شؤون لبنانية

عون: فخورون بالاعتدال الذي يميّز الشعب اللبناني

أكد الرئيس ​ميشال عون​ أمام زواره أن لبنان الصغير بمساحته يغطي من خلال شعبه العالم بأسره، منوهاً بالعيش المشترك بين المذاهب الاسلامية والمسيحية، وفخره بالاعتدال الذي يميز الشعب اللبناني الذي بإمكانه ان يتعايش مع اي شعب وحضارة .

واستقبل الرئيس عون النائب اللواء جميل السيد بعد عودته من لاهاي حيث ادلى بشهادته امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الناظرة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ورفاقه.

واشار النائب السيد الى انه اطلع رئيس الجمهورية على المسار الذي تتحرك فيه المحكمة الدولية، وانه تطرق معه الى الاوضاع الداخلية لاسيما ما يتعلق منها بالوضع الحكومي والطروحات المتعلقة بترسيم الحدود الجنوبية.

ولفت الى انه شكر رئيس الجمهورية على الاهتمام الذي اولاه للوضع في البقاع عموما وفي بعلبك – الهرمل خصوصاً، و”الذي يتوقع ان يتطور الى مزيد من التحسن في مجال الامن والانماء.” وشدد اللواء السيد على الحرص على استمرار علاقات الجوار الاهلية والودية بين اهالي العاقورة واليمونة برعاية الجيش اللبناني في المناطق الجردية.

كذلك استقبل الرئيس عون النائب هنري شديد الذي اوضح انه شكر رئيس الجمهورية على المواقف التي يتخذها والمبادرات التي يقوم بها والتي تعبّر عن ابوته للجميع. واشار الى ان البحث تناول ايضا مطالب منطقة البقاع الغربي “حيث اظهر فخامة الرئيس اهتماما بها وحرصا على متابعة تنفيذها“.

وعن مرحلة ما بعد “مؤتمر سيدر” في باريس، اشار النائب شديد الى انه تطرق بالتفصيل الى المشاريع التي سوف تنفذ من خلال القروض التي اقرها المؤتمر “لكن وجدنا ان تنفيذ المشاريع الانمائية بصورة عادلة يتطلب اقرارا للامركزية الادارية اضافة الى ضرورة التوجه نحو الاستثمار المنتج وليس الاقتصاد الريعي.”

واستقبل الرئيس عون رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي الذي نقل اليه تحيات بطريرك الطائفة مار روفائيل الاول ساكو بطريرك بابل على الكلدان، بعد قرار البابا فرنسيس بتعيينه كاردينالاً، مشيرا الى ان البابا سوف يترأس القداس الذي يمنحه فيه القبعة الكاردينالية والخاتم في 29 حزيران الجاري.

وتطرق البحث الى وضع الطائفة الكلدانية ومجالسها في لبنان، كما طالب بتمثيل الكلدان في الحكومة الجديدة. واشار المطران قصارجي الى انه لمس حرصا رئاسيًا على انصاف جميع الطوائف في لبنان لاسيما تلك التي يطلق عليها خطأ اسم “الاقليات” لأنها من مكونات المجتمع اللبناني وتلعبُ دورا مهما فيه.

تربوياً، استقبل الرئيس عون، في حضور النائب ادغار طرابلسي، وفد المجلس الاعلى لاتحاد الشرق الاوسط وشمال افريقيا لكنيسة الادفنتست الانجيلية وجامعة الشرق الاوسط برئاسة رئيس مجلس الامناء القس الدكتور ريك ماكإدوارد الذي تحدث في مستهل اللقاء مؤكداً أن “لبنان بلد يؤمّن الحرية الدينية ويشجّع على قبول الآخر”، لافتاً الى “أن كنيسة الادفنتست، كما سواها، تدين لهذا البلد العظيم بالسماح لنا التعبد لله بحرية تامة. وهذه الحرية أمر تقدّره الكنيسة كثيراً وتأخذه على محمل الجد، لأننا نعلم أن قوانين البلد هي التي تتيح لنا هكذا فرصة.”

واطلع ماكإدوارد الرئيس عون على عمل كنيسة الادفنتست السبتيين في لبنان منذ العام 1897، وإدارتها لجامعة الشرق الاوسط، كما اشار الى”ان الكنيسة تدير حول العالم شبكة اعمال خيرية من خلال وكالة الادفنتست للتنمية والاغاثة ADRA وهي تعنى بمساعدة المحتاجين بشكل عام، وتتمحور خدماتها في لبنان على مساعدة اللاجئين الذين استضافهم برحابة صدر وأمّن لهم ملاذاً ريثما يعودون الى وطنهم الام.”

وردّ الرئيس عون مرحّبًا بالوفد، ومؤكدا على القيمة الثقافية التي تقدمها مدارس الكنيسة الانجيلية وجامعتها للشباب اللبناني، وقال:” نشترك معكم بالايمان بالمسيح حتى لو اختلفت الطقوس والعادات بيننا. والالتزام بالايمان هو التزام حر وليس مفروضا على الانسان، ولذلك تعيش في لبنان المذاهب الاسلامية والمسيحية، ونحن فخورون بالاعتدال الموجود لدينا ومحبة القريب، ونشعر ان بامكاننا التعايش مع اي شعب وحضارة“.

وأضاف:” لبنان موجود في كل بلدان العالم، وبرغم مساحة وطننا الصغيرة إلا أن شعبه يغطي العالم بأسره. نحن سعيدون بالمدارس الاجنبية في لبنان لأنها تزيد في ثقافتنا وعلمنا، ونتعرف من خلالها على الشعوب التي نشأت فيها الفروع المسيحية وحضارتها. وأؤكد أمامكم اننا حاضرون لأي مساعدة لكم في لبنان“.

على صعيد آخر، منح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مديرة متحف الجامعة الاميركية الدكتورة ليلى بدر وسام الارز الوطني من رتبة ضابط تقديراً لما قدمته ولاتزال من عطاءات ثقافية وعلمية وتراثية وبالنظر الى الدور الذي لعبته في مجال ابراز وجه لبنان الثقافي والحضاري، لاسيما من خلال ادارتها ثالث اقدم متحف اثري للشرق الادنى لأكثر من 40 عاماً، وعُرفاناً للدور الريادي الذي لعبته من خلال قيامها بعمليات التنقيب في بيروت التي أدت الى اكتشاف اول دليل على أن بيروت مدينة فينيقية.

ثم القى الرئيس عون كلمة هنأ فيها الدكتورة بدر على اعمالها وانجازاتها، وقال:”ان تقديرنا وتكريمنا للدكتورة بدر مرده الى قيامها باعمال وطنية تؤرخ تاريخ لبنان القديم الذي شكل ومنطقة حوض البحر الابيض المتوسط منبع الحضارات.” واعتبر رئيس الجمهورية ان ما قامت به بدر لم يكن خدمة للبنان والمنطقة المجاورة فحسب، بل لحضارتها ككل التي امتدت الى كل بلدان العالم، وشكلت تاليًا الحضارة الانسانية الاولى التي تفرعت منها سائر الحضارات.

وقال الرئيس عون:”قد لا نعلم متى انطلقت الحضارات بالتحديد، الا اننا نعلم ان الحضارة الآرامية، التي تعود اليها جذورنا، هي الاولى بين هذه الحضارات. واننا لفخورين بكوننا ابناء الحضارات التي تراكمت على مدى الاف السنوات، وبما اتاحه لنا ارثنا الحضاري الذي جعلنا منفتحين ومعتدلين في علاقتنا وقادرين على العيش مع كل شعوب العالم. “

وختم:”ان لبنان الصغير بمساحته يعيش ابناؤه في كل اصقاع العالم، ومن هنا اسميته بالوطن الكوني.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى