الصحافة البريطانية

من الصحف البريطانية

هيمن تقرير المحققة الخاصة أنيس كالامار التي عينتها الأمم المتحدة للتحقيق في ملف اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي على تغطية الصحف البريطانية الصادرة اليوم .

وخصصت صحيفة الغارديان افتتاحية ضخمة في قسم شؤون الشرق الأوسط لتناول نتائج التحقيق كما نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا لباتريك كوبيرن يتسائل فيه عن مدى صلاحية ولي العهد السعودي كحليف للغرب في مواجهة إيران.

نشرت الديلي تليغراف تقريرا بعنوان “دليل مقنع يربط بين محمد بن سلمان واغتيال خاشقجي” تشير فيه إلى الدليل الذي تحدث عنه التقرير الذي أصدرته المحققة الأممية الخاصة في وقائع اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.

وتكشف الجريدة أن التقرير نص على أن آخر ماقاله خاشقجي قبل قتله كان “كيف يحدث ذلك في سفارة؟ هل ستخدروني؟” ثم تبعت ذلك دقائق من الصمت تلاها نقاش بين أعضاء الفريق حول كيفية تقطيع جثمان الصحفي الذي أطلقوا عليه اسم “الأضحية“.

أما الغارديان فكانت أكثر الصحف البريطانية اهتماما بالملف إذ نشرت تقريرا بعنوان “تحقيق الأمم المتحدة: ولي العهد السعودي يجب أن يواجه تحقيقا في مقتل خاشقجي”، ووضعت بداية التقرير على صدر صفحتها الأولى مع صورة لولي العهد محمد بن سلمان ثم استكملته على صفحتين في قسم الأخبار الدولية قدمت فيهما تغطية تفصيلية لتقرير الأمم المتحدة.

لكن الجريدة نفسها نشرت في النسخة الرقمية افتتاحية بعنوان “رأي الغارديان في اغتيال جمال خاشقجي: السعودية وأصدقاؤها”، ووضعت له عنوانا ثانويا يقول “تعلم الدروس من اغتيال خاشقجي إحدى طرق تكريمه“.

وتقول الجريدة إن هناك طرقا كثيرة لتكريم خاشقجي منها التعلم من مواقفة التي اتخذها أثناء حياته، وكذلك تعلم الدروس من جريمة اغتياله.

وتقول الجريدة إن تقرير الأمم المتحدة حول الجريمة هو أكمل التحقيقات وأكثرها إيضاحا للتفاصيل المرعبة إلى أقصى حد يمكن لإنسان تخيله.

وتضيف أن التقرير يصف تسجيلات صوتية لمحادثات جرت داخل القنصلية استعدادا لوصول خاشقجي لمقر القنصلية وعملية اغتياله وتقطيع الجثة ويخلص في النهاية إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان يجب أن يخضع للتحقيق ويتم استجوابه لوجود أدلة مقنعة على تورطه هو وشخصيات بارزة أخرى في العملية، وهي نفس النتائج التي توصلت إليها الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) سابقا رغم إصرار المملكة ان العملية تمت دون علم القيادات السياسية.

وتوضح الجريدة أن ولي العهد السعودي لا يبدو أنه تعرض لأي عقاب رغم الدلائل على وجود صدع بين الملك سلمان وولي عهده لكنه من غير المؤكد أن سبب هذه الجفوة هو عملية اغتيال خاشقجي، كما أن المملكة شنت حملة اعتقالات جديدة قبل نحو شهرين لعدد من النشطاء والمعارضين.

وتضيف الجريدة أن معارضا سعوديا يعيش في النرويج أُجبر على الاختباء بعد تحذير من السي أي إيه للسلطات في أوسلو من احتمال تعرضه لتهديد من قبل النظام السعودي.

وتخلص الجريدة إلى أن تقرير الأمم المتحدة يوضح أن الرياض يجب أن تدفع ثمن الاغتيال وأن مسؤولية حماية حقوق الإنسان يجب أن تشمل تصرفات شركات وحكومات أجنبية أيضا.

نشرت الإندبندنت مقالا للكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط باتريك كوبيرن بعنوان “هل محمد بن سلمان هو الحليف الذي نحتاجه في مواجهة إيران”؟

يقول كوبيرن إن “العالم شعر حقا بالغضب لدور ولي العهد السعودي في اغتيال المعارض جمال خاشقجي، لكن أكثر من 91 ألف قتيل في الحرب في اليمن يجب أن يكونوا حملا ثقيلا على كاهله“.

ويشير كوبيرن إلى تقرير المحققة الخاصة التابعة للأمم المتحدة والذي أكد وجود أدلة مقنعة على أن بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية كان مسؤولا عن جريمة اغتيال خاشقجي، وأنه يجب أن يخضع للتحقيق“.

ويعرج كوبيرن على تطور الرواية السعودية مع مرور الوقت واتضاح الأدلة مشيرا إلى أن “المملكة أولا نفت أي علاقة لها باختفاء خاشقجي بعد دخول مقر قنصليتها في اسطنبول ثم أقرت لاحقا بجريمة القتل الوحشية ملقية باللوم على من وصفتهم بالقتلة المارقين وهم فريق مكون من 15 شخصا كانوا ينتظرون وصول خاشقجي إلى مبنى القنصلية“.

ويوضح كوبيرن أن آخر تسجيل صوتي لخاشقجي يشير إلى انه أدرك عندما أحاطت به مجموعة من أعضاء فريق الاغتيال أنهم سوف يقتلونه فسأل قائلا “هل ستقومون بتخديري”؟ فرد عليه احدهم قائلا “سنحقنك بالمخدر” لكنهم قتلوه وقاموا بعد ذلك بتقطيع جثمانه.

ويضيف أن ما جاء في تقرير الأمم المتحدة لا يجب التقليل منه لأن بن سلمان الرجل القوي في السعودية يلعب دورا هاما في التصعيد بين تحالف المملكة والولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات من جانب وإيران وحلفائها من جانب آخر وبناء على ذلك يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له دعما مطلقا.

ويقول كوبيرن إنه في هذا الوقت الذي تسعى فيه السعودية لإقناع العالم بأنها ليست متورطة في مؤامرة لإشعال حرب مع إيران تجد نفسها مضطرة لتبرئة ساحتها من التورط في مؤامرة اغتيال خاشقجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى