الصحافة البريطانية

من الصحف البريطانية

ركزت أغلب الصحف البريطانية الصادرة اليوم على خطة السلام الجديدة في الشرق الأوسط والتي أعلن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي عن الجانب الاقتصادي لها في البحرين، وأفردت لتغطية هذا الحدث مساحات واسعة

.

نشرت الغارديان افتتاحية بعنوان “أمريكا تروج للوهم في الشرق وليس لصفقة، وتتناول الجريدة خلال هذه الافتتاحية الآراء المختلفة التي خلفها الكشف عن المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية الجديدة “للسلام في الشرق الأوسط“.

وتقول الجريدة إن “بعض السياسيين يسعون لتسليط الضوء على بعض الموضوعات بينما يقوم البعض الآخر كما حدث في التمثيلية التي جرت هذا الأسبوع في العاصمة البحرينية المنامة بمحاولة إخفاء الموضوع تماما“.

وتضيف الجريدة أنه بعد كل هذه الدعاية التي تلقتها الخطة التي سموها “صفقة القرن” جاء الإعلان عن المرحلة الأولى لها والتي تضم الجانب الاقتصادي “هزيلا وبائسا وغريبا في نفس الوقت“.

وتوضح الصحيفة أن “رفض الجانب الفلسطيني الحضور عند إعلان تفاصيل الصفقة في المنامة كان يعني بطبيعة الحال الغياب الإسرائيلي، وبذلك أصبحنا أمام مسرحية غاب أبطالها، ولم يحضر نصف فريق العمل أيضا. فالدول العربية المنضوية في الاتفاق أرسلت ممثلين منخفضي المستوى. وحتى مهندس الصفقة دونالد ترامب أرسل زوج ابنته جاريد كوشنر الذي تحدث كما لو كان في ورشة عمل لا في مؤتمر دولي عارضا ما يبدو أنه خطة عمل لا اتفاق واضح المعالم“.

وتقول الجريدة “من الواضح أن إدارة ترامب تطمح إلى منح الفلسطينيين مميزات اقتصادية بدلا عن حقوقهم الأساسية لكن حتى لو قبل الفلسطينيون ذلك- ومن الواضح بعد رفضهم الحضور أنهم لن يقبلوا- فإن أغلب المحفزات الاقتصادية التي قُدمت لهم هي محفزات غير واقعية“.

وتخلص الجريدة إلى أن “هذه صفقة من الأوهام بتكلفة 50 مليار دولار وميزانيتها غير موجودة بعد، ويبدو أن واشنطن انخدعت برغبة دول الخليج وحماسها لتوطيد العلاقات مع إسرائيل وخلطت بين ذلك ورغبة هذه الدول في الانحياز إلى جانب إسرائيل بشكل علني ودفع فاتورة ذلك“.

وتقول الصحيفة إن “أغلب هذه المقترحات تم تقديمه من قبل وبعضها قبل عشر سنوات واتضح أنها غير قابلة للتنفيذ تحت الظروف الحالية لكن المستشارين يصرون على طرحها على الساسة لأنهم يرفضون ببساطة الاعتراف بأن العقبة الأساسية أمام التنمية الاقتصادية في المنطقة هي احتلال الضفة الغربية و حصار قطاع غزة“.

نشرت التايمز تقريرا موسعا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر بعنوان “كوشنر يعلن وفاة حل الدولتين” مشيرا إلى أن كوشنر حول افتتاح قمة المنامة إلى ورشة عمل لاستعراض وعود الازدهار الاقتصادي للفلسطينيين والتأكيد على أن الولايات المتحدة تسحب تأييدها الطويل عبر الإدارات السابقة لحل الدولتين الذي كان مطروحا كخيار لا حياد عنه لتسوية الصراع في الشرق الأوسط.

أما الديلي تليغراف فنشرت تقريرا لمراسلها في القدس راف سانشيز حول الملف ذاته لكنها ركزت على ما قالت إنه خلاف بين كوشنر والرياض بعنوان “خلافات واضحة بين جاريد كوشنر والسعوديين مع افتتاح قمة المنامة“.

ويشير سانشيز إلى التصريحات التي أدلى بها كوشنر للجزيرة قبل ساعات من افتتاح القمة، وقال فيها إنه “يجب أن نعترف جميعا بأنه لو كان هناك أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فلن يكون ذلك طبقا لخطة السلام العربية“.

ويوضح أن هذه التصريحات كانت تعني أن خطة السلام التي اقترحتها السعودية عام 2002 لم يعد لها وجود، وهو ما استدعى ردا سعوديا عبر بيان صدر في الرياض بعد ساعات من هذه التصريحات “أكدت فيه السعودية موقفها الحازم من أن خطة السلام العربية هي الطريق لحل الصراع”، وأعربت فيه عن مساندتها لمطالب الفلسطينيين بتأسيس دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذي يرفضه كوشنر.

ويعتبر سانشيز أن الموقف السعودي لابد وأنه قد أرق مضجع صهر الرئيس الأمريكي والشخص الذي يقود جهود البيت الأبيض لحل أزمة الشرق الأوسط خاصة وأن المملكة هي أكبر داعم بين الدول العربية لجهود ترامب ودعمت قمة البحرين بشكل كامل في الوقت الذي اكتفت فيه دول أخرى مثل الأردن ومصر بإرسال ممثلين منخفضي المستوى.

نشرت الإندبندنت مقالا للصحفي أندرو بانكومب بعنوان “ترامب لايمتلك استراتيجية لإنهاء الحرب مع إيران إذا تورط فيها“.

ويقول بانكومب إن ترامب “هدد بمحو إيران إذا تجرأت على مهاجمة أي شيء أمريكي مرة أخرى وفي نفس اليوم جاء الرد الإيراني بأنها ستسقط أي طائرة أمريكية تخترق مجالها الجوي، ثم قال ترامب إنه مستعد للحوار مع إيران وعليهم إخباره عندما يكونون مستعدين للتفاوض“.

ويضيف أن ترامب رد على أسئلة تلقاها من الصحفيين في البيت الأبيض، بعدما قال إن احتمال الحرب مع إيران قائم، حول وجود استراتيجية لإنهاء هذه الحرب فقال “لن تكونوا بحاجة لاستراتيجية للخروج وإنهاء الحرب مع إيران وأنا لا أنفذ استراتيجيات لإنهاء الحرب“.

ويوضح بانكومب أن العلاقات بين البلدين تدهورت بشكل كبير منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية استهدفت القطاع النفطي الذي تعتمد عليه البلاد، وجعلت قيام الإيرانيين ببيع النفط لدول أخرى أمرا شديد الصعوبة.

ويضيف أن “هذا كله تزامن مع حملة من التصعيد الإعلامي برعاية أمريكية ضد طهران كان لها أثر كبير جدا على الاقتصاد الإيراني، لكنها لم تدمره حتى الآن، موضحا أن طهران وحسب الإحصاءات الرسمية كانت تصدر مليونين ونصف مليون برميل من النفط الخام يوميا حتى أبريل/ نيسان من العام الماضي لكن هذه الأرقام انخفضت بشدة حيث صدرت إيران الشهر الجاري ما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا فقط” ولم يشر الصحفي إلى مصدر هذه الأرقام..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى