شؤون لبنانية

معادلة ميقاتي للحفاظ على العائلة امتداداً للوطن

في الحفل الذي أقامته “جامعة العزم”، في طرابلس أمس، تكريما لمدراء المدارس المتفوقين الحائزين على شهادات عليا وأصحاب

أبحاث علمية متنوعة، ألقى الرئيس نجيب ميقاتي، منشئ الجامعة، خطاباً وجدانياً عقب كلمة رئيس الجامعة الدكتور رامز معلوف الذي تمنى عليه ألاّ يتطرق الى السياسة، فروى أنه في العام 1982، حيث كان في جامعة “هارفرد” البريطانية يُعِد لشهادة “الماجستير” في ادارة الأعمال، لاحظ أن الطلاب الأجانب، وخلال مناقشتهم موضوع “التعاطي العائلي” أو “دور العائلة في العمل”، راحوا يكيلون الشتائم ويروون نماذج عن التفكك الأسري الذين يعانونه ويحمّلون هذا أو ذاك من أقاربهم المسؤولية.

وذكر ميقاتي أنه عندما جاء دوره لعرض فكرته أمام عميد الكلية قال له أن هناك معادلة بسيطة اعتمد عليها للحفاظ على العائلة. ومنها “أنني تفاهمت مع شقيقي الأكبر طه، وكنا نعمل معاً في ذلك الحين، على أن أحترمه وأقدره فيما عليه أن يهتم بي و”يدير بالو عليّ” وهذا ما حصل”.

ويلفت الرئيس ميقاتي أن عميد الكلية أبدى استغرابه لصحة هذه المعادلة يومها. وعندما التقاه بعد ثلاث سنوات سأله ما اذا كانت المعادلة المذكورة سارية المفعول فأجابه بالتأكيد وها هي راسخة اليوم.

وقال ميقاتي مخاطباً الحضور أن الأساس لمجتمع سليم هو المفهوم الأسري. بمعنى الحفاظ على العائلة وإرساء جو من الودّ والاحترام داخلها. ومن هنا البداية لما هو أكبر وأشمل. اذ ان لم يكن البيت سليماً فلا يمكن أن يُسلم الوطن. وكشف أن المعادلة التي تقدم بها الى الجامعة حينذاك أضحت اليوم مادة دراسية فيها.

وأشار ميقاتي الى أنه عندما أسس “جامعة العزم”، إنما أرادها ألاّ تكون لطائفة معينة أو لفئة سياسية دون أخرى انما للكل. يلتقي في حرمها جميع الأطياف الى أي جهة انتموا أو أي مذهب اتبعوا. فهو يريدها مركزا للعلم والتلاقي والحوار. وكم كان فرحاً حين احتُفِل بتخريج أول دفعة من طلابها قبل أسابيع قليلة، مكررا القول أن السياسة المثلى الصالحة للبنان تكمن في “الوسطية” التي تُثبت فعاليتها يوماً بعد يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى