شؤون لبنانية

الحريري: مصرون على القيام بالاصلاحات المطلوبة رغم الصعوبات

اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان “التحدي الأبرز المشترك اليوم بين الدول العربية هو كيفية تحفيز النمو وتنويع مصادره لإيجاد فرص عمل لشبابنا “.

وقال: اعتقد انه أصبح لدينا جميعا قناعة تامة بان هذا الامر لا يمكن تحقيقه دون تنفيذ اصلاحات من شأنها تطوير اقتصاداتنا الوطنية وتحديثها، وجميعنا مقتنع انه من دون تحديث إجراءاتنا وقوانينا وإداراتنا وتعزيز الحوكمة والشفافية، لا يمكن للقطاع الخاص تحقيق إمكاناته وبالتالي، لا نمو ولا ازدهار ولا استثمارات“.

وقال الرئيس الحريري خلال مشاركته قبل ظهر اليوم في منتدى الاقتصاد العربي 2019 المنعقد في فندق “الفورسيزون” بمشاركة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي والعديد من المسؤولين ورجال الاعمال اللبنانيين والمصريين والعرب: “نحن في لبنان وضعنا رؤية متكاملة للنمو وفرص العمل، ولدينا اصرار، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وانا على القيام بالإصلاحات المطلوبة، على الرغم من كل الصعوبات الموجودة لانها تصب في النهاية في مصلحة الوطن وتطوير الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب، ويجب الاستفادة من التجربة المصرية التي حصلت في السنوات الماضية في هذا الخصوص“.

واستهل الرئيس الحريري كلمته بالقول:”أرحب بكم جميعا في بيروت ويشرفني بهذه المناسبة الترحيب بالأخ والصديق الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية وبأمين عام جامعة الدول العربية الاستاذ أحمد أبو الغيط وبكل الوزراء والقياديين ورجال الاعمال والمصرفيين العرب، الذين أعتدنا في كل عام على لقائهم في هذا المنتدى الكريم“.

أضاف: “ينعقد هذا المنتدى في وقت لا تزال منطقتنا العربية تمر في مرحلة دقيقة جدا تتطلب منا رفع مستوى التواصل وتعزيز التعاون المشترك بيننا. واجتماع اللجنة العليا اللبنانية المصرية المشتركة غدا في بيروت يصب في اتجاه إرساء الأسس لمزيد من التعاون والتنسيق بين لبنان ومصر لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة. ان التحدي الأبرز المشترك بين دولنا اليوم هو كيفية تحفيز النمو وتنويع مصادره لإيجاد فرص عمل لشبابنا. وأنا أعتقد بأنه أصبح لدينا جميعا قناعة تامة بأن هذا الامر لا يمكن تحقيقه دون تنفيذ الاصلاحات التي من شأنها تطوير اقتصاداتنا الوطنية وتحديثها. فمن منا اليوم لا يرى في الإصلاح مدخلا لاقتصاد وطني قوي ولغد أفضل لشبابنا؟“.

وتابع: “طموحنا في لبنان، كما هو طموح مصر، هذه العدوى يجب ان تنتقل الى كل الدول العربية بالفعل، بالانفتاح وتطوير الاقتصاد، وعلينا ان نتحدث مع الناس بصدق حول ما يجري في البلد والمشاكل التي يتعرض لها ، ونرى ونتعلم ماذا حصل في الدول التي كانت تعاني من الفساد والهدر وعدم توفر فرص العمل وأصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة. اليوم بعد تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الرئاسة امسك بيده زمام الامور، وقرر مع فريق عمل ومع رئيس الوزراء والوزراء تغيير وجهة مصر وهذا ما حصل. أحيانا التغيير يواجه صعوبات، لان الناس تعودت على وجودهم في وضع امن محدد لا يريدون الخروج منه، ومرتاحون على أوضاعهم، ويرفضون التغيير. ولكن بعد الأحداث التي حصلت في مصر ووصول الرئيس السيسي، اكتشف الى اي مدى مصر متأخرة، كما نحن اليوم في لبنان من حيث قوانينا القديمة وانفتاحنا وطريقة العمل التي يجب ان نعمل بها، لذلك يجب علينا تحديث كل القوانين في لبنان مثل ما نعمل عليه اليوم وكما فعلت مصر في السنوات الاخيرة وهم مستمرون بذلك“.

وقال: “لذلك علينا الاستفادة من الخبرة والتجربة المصرية التي حصلت، ان كان في مجالات الكهرباء او الاتصالات او الغاز والبترول وغيرها من القطاعات، ما نحاول ان نقوم به اليوم في لبنان فعليا كما فعلت مصر، ولكن الفرق ان مصر عانت في مرحلة من المراحل اقتصاديا اكثر من لبنان. لدينا اليوم خيار في لبنان اليوم هل نريد الوصول الى مكان نسقط فيه اقتصاديا؟ او ننظر الى دولة كمصر ورئيس مثل الرئيس السيسي والرئيس مدبولي ونقول هذه هي التجربة التي يجب ان نطبقها؟ هذا هو التغيير الذي يجب ان نقوم به، وكما قال الرئيس مدبولي، نحن ننظر الى الصين ونرى الى اين وصلت، فهي تعمل منذ ثلاثين سنة على التغيير في برامجها وأخذت قرارا بانها تريد ان تكون اول دولة متقدمة في العالم بالنسبة الى الذكاء الاصطناعي. وكما أخذت مصر قرارا بانها تريد تطوير نفسها خلال العشر سنوات او الخمسة عشر عاما المقبلة وتعود بلدا متطورا كما كانت في الماضي“.

اضاف: “نحن في لبنان نريد القيام بذلك، هذه العدوى بدأت ربما في الخليج ، حيث هناك تغييرات وانفتاح، اليوم نراها في مصر، وان شاء الله تمتد هذه العدوى الى كامل العالم العربي، حتى نكون جميعا فريقا واحدا نعمل سويا. ان اللجنة العليا اللبنانية -المصرية تسير بشكل فعلي على هذا الطريق، واذا كان طريق الحرير سيمر على كل منطقتنا، علينا ان نبني نحن طريق الدول العربية، حتى يكون لدينا انتشار في كل هذه الدول العربية، كذلك لكي ينتشر اقتصادنا ويتطور فيها“.

وختم: “أخيرا، اود ان اشكر دولة الرئيس مدبولي واشكركم جميعا، في لبنان ومن المؤكد ان هناك تحديات كبيرة تواجهنا ولكن ما استطيع ان اقوله لكم هو ان رئيس الجمهورية وانا وايضا رئيس مجلس النواب، لدينا اصرار على القيام بالاصلاحات المطلوبة على الرغم من الصعوبات الموجودة وهي مهمة ليست سهلة، بخاصة اذا اردنا محاربة الفساد والهدر، وفعليا اقول ان الهدر يمكن انه هو مصيبة المصائب لدينا في الدول العربية، والفساد والهدر الحقيقي هو في الوقت الذي نضيعه سدى كل يوم من دون تطوير قوانيننا، وعندما تصل فاتورة الكهرباء لدينا الى 40 مليار دولار فهذا هو الهدر والفساد ايضا. لذلك نحن ننفذ خططا اصلاحية متفائلة. البعض يسأل كيف يمكننا تنفيذ هذه الاصلاحات؟ واقول ان هذه الاصلاحات هي لمصلحة المواطن اللبناني والشباب والشابات الذين لا يجدون وظائف في الوقت الحالي. اشكر الرئيس مدبولي وان شاء الله سنكمل العمل، ووعدي لكم كما كان يفعل الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما اتى الى لبنان ولم يكن هناك غير الدمار فأعاد إعمار البلد ونحن سنكمل بهذه الطريق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى