الصحافة الإسرائيلية

من الصحافة الاسرائيلية

اعتبرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم ان خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استعراضي كما العادة، حيث ادعى أن إيران تواصل أنشطتها النووية بالرغم من الاتفاق النووي، مشيرا إلى امتلاك إيران لمخزن ذري في طهران .

وركز نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الملف الإيراني، متجاهلا الملف الفلسطيني والمفاوضات والإجراءات الأميركية الأخيرة، زاعمًا أن “إيران لديها مخزن ذري سري في طهران، وهو أمر أكشفه للمرة الأولى“.

وفي أعقاب الخطاب الذي لم يخل من تهديدات وخرائط ومواد توضيحية، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو وصورا لما زعم أنها مواقع بناء صواريخ لحزب الله في لبنان، وجرى توزيع الصور بعد دقائق من قول نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن إسرائيل لديها أدلة على أن إيران تساعد حزب الله على جعل صواريخه دقيقة التوجيه، وزعم “في لبنان، توجه إيران حزب الله لبناء مواقع سرية لتحويل القذائف والصواريخ غير الدقيقة إلى صواريخ دقيقة التوجيه، صواريخ يمكن توجيهها لأهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة تتجاوز العشرة أمتار (المسافة عن الهدف)”.

في تقريره للعام 2019 تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه رغم أن حزب الله يرفع من مستوى التهديدات على إسرائيل، إلا أن ما يقلق الجيش هو الوضع المتفجر في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.

في نهاية العام 2017، وضعت شعبة الاستخبارات في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي توقعات “متشائمة” على طاولة الحكومة والمجلس الوزاري المصغر، حيث أن تصاعد الاحتكاكات العسكرية مع إيران في سورية، إلى جانب أزمة البنى التحتية الخطيرة في قطاع غزة، رفعت مخاطر اندلاع حرب “غير مخطط لها”، كنتيجة لـ”حسابات خاطئة” أو “حادثة موضعية”، خلال السنة القريبة.

وبلغت التوترات أوجها في نهاية أيار/مايو الماضي، في أعقاب التهديدات الإيرانية بالرد على إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وتنظيم مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.

وبحسب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن الأوضاع قد هدأت، إلى حد ما، خلال أشهر الصيف، بسبب تجند كل من الأمم المتحدة ومصر وقطر لجهود التسوية في قطاع غزة، التي أثمرت عن “وقف جزئي لإطلاق النار“.

ويضيف أنه مع اقتراب تشرين الأول/ أكتوبر، فإن التحذيرات تجددت، وبات لبنان مصدرا جديدا لـ”القلق”، بسبب مسارعة حزب الله جهوده في بناء قوته العسكرية. ويشير في هذا السياق إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد ادعى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن حزب الله نصب صواريخ دقيقة في محيط مطار بيروت.

وبحسب المعلومات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، في أعقاب خطاب نتنياهو فإن حزب الله قد اتخذ، مؤخرا، قرارا بنقل مواقع إنتاج الصواريخ إلى داخل الحيز المدني في قلب العاصمة اللبنانية.

كما يشير، المحلل العسكري، في هذا السياق، إلى تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مؤخرا، لإسرائيل بضربة قاسية، بينما يتصاعد التوتر على الأرض بسبب الجدار الذي يبنيه الجيش الإسرائيلي في عدة مناطق على طول الحدود مع لبنان.

ورغم ذلك، يضيف، أن الوضع المتفجر في الدرجة الأولى يبقى في الساحة الفلسطينية، في قطاع غزة وإلى حد ما في الضفة الغربية.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، قد حذر في جلسة المجلس الوزاري المصغر، قبل أسبوعين، من مخاطر التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، بسب كون جهود المصالحة بين المعسكرات الفلسطينية عالقة، وإحباط الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من العقوبات الأميركية، والجمود في ما يسمى “عملية السلام”، رغم الاهتمام الذي يبديه مجددا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بـ”طريقته الضبابية”، بحل الدولتين.

في ظل هذه الأوضاع، فإن ملخص الجيش الإسرائيلي لمطلع العام 2019، يشير إلى أن التوازن الاستراتيجي لإسرائيل قد تحسن، بسبب قوتها العسكرية والتحالفات الاستراتيجية التي نسجتها مع الولايات المتحدة، وبدرجة أقل مع الدول العربية “المعتدلة“.

ورغم ذلك، يشير الملخص إلى أن الهوامش الأمنية لإسرائيل ضيقة مقارنة بما كانت عليه في السابق، وأن المنطقة الآن في وضع متفجر بدرجة عالية.

وبحسب هرئيل فإنه في العام الحالي 2018 ورغم التوترات الأمنية فإن “إحساس المواطن الإسرائيلي بالأمن كان جيدا نسبيا، وتواصل نمو الاقتصاد بيد أن الحفاظ على المنجزات في السنة القادمة يبدو أصعب في ظل الظروف الإقليمية“.

واعتبر أن ما يخفف من ضائقة الكهرباء في قطاع غزة، هو التوصل إلى اتفاق أولي في مؤتمر الدول المانحة للفلسطينيين، يوم أمس، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فبعد شهور من المداولات نجح مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف في تحقيق تقدم بعد أن بادرت قطر إلى تمويل تزويد الوقود لمحطة توليد الطاقة الكهربائية في قطاع غزة.

ومن شأن ذلك أن يرفع تزويد قطاع غزة بالكهرباء، من 4 ساعات يوميا إلى 8 ساعات، بيد أن تراكم التقارير حول وضع البنى التحتية المدنية يشير إلى خطورة الوضع، وإلى الحاجة الملحة لمساعدات اقتصادية أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى