شؤون لبنانية

المؤتمر الشعبي: السنّة ليسوا بحاجة الى أب من خارج ثوابتهم العربية المقاومة.

شدد المؤتمر الشعبي اللبناني على أن المسلمين السنّة في لبنان وعلى امتداد العالم العربي هم أمة تقوم على ثوابت وخصائص راسخة مستمدة من قواعد الإيمان الديني والعروبة الحضارية والوطنية الصافية، وبالتالي لا تحتاج الى أم أو أب يغرّد خارج هذه المبادىء.

وقال بيان صادر عن مكتب الإعلام المركزي في “المؤتمر”: لقد قلنا دائماً أن الصراع في لبنان هو سياسي بحت، ونبّهنا تكراراً من محاولات إلباسه الثوب الطائفي أو المذهبي، وأكدنا دوماً كما تدل كل التجارب، على أن أي شخص أو حزب، مهما علا شأنه أو صغر، لا يمكنه اختزال طائفته أو مذهبه او الإدعاء بحصرية التمثيل أو احتكار القرار.

ولقد دعونا باستمرار الى عدم تحميل أي طائفة أو مذهب وزر الفشل الشخصي لأي مسؤول في السلطة، فالمسؤول فرد يصيب أو يخطىء، أما الطائفة أو المذهب فهما انتماء جماعي الى اجتهاد ديني لا يمكن تحميله وزر سلوك معين لأي إنسان.

إن المسلمين السنّة في لبنان وفي العالم العربي هم أمة تجمعهم مبادىء الإيمان والوطنية والعروبة، وتشدّهم ثوابت مقاومة الصهيونية والإستعمار والأمركة والتبعية، يرفضون التطرف أو الإفساد أو التكيّن الطائفي أو المذهبي، همهم الأول في لبنان الدفاع عن وحدته وعروبته وحريته واستقلاله، وهدفهم تحقيق العدالة السياسية والإجتماعية والمواطنة المتساوية الحقوق والواجبات، بلا أي تمييز أو هيمنة أو استئثار، انهم في صلب المعادلة الوطنية، ورواد العمل القومي المقاوم لكل أنواع الظلم والإحتلال والإستعباد والاستغلال… ومثل هذه الأمة لا تحتاج الى أبوّة من أحد، ولا أمومة من دولة أو حزب أو تنظيم، وبالتالي من المعيب أن يتلفظ من يفترض به أن يكون رئيس حكومة، وفي فورة هدوء أو غضب، بقصد أو بغير قصد، ويقول إنه أب السنة في لبنان، خاصة وأنه مع حزبه المسؤول الأول عن تردي أحوال المسلمين السنّة في لبنان في كل المجالات والقطاعات، والمسؤول الأول عن محاولات أمركة السنّة وحرفهم عن تاريخهم النضالي وثوابتهم الإيمانية والوطنية والعروبية.

إننا لسنا في معرض استعراض الويلات التي جرّها نهج حزب المستقبل ورئيسه وإعلامه ومؤسسساته على المسلمين السنّة في كل لبنان، من أقاصي عكار الى مزارع شبعا مروراً بطرابلس وعرسال وبيروت والبقاع والإقليم وصيدا وغيرها، فهي معروفة عند الجميع ويكتوي بنارها الجميع. أما أن يقفز فوق هذه الحقائق والويلات، ويدّعي السيد سعد الحريري أنه أبو السنّة، فهذا هرطقة وهذيان وجهل بالأصول والثوابت، وإصرار على الإمعان في الخطيئة التي ستجر الكوارث على لبنان وفي مقدمهم المسلمين السنّة.

إننا نطالب السيد الحريري بالاعتذار والتراجع عن تصريحه الخطير، وإبعاد شؤون المسلمين وشجونهم عن صراعه أو وفاقه مع حزب الله وغيره من القوى السياسية في لبنان، فالمسلمون السنّة الأحرار ليسوا بحاجة ألى أب أو أم، وهم بالاصل لا يقبلون بهكذا أبوّة تغّرد خارج ثوابتهم وألحقت الضرر الكبير عليهم وعلى لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى