شؤون لبنانية

محفوظ استنكر الإرهاب الصهيوني ضد قناة القدس

          شارك رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ في اللقاء التضامني وألقى الكلمة التالية : الحظر الإسرائيلي على ’’قناة القدس‘‘ واعتقال طاقمها من مدينة أم الفحم شمال فلسطين المحتلة واجهته القناة بمواصلة نقل الصورة من الميدان الفلسطيني والإصرار على فضح الممارسات الإسرائيلية. الحظر جاء استنادا إلى قانون ’’مكافحة الإرهاب‘‘ الإسرائيلي.

          نقل المعلومة والحقيقة هو حق المواطن في الإعلام والإستعلام وفقا للشرعات الدولية والقوانين الإعلامية هو ’’إرهاب‘‘ في الحسابات الإسرائيلية.

الكيان الصهيوني الذي يمارس الإرهاب بحق الأطفال والنساء والشيوخ ويزجهم في السجون مخالفا كل الأعراف والقوانين يجد غطاء قي ’’صفقة القرن‘‘ وفي صمت غالبية الأنظمة العربية وفي سعي بعضها إلى التطبيع معه وفي تحويل ايران إلى عدو بديلا من الكيان الصهيوني.

من بديهيات الأمور هو التضامن مع ’’قناة القدس‘‘ إعلاميا وإدانة السلوك الإسرائيلي والتركيز من الإعلام المرئي العربي والإسلامي على نضالات الشعب الفلسطيني اليومية. على مطلقي الطائرات الورقية النارية باتجاه المستوطنات والمزروعات التي لا يجد المحتل طريقة للتعامل معها. على مسيرات العودة. على معاناة الأسرى في السجون. على الثبات في وجه الجنود الإسرائيليين وقمعهم والذي كانت عهد التميمي أيقونة فلسطين نموذجا له في التعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه وعن حق العودة. على زيف كل المشاريع التي تُعد لتصفية القضية الفلسطينية والمتمثلة بقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس وبقانون ’’القومية اليهودية‘‘ قانون التمييز العنصري.

الحدث الفلسطيني المرتبط بمقاومة الإحتلال لا تفيد معه قوانين الحظر الإسرائيلية. فهذا الحدث الممزوج بدماء الأطفال في مسيرات غزة وفي رفع الحصار عن القدس وفي هدم البيوت وجرف المزروعات وفي الغزوات المتكررة من المستوطنين للأقصى، هذا الحدث يستحضر الإعلام. وهذا ما يخشاه الكيان الصهيوني فيحاول مصادرة الحقيقة كما هو الحال في قانون الحظر لـ’’قناة القدس‘‘. وهي محاولة لا تنجح ولن تنجح. فكما تجري مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، هناك المقاومة الإعلامية للإحتلال. ولعله في تجربة تلاقي المقاومتين اللبنانية والفلسطينية ما يؤكد على أن الطريق الى تحرير الأرض هو وحدة البندقية وصوابية الرؤية وقيام التضامن العربي والإسلامي . وواقع الأمر أن الإعلام المقاوم أثبت أنه من الفعالية بما يوازي فعالية العمل المقاوم المسلح إذ أنه يظهّـره ويُعرِّف به ويثبت هشاشة النظرية الإسرائيلية القائلة بأن الجيش الإسرائيلي لا يهزم .

يمكن للإعلام الفلسطيني أن يسهم في التلاقي بين السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وغزة. وقد آن الأوان لمثل هذا التلاقي. كما يمكنه أن يبني على التلاقي مع سكان فلسطين المحتلة الذين يتجاوبون مع أهلهم في الضفة والقطاع ويرفضون القوانين الإسرائيلية ويدعون لحق العودة… ولكن قضية فلسطين ليست مهمة الإعلام الفلسطيني وحده. ينبغي أن تتحول كل المؤسسات المرئية والمسموعة والإلكترونية العربية والإسلامية إلى إعطاء الأولوية للخبر الفلسطيني وإلى نقله إلى الخارج وتزويد الوكالات الغربية به. كما وأن الإعلام العربي والإسلامي له مهمة التقريب بين العالمين العربي والإسلامي والتقريب بين الرياض وطهران والتركيز على أن تهويد القدس، لا سمح الله، يهدد العالمين العربي والإسلامي كما يهدد طهران والرياض.

آن الأوان لحركة وعي عربية وإسلامية وإعلامية مدخلها فلسطين. وبهذا المعنى قد يكون الحظر على ’’قناة القدس‘‘ هو المؤشر على أن للكلمة فعل الرصاص في التحرير.

تحية لـ’’قناة القدس‘‘ والإعلام الفلسطيني والإعلام العربي والإسلامي والدولي المتضامن مع القضية الفلسطينية. تحية لمسيرات العودة في غزة. وتحية للمناضلة عهد التميمي.

                                     

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى