شؤون لبنانية

الوفاء للمقاومة: تشكيل الحكومة المدخل الضروري لتدارك المخاطر

عقدت كتلة “الوفاء للمقاومة” إجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها .

وأصدر المجتمعون البيان الآتي: “يليق للرابع عشر من آب أن يكون عيدا وطنيا للانتصار على العدو الصهيوني، يضاف الى عيد التحرير والمقاومة وعيد الجيش اللبناني وغيرها من الاعياد الوطنية التي تشكل في ذاكرة اللبنانيين محطة انعاش لروح الاقدام والشجاعة والتضحية ومحفزا لليقظة والوعي لأهمية السيادة والكرامة والاستقلال الوطني.

الرابع عشر من آب عام 2006 هو يوم لاقى فيه الصهاينة هزيمتهم العسكرية وفشلهم في تحقيق الاهداف السياسية المتدحرجة لعدوانهم الغاشم على لبنان.

وهو يوم تكرست فيه معادلة الانتصار للوطن وفاضت فيه مشاعر العز والفخار وترسخت لدى اللبنانيين فيه ان الارادة المؤمنة المدافعة عن الحق اقوى بكثير من عدوانية الباطل وغطرسة المجرمين.

وهو يوم عبر فيه شعبنا المقاوم عن عظيم حبه لبلده حين نفض سريعا غبار الدمار وتعب النزوح ويمم وجهه جنوبا غير مكترث بخطر ألغامٍ أو قنابل عنقودية، قاصدا اعادة بناء ما هدمته الحرب واستئناف حياته الانسانية بأمن وثقة وكرامة.

وهو يوم غير الكثير من معادلات الصراع في المنطقة وسقط معه وبعده الكثير من الاوهام والرهانات وتراجع الدور الوظيفي المباشر للعدو الصهيوني ليتلطى خلف التكفيريين الارهابيين معروفي المنشأ والرعاية والتمويل، فتساقطت أقنعة وجوه كالحة لطالما أوقعت المنطقة وشعوبها في فخاخ وشباك النكسات والتخلف وحالت بتواطئها مع الاعداء دون تقدم الأمة وتطوير اوضاعها وقدرتها وتفعيل دورها.

الرابع عشر من آب هو يوم استعادة اللبنانيين والشرفاء في العالم ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على مواجهة اعداء الوطن والانسانية، ويوم الترجمة النموذجية الصارخة لمقولة سيد المقاومة “ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات“.

ورغم كل المنغصات في الشأن اللبناني الداخلي، على مختلف المستويات السياسية والادارية والاقتصادية والانمائية وغيرها، فإن اللبنانيين بغالبيتهم العظمى ومعهم صناع انتصارهم الوطني ومعادلته الاستراتيجية، سيواصلون سيرهم بالاتجاه الايجابي البناء الذي يحفظ سيادة وطنهم, وسلمهم الأهلي ويبني دولة القانون والمؤسسات، ويكافح الفساد“.

أضاف البيان: “لقد بحثت الكتلة اليوم في اطار هذا الاتجاه جملة من القضايا التي تشغل بال المواطنين، وخلصت بعد النقاش الى ما يأتي:

1- لقد استطالت المهلة المفترضة لتشكيل الحكومة الجديدة الى الحد الذي بات يهدد بمفاقمة الاحتقان والانزلاق نحو التوتر والاحتكام خارج المؤسسات، وهو ما نحذر من مخاطره وتداعياته البالغة السلبية.

ان الكتلة ترى في تشكيل الحكومة وانجاز صيغتها المدخل الضروري لتدارك تلك المخاطر والتداعيات وللشروع في اقرار المعالجات الفورية والممنهجة للقضايا الحياتية الضاغطة على المواطنين كقضية الكهرباء والمياه والنفايات والاهتراء الاداري في البلاد والقضايا الاستراتيجية المتصلة بتحديث القوانين وتطبيقها ومعالجة الدين العام والركود الاقتصادي والبطالة وخفض العجز واطلاق عمل المؤسسات.

2- ترى الكتلة ان المقاربة الانمائية لقطاع الكهرباء تحتاج الى تعاون جدي ومسؤول بين مختلف المسؤولين والأفرقاء، نظرا الى حاجة المواطنين الماسة الى هذا المرفق الحيوي الذي تفترض معالجته برمجة دقيقة وعملية ومتوازنة وسريعة بحيث لا يشعر ابناء بعض المناطق بالغبن نتيجة الاستنسابية من جهة، أو العشوائية والتخبط من جهة أخرى.

3- ان المقاربة السلبية الراهنة للعلاقات اللبنانية الرسمية مع الحكومة السورية تتسبب بكثير من المشاكل والاعباء التي باتت تضغط بشكل كبير على اللبنانيين ومصالحهم، فضلا عن امنهم الاجتماعي والاقتصادي.

إن الكتلة تنبه الى مخاطر جسيمة بدأت مؤشراتها الحادة تطفو على السطح، سواء لجهة قضية النازحين السوريين او لجهة تصدير الناتج الزراعي الى سوريا او عبرها الى البلدان العربية، او لجهة مساهمة اللبنانيين في اعادة اعمار سوريا. لقد بات واضحا تماما ان الاتصال السياسي بين حكومتي البلدين هو الممر الالزامي الوحيد لمعالجة هذه الامور وغيرها. وأي رهان آخر سيكون مضيعة للوقت وهدرا للفرص تتحمل مسؤوليتها الحكومة اللبنانية.

4- تدين الكتلة وتشجب سياسة فرض الادارة الاميركية عقوبات ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وترى فيها تجاوزا فاضحا للقانون الدولي وللمؤسسات الدولية، واستخفافا مهينا لهما معا.

وإذ تعرب الكتلة عن ثقتها بقيادة ايران وبقدرة حكومتها وشعبها ومؤسساتها على مواجهة وتجاوز مفاعيل سياسة الادارة الاميركية العدوانية، تؤكد ان ايران ومعها الشعوب والدول الحرة والناهضة في مختلف انحاء العالم ستضاعف من عزمها ونضالها ضد النموذج الاستبدادي الدكتاتوري الذي تجسده الادارة الاميركية في عصرنا الراهن.

5- تدين الكتلة محاولة الاغتيال الآثمة التي استهدفت رئيس الدولة في فنزويلا، وترى فيها بصمات العدوانية الاميركية الضالعه في التخطيط والدعم للمحاولات الانقلابية في فنزويلا والتدخل السافر في شؤونها الداخلية“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى