روسيا شريك سورية في الانتصار ومن حقها جني بعض ثماره: حميدي العبدالله

تمخضت القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب عن اتفاق حول مسألتَين هامّتَين تتعلقان بالشأن السوري. المسألة الأولى تطبيق اتفاق فضّ الاشتباك الموقع عام 1974 في خط وقف إطلاق النار في الجولان. والمسألة الثانية تشكيل لجان مشتركة روسية أميركية أردنية، وأخرى روسية لبنانية من أجل العمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم .

مما لا شك فيه أنه في كلا المسألتين ثمّة مكاسب سياسية تحققها روسيا.

مثلاً بالنسبة لتطبيق اتفاقية «فضّ الاشتباك» مع العدو الصهيوني، كان واضحاً أنه مطلب تل أبيب، ولكن هذا المطلب في ضوء عجز العدو الصهيوني عن فرضه بالقوة لأنّ دون ذلك حرباً كبرى مع سورية وحلفائها وتحديداً إيران والمقاومة اللبنانية، حرب كلفتها باهظة على الطرفين، وتل أبيب غير مستعدّة لها في ضوء تفاهماتها مع قطاع غزة، ولأنّ الولايات المتحدة فقدت تأثيرها في سورية بسبب وقوفها إلى جانب الإرهابيين في الحرب على سورية، فإنّ روسيا وحدها القادرة على لعب دور في تلبية المطلب «الإسرائيلي» في العودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك، وبالتالي هذا يمنح روسيا ميزةً سياسية إزاء تل أبيب، وسورية غير المستعدّة الآن لفتح معركة تحرير الجولان، بسبب ما عانته من حرب طيلة ثماني سنوات، وبسبب وجود قوات احتلال أميركية وتركية في أجزاء واسعة من أراضيها، لها مصلحة في العودة إلى اتفاق عام 1974، وبالتالي ثمّة مصلحة سياسية روسية وسورية مشتركة في العودة إلى الاتفاق الذي هو ثمرة لتحرير منطقة الجنوب، وطالما أنّ روسيا كانت شريك سورية في التضحيات التي أدّت إلى تحرير هذه المنطقة وغيرها فمن حق موسكو أن تستثمر هذه الانتصارات وتعزّز مكانتها السياسية.

أيضاً من المعروف أنّ اقتراح روسيا إعادة اللاجئين السوريين من الأردن ولبنان وعبر عمل مشترك مع حكومات هذين البلدين والولايات المتحدة، فيه مصلحة سورية واضحة، لأنّ سورية بحاجة لاستعادة أبنائها الذين أرغمتهم الحرب على النزوح، ولم يغيّروا ولاءهم كما أبرزت طوابير المشاركة في الانتخابات الرئاسة السورية في لبنان والأردن. وبالتالي طالما أنّ هذا الإجراء برعاية روسية من شأنه أن يعزّز مكانة روسيا لدى الولايات المتحدة وحكومات لبنان والأردن، فمن حق روسيا كشريك للجيش السوري وحلفائه في تحرير الأرض، وهي التي قدّمت تضحياتٍ كبيرة، وسالت دماء ضباطها وجنودها في معارك التحرير، أن تحصل على ثمنٍ سياسيّ عبر تعزيز مكانتها ودورها، سواء مع الولايات المتحدة، أو مع الأردن ولبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى