان، أود أن أشكر شعب لبنان على اللطف والضيافة والدفء الذي أظهره لي ولكل فريق سفارة الولايات المتحدة طوال السنوات الثلاث والنصف الماضية. لقد كان امتيازا وشرفا لي تمثيل الولايات المتحدة في مكان لدينا فيه علاقة طويلة وتاريخية ومصالح مشتركة وهامة مثل هذه”.

أضافت: “لقد أسسنا في العام 1833 حضورا دبلوماسيا في لبنان، ومنذ ذلك الحين، كان الأميركيون إلى جانب لبنان كشريك راغب ومنخرط للمستقبل. كنا هنا لدعم تأسيس الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) في العام 1835 والجامعة الأميركية في بيروت (AUB) في العام 1866، ونحن لا نزال ندعم دورهما كمنارات للبنان والمنطقة. إن حرية الفكر والتعبير والتفكير الإبداعي والنقدي والمسؤولية المدنية والقيادة هي صفات مطلوبة لهذا البلد، اليوم أكثر من أي وقت مضى”.

ورأت أن “لبنان يقف أمام نقطة تحول. في شهر تشرين الاول، خرج المواطنون من جميع الطوائف والمناطق إلى الشوارع للمطالبة بالأفضل من حكومتهم. إنهم على حق. لا يوجد هناك سبب لهذا البلد المبارك بالعديد من النعم، بما في ذلك الموارد البشرية المذهلة، بأن لا يكون لديه في العام 2020 نظاما حديثا لإدارة النفايات، وكهرباء للجميع لأربع وعشرين ساعة سبعة أيام في الاسبوع، وكذلك قوة مسلحة واحدة تحت سيطرة الدولة واقتصاد متنامي”.

وتابعت: “لقد كانت الولايات المتحدة دائما إلى جانب الشعب اللبناني. نحن نعمل في كل محافظات لبنان الثماني ومعظم البلديات البالغ عددها 1100 بلدية، ونتعاون مع المواطنين اللبنانيين لتحديد المجالات ذات الاهتمام المشترك والعمل على مساعدتهم على إيجاد حلول”.

وقالت: “لكننا، لكوننا غرباء، لا يمكننا وحدنا إصلاح ما لا يعمل. هذا هو الوقت المناسب لجميع المواطنين اللبنانيين لمعالجة قضايا الحكم والاقتصاد بشكل مباشر. يجب اتخاذ قرارات صعبة، وسوف يتحمل الجميع بعض العبء. إنني أعتقد أن الجميع يدرك أن النظام، في العقود القليلة الماضية، لم يكن يعمل وبالتالي هذه فرصة تاريخية للشعب اللبناني لقلب الصفحة. إنها فرصة لرسم مسار جديد يجعل هذا البلد يدرك كامل إمكاناته كعضو حديث ومزدهر في المجتمع الدولي. إن النجاح الذي حققه الكثير من المهاجرين اللبنانيين في بلدان مثل الولايات المتحدة، لدليل على حقيقة أن هذا النجاح ممكن هنا أيضا”.

واعتبرت أن “شعب لبنان هو أعظم قوة في هذه البلاد، وقد رأيناه يعمل في وحدة رائعة للتعبير عن مخاوف مشروعة بشأن مستقبله. لديكم القوة على تحويل هذه الأحلام لبلدكم إلى حقيقة واقعة، والولايات المتحدة تقف معكم في السعي لتحقيق هذا المستقبل المشرق”.

وختمت: “إنني واثقة من أنكم ستجدون السفيرة الأميركية الجديدة دوروثيِ شيا ممثلة بارزة للولايات المتحدة وصديقة للبنان تقود فريق سفارتنا وتعمل عن كثب معكم جميعا لتنمية علاقاتنا وبنائها. وأنا واثقة أنكم سترحبون بها بنفس الأذرع المفتوحة التي قدمتموها لي عند وصولي قبل سنوات عدة. وحتى نلتقي مرة أخرى”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى