شؤون لبنانية

السيد صفي الدين رعى توقيع كتاب حزب الله فلسفة القوة لناصر قنديل: صفقة القرن ستسقط بميزان القوة والاهم اعادة الثقة بالدولة

وقع النائب السابق ناصر قنديل ، كتابه الصادر حديثا بعنوان “حزب الله – فلسفة القوة”، برعاية رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين .

حضر حفل التوقيع مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، باتريك كيفوراكيان ممثلا الرئيس اميل لحود، حسان شنينية ممثلا سفير دولة فلسطين أشرف دبور، النواب: أنور جمعة، أمين شري، ايهاب حمادة وعدنان طرابلسي، المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت الدكتور محمد شريعتمدار، أمين سر نقاية المحررين جوزف قصيفي، كما حضرت شخصيات سياسية ووزارء سابقون ومسؤولو أحزاب واعلاميون ومهتمون.

فكلمة تقديم من الزميلة سكارليت حداد أشارت فيها الى ما “يطرحه الكتاب حول إشكالية السؤال عن سبب قوة حزب الله”، متوقفة عند المراحل التي مر بها حزب الله منذ نشوئه العام 1982″، مشددة على ان حزب الله “ما يزال قويا رغم كل تلك الظروف، مما جعله يتخطى كل الأفخاخ“.

ثم ألقى قنديل كلمة فقال:”ان هذا الكتاب كان وعدا للشهيد الصديق عماد مغنية”، مشيرا الى “قدرة حزب الله على تحرير الأرض دونما تفاوض أو شرط أو قيد“.

ولفت الى “نقاش واسع أجراه مع السيد هاشم صفي الدين الى ان تبلورت الصورة التي أوردتها في هذا الكتاب. انه كتاب دليل عمل لكل حركة تحرر“.

وركز على السؤال حول “قدرة الحزب في انجاز ما عجزت عنه جيوش عربية واستطاع إسقاط اسرائيل الكبرى، وتحرير الأرض من احتلال اسرائيل لها، وكسر لها قدمها في عام التحرير العام 2000 ثم كسر قدمها الثانية العام 2006“.

أضاف: “ان الكتاب يميط اللثام عن معادلة حزب الله القائمة على مبدأ الدم والسيف”، مشيرا الى ان “لحزب الله مقاربة أخرى في مفهومه للسلطة المغايرة لسواه، وتتجلى بالزهد لكنه كان الحكم في العمل السياسي. لقد أدار حزب الله استراتيجيا العلاقة مع حلفائه، وتكتيكيا مع خصومه“.

ولفت الى “أهمية تحالف حزب الله مع قوى عابرة للطوائف، مع إصرار الحزب على عدم فتح فروع له، وإنما عمد الى إقامة تحالفات مع أحزاب مؤيدة”. وقال: “لقد خرج حزب الله من العلبة، وترك المقاومة تتنفس في الهواء الطلق، واكتفى بيقين الهدف النهائي ووضوح الخطوة الأولى“.

ورأى ان احدى وصفات النصر الحاسمة هي في تشابه ممارسات القيادة وقاعدة الحزب وهذا ما حققه حزب الله”، مشيرا الى “مبدأ أساسي تجلى في قوة حزب الله وتتعلق باخلاقية ممارساته، وصدقية قيادته مما جعل العدو الاسرائيلي يعترف بمصداقية ما يقول أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله“.

ثم تحدث صفي الدين فقال:”ان الكتاب عالج أحد أهم عناصر القوة لدى حزب الله، في النشوء وفي التجربة وفي المقاومة“.

اضاف: “القوة ليست مفهوما مقتصرا على الغلبة أو على قهر الآخر، فالقوة في حزب الله مرتكزا واسلوبا يمتد الى كل تجليات الفعل والممارسة. لقد نشأ حزب الله في ظل تراجعات وانكسارات شخصيات عربية واسلامية، وفي ظل يأس عاشته المجتمعات العربية، وكلها يهدف لنسيان فلسطين”. وأشار الى أن “بعض الحكام العرب كانوا يخفون ما يجاهرون به اليوم في استسلام وثقافة الهوان والذل. وقد حدد حزب الله هدفه منذ البداية وهو هدف استراتيجي ولن يتبدل، وهو مقاومة الاحتلال ودحره، وللوصول الى الهدف لا بد من ترميم الذات، وهذا هو سر قوة المقاومة“.

وتابع: “ان القدرة او القوة تعطي مفاهيمها الايجابية فيما تقترن مع الحق. وقد حافظنا في حزب الله عليه، فأنجزنا التحرير عام 2000، وكان تحريرا لكل اللبنانيين والامة الاسلامية وعلى رأسها فلسطين والقدس. وتلا ذلك انجاز التحرير الثاني عام 2006، ولولا قوتنا لما واجهنا كل محاولات السحق للمقاومة ولانتصاراتها. ولما امكننا حماية لبنان من الوحوش الكاسرة التي تطلعت الى منطقتنا بتمويل اميركي وعربي للاسف“.

وقال: ” ما كنا لنحمي سوريا دولة موحدة لولا القوة التي نختزنها، ولما عاد العراق الى شعبه. ولو لم نكن اقوياء، لطمست القضية الفلسطينية، فالقوة هي التي ابقت القضية حاضرة“.

واكد ان “صفقة القرن ستسقط بميزان القوة وليس بشيء آخر”، واعلن انه “لولا هذه القوة لما كنا نحن في وطننا ونجري انتخابات، ونبحث عن النفط والغاز، ولكان لبنان ضعيفا مشتتا، ولكان هؤلاء الاوباش الذين يتحكمون بمنطقتنا فتكوا بلبنان“.

وقال: “ان استجراتيجية القوة التي يصر عليها حزب الله ليست ملكا حصريا للحزب، وإنما هي قوة للوطن، وهذا الامر ليس ثقافة تحسب بالميزان، انما هو دين نؤمن به ونعكل فيه لدنيانا واخرتنا“.

واضاف: “ذهبنا الى سوريا للدفاع عن لبنان وكيلا تأتينا الحروب الينا”، كاشفا ان “احد عناصر قوة حزب الله انه منذ اليوم الاول لم يحصل مقابل قوته وانتصاراته اي ثمن او بدل او سلطة”. وشدد “ان هذه قناعة قمنا بها فلم نتقاتل على السلطة“.

واوضح ان “استراتيجية القوة بمعناها الواضح هي التي ستبني دولة حقيقية في لبنان لا فساد فيه ويتحكم فيه القانون. فالقوة الحقيقية هي في وطن مشترك نتعايش دينين فيه على اهداف اهداف واحدة وقامها قوة الادارة والعزم ولا شيء اخر“.

وطالب “بأن نكون جميعا اقوياء في هذا البلد بقناعتنا وارادتنا”، غامزا من قناة “الذين يعيشون على حساب ضعف لبنان وعدم وجود حلول لمشاكله الاجتماعية”. واستنكر “خطاب العنف والتسييس التي يعتمده البعض من اجل زعامته“.

وتابع: “الفساد يضعف ويتلاشى عندما تتوافر ارادة قوية، وعندنا يكون القانون والقضاء والقرارات قوية“.

ورأى “ان لبنان اليوم بات في أمس الحاجة الى ادارة سياسية واقتصادية خاصة، والى قرارات حاسمة وشجاعة، والى ادارة ذكية تحسن التقاط المؤشرات الخارجية والاقليمية”، محذرا من ان “عدم التقاط ذلك وعدم ايجاد ادارة سياسية واقتصادية فاعلة”، يؤديان إلى السقوط الحتمي.

وشدد على ان “اهم ما يجب العمل عليه اليوم هو اعادة الثقة”، مشيرا الى “التباعاد بين اللبنانيين وقياداتها”، ومنبها من “تدمير ما بقي من ثقة بالدولة“.

وختم: “هذا الكتاب دعوة صريحة إلى بناء الشخصية الوطنية وبناء الذات عندها تكون الذات قوية“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى