شؤون عربية

ليبرمان يهدد بقتل المتظاهرين…وحماس تعتبره تصعيدا فارغا

تفاخر وزير الدفاع الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، بقتل متظاهرين فلسطينيين عند السياج المحيط بقطاع غزة، ووجه تهديدا مباشرا إلى حركة حماس بشن عدوان جديد على غزة. ويأتي تهديد ليبرمان غداة إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن حشد قوات بشكل واسع حول قطاع غزة ونصب بطاريات “القبة الحديدية” لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى

.

وكتب ليبرمان في حسابه في “تويتر” اليوم الجمعة، أنه “تجاوزنا شهر أعياد تشري (الأعياد اليهودية) مثلما خططنا بالضبط، من دون اشتعال الوضع ومن خلال جباية ثمن باهظ من مثيري أعمال الشغب عند حدود غزة. ’بعد الأعياد’ حان. وأقول لقادة حماس: ’خذوا ذلك بالحسبان“.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن للإعلان عن حشد قوات كبيرة عدة أسباب، وادعت أن أبرزها هو أن عديد القوات في فرقة غزة العسكرية ليس كافيا من أجل مواجهة مظاهرات متوقعة عند السياج وسيشارك فيها أكثر من 12 الف فلسطيني.

وتجري هذه المظاهرات الاحتجاجية ضد الحصار المفروض على القطاع منذ آذار/مارس الماضي، في إطار فعاليات مسيرة العودة. وبحسب موقع “واللا” الالكتروني، فإن مقاطع فيديو لمظاهرات الأسابيع الماضية أظهرت أن نشطاء فلسطينيين يحاولون اقتلاع السياج وتقطيعه بمنشار كهربائي، وإشعال مواقع قناصة وتوغل إلى جنوب البلاد لرفع أعلام فلسطينية “بصورة أثارت حرجا في صفوف قادة الجيش الإسرائيلي“.

وقرر الجيش الإسرائيلي أن زج المزيد من القوات سيتم بموجب تقييمات للوضع في الأيام المقبلة. “وهدف حشد القوات هو نشرها مقابل عدد كبير من مواقع المظاهرات العنيفة التي تنظمها حماس”، بحسب المصادر في جيش الاحتلال.

كتب المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوءاف ليمور أن التوقعات الإسرائيلية هي أن المشاركة في المظاهرات عند السياج المحيط بالقطاع، اليوم، ستكون مشابهة للأسبوع الماضي. حوالي عشرين ألف متظاهر أصيب منهم 500 واستشهد سبعة بنيران جيش الاحتلال. واعتبر أن هذا أحد الأسباب الماثلة خلف القرار بحشد قوات أكبر حول غزة، وأن سببا آخر، بحسبه، هو ردع حماس.

وأضاف ليمور أنه “ثمة شك في ما إذا كانت حماس معنية بواقع كهذا، لكنها عالقة في الزاوية. فالوضع المدني – الاقتصادي يتدهور بشكل متواصل، ولا حل بأيدي القيادة. المحادثات في القاهرة عالقة بسبب أبو مازن، وكافة الجهود للالتفاف على ذلك فشلت حتى الآن… وترفع حماس مستوى ألسنة اللهب مقابل إسرائيل، على أمل أن ينتج حل من الفوضى. وفي غزة وإسرائيل يدركون جيدا أن الحديث عن لعب بالنار: كلا الجانبين لا يريدان المواجهة، التي نتيجتها ستكون بأفض الأحوال إعادة الجانبين إلى نقطة البداية، باستثناء الدمار والقتلى، ولكن الأمور قد تخرج بسهولة عن السيطرة وتتدهور بسرعة“.

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، هو الآخر أن “الانقسام بين المعسكرين الفلسطينيين، حماس والسلطة الفلسطينية، عاد ليقرب المواجهة مع الجيش الإسرائيلي في غزة. وإسرائيل، التي طوال ثلاث سنوات ونصف السنة من الهدوء النسبي منذ عملية الجرف الصامد لم تقدم مساعدة في إعمار غزة، وتدفع الآن الثمن الناجم عن صدرام ضلوعها فيه جانبي نسبيا“.

ووفقا لهرئيل، فإن “زيادة عديد قوات الجيش الإسرائيلي في الجبهة الجنوبية يعبر عن عمق القلق من التدهور”، وأن هناك خلايا تابعة لحماس تتسلل إلى إسرائيل ليلا وتعود غالبيتها إلى القطاع سالمة، وأن “الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في إيجاد رد فعال لذلك“.

لكن هرئيل حذر من أن “القنبلة الموقوتة الحقيقية هي أزمة البنية التحتية في القطاع. وإذا نجحت السلطة الفلسطينية بإزالة الضمادة الرفيعة للغاية التي وضعهتها قطر (بتزويد الوقود للقطاع) والأمم المتحدة، فإن الوضع سيستمر بالتدهور. وإسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بالاستيقاظ يوما وتكتشف أنه نما تحت أنفها يمن آخر على شاطئ البحر المتوسط – أي منطقة كارثة إنسانية، فقد المجتمع الدولي اهتمامه باحتمال ترميمها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى