شؤون لبنانية

وداعا يا رفيق عمران

كان الإعلامي والمناضل القومي والحقوقي الأستاذ عمران الزعبي رفيقا بكل ما للكلمة من معنى جمعتنا به مسيرة الدفاع عن المقاومة والعروبة وسورية ولبنان منذ احتلال العراق وهو كان المتابع الحثيث لفصول المعركة الإعلامية والمتحدث اللبق الذي انتدب نفسه للمساهمة في المعركة الإعلامية من موقعه الحزبي والنضالي والحقوقي.

كان يأنس للمشورة ويتصل دائما لتبادل الرأي ويسأل في اللقاءات ليحرك النقاش والتفاعل بعد ان يبادر بالسؤال عن الأحوال وعن جميع أهل المقاومة في لبنان واحيانا بأسماء الكثيرين ممن يعرفهم أولا يعرفهم شخصيا ولم تفارقه يوما تلك الابتسامة الرقيقة التي تشجع محدثيه على طرق جميع الأبواب فلا محظورات في النقاش مع الرفيق عمران الذي قاد خطوات مهمة من تأهيل الإعلام السوري في معمعان المعارك.

عرفناه ملتزما بخيار المقاومة مدركا لأبعاد الغزوة الاستعمارية لبلادنا بكل فصولها ثابتا على المباديء مؤمنا بسورية وبشعبها وقائدها متفانيا في سبيل الدفاع عن الوطن والأمة ولا سيما فلسطين التي هي نذر دائم لكل عروبي تقدمي وهو كان المتواضع الطيب الذي لا يعرف سلوكيات التعالي البيرقراطي لدرجة ان مكتبه كان دائما بمثابة ديوان مفتوح سواء في وزارة الإعلام او في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون او لاحقا في مقر الجبهة الوطنية التقدمية حيث اختاره الرئيس بشار الأسد نائبا له في قيادة عملها والسعي لتطويرها والارتقاء بأدائها.

كان أبو ليلى محبا لجميع أبناء الخيار القومي المقاوم بلا تمييز او تفضيل تغرورق عيناه بالدمع عند أي حديث او حدث له صلة بمسار الكفاح والصمود والشهداء وعائلاتهم وتضحياتهم وهو القدري الذي تصرف منذ استهداف سورية عام 2005 حتى آخر شهقة من انفاسه على انه مشروع شهيد فداء لسورية وللمقاومة ولجميع الأشقاء وشركاء الخيار القومي التحرري التقدمي ولطالما رد ممازحا على تنبيهات المحبين.

سخر من تهديد الموت الذي استهدفه مرارا بقدريته كمناضل وكمؤمن وكان يستغرق ضاحكا عند مناداتي له بصفته الرسمية ويردد “فكنا من الألقاب …أهلين رفيق بيكفي ” هو النجم الإعلامي الذي هتك الكثير من التضليل والكذب المعادي طيلة ما يقارب ثلاثة عشر عاما من مخطط استهداف سورية ولبنان والمقاومة والعراق وفلسطين ودائما كانت لكل ساحة مساحة في قلب الرفيق عمران ووقته ،مساحات عامرة بمناضلين عرفوه فأحبوه وعشقوا الطيبة والبساطة في شخصية مهذبة وخلوقة ومتفانية وصادقة إلى أبعد الحدود.

لم نكن نتوقع الخبر المفجع بهذه السرعة مع علمنا بمعاناته الصحية التي قاومها بصلابة وإصرار منذ البداية فكابر على الأوجاع ليظل في خندقه الذي اختاره وانتدبه إليه القائد الرئيس بشار الأسد الذي آمن الرفيق عمران بقدراته الاستراتيجية ومواهبه القيادية وكان عنده رمزا بقدسية القضية القومية كلها وبوعي له منطقه وعناصره ومكوناته بعيدا عن الانفعالات العاطفية ولم تخل جلسة بيننا على قلتها في بعض الفترات بسبب كثافة الانشغالات من فصل جديد عن مآثر الرئيس والقائد المتواضع الذي يحترم فريقه ويشاركه المسؤولية.

باسم أسرة الشرق الجديد نتقدم من السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد ومن عائلة الرفيق عمران ومن الوزير الصديق عماد سارة وكادر وزارة الإعلام ومن أسرة الإعلام السوري الشقيق ومن حزب البعث والجبهة الوطنية التقدمية ومن جميع أصدقاء ومحبي المناضل الرفيق عمران الزعبي بأحر التعازي وستبقى ذكراك أبا ليلى حية بيننا ما حيينا فمن كان مثلك مؤمنا بشعبه ووطنه وأمته لايموت.

غالب قنديل – رئيس مركز الشرق الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى