شؤون لبنانية

عون: أولوية الحفاظ على الدستور والقوانين في صلب دور رئيس الجمهورية

اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، انه “في صلب دور رئيس الجمهورية، تأتي أولوية الحفاظ على الدستور والقوانين، كونها الاساس الحقيقي لممارسة السلطة من خلالها”، وقال: “حيثما لا يتم احترام الدستور والقوانين تعم الفوضى وتندلع الثورات “.

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الرابطة العربية لخريجي كلية الحقوق في جامعة “هارفرد” المحامي كريم قبيسي، مع وفد من خريجي الكلية وعدد من المحامين المشاركين في الندوة التي تنظمها الرابطة في بيروت اليوم وغدا، وبين الاعضاء، رئيس الرابطة العالمية بيتر كراوس ووزير العدل السابق في الاردن صلاح الدين البشير.

والقى قبيسي كلمة، فقال: “تحتفل كلية الحقوق في جامعة هارفرد هذا العام بالمئوية الثانية لتأسيسها، ونحن نقوم في هذه المناسبة بتنظيم لقاءات واجتماعات في مناطق مختلفة في العالم. وقد قررت الهيئة التنفيذية للرابطة العالمية لكلية الحقوق في الجامعة، عقد مؤتمر المنطقة العربية لهذا العام في لبنان، تحت عنوان “سيادة القانون في الدول العربية”، ويشرفنا اليوم ان ندشن فعاليات هذا المؤتمر بلقاء فخامتكم، لما تجسدونه من رمز لاحترام الدستور، وصيانة القانون الذي في ظله فقط تتحقق دولة المؤسسات وتصان الحقوق وتؤمن فرص التقدم والنهوض بالمجتمعات“.

اضاف: “اليوم وبعد انتخابكم في سدة الرئاسة، نجد ان لبنان بدأ يسترد عافيته، بعد ان انتصر اللبنانيون، متحدين خلفكم على الارهاب وقضوا عليه، وبدأ عمل المؤسسات الدستورية بالانتظام، وتم اقرار الموازنة، وبدأ السير قدما بتطوير واستثمار الموارد النفطية والغازية في المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة للبنان، كما تم اقرار قانون جديد للانتخابات على اساس التمثيل النسبي، ما سوف يسمح للبنانيين بتمثيل اكثر عدالة في الانتخابات التي ستجري بعد ثلاثة اسابيع. وبيننا اليوم مرشحان اثنان، هما الزميلان غسان مخيبر واديب طعمه، اللذان نتمنى لهما التوفيق في هذه الانتخابات“.

وختم: “نحن نؤمن بأن تحقيق سيادة القانون قد بدأت مفاعيلها تتضح في ظل قيادتكم، ونحن كرابطة عربية لخريجي احدى ارقى كليات الحقوق في العالم، نضع انفسنا بتصرفكم في ما تحتاجونه من خبرات لتحقيق الغاية التي تنشدون، كما نضع، في هذه اللحظة العربية الصعبة والدقيقة، امكانياتنا المهنية وخبراتنا الحقوقية كافة في خدمة بلداننا العربية، سعيا منا للمساهمة معكم ومع المسؤولين في منطقتنا العربية في تطوير انظمتنا القانونية، بهدف تعزيز سيادة القانون وترسيخ حقوق المواطنين العرب المدنية والاقتصادية والسياسية كاملة وتحقيق مواطنيتهم“.

بدوره، شكر كراوس الرئيس عون “باسم عميد الكلية والجسم التعليمي والاداري فيها على حفاوة الاستقبال وحرارة اللقاء”، كاشفا ان “لهذه الكلية العريقة نحو 39000 خريج منتشرين في مختلف دول العالم”، معربا عن سعادة الوفد “للمشاركة في احتفالات يوبيل المئتين لتأسيس الكلية في العاصمة اللبنانية بيروت في نهاية هذا الاسبوع”، عارضا للبرامج التي اعدت للمناسبة. واشار الى ان “هدف الجمعية، ان تستمر الكلية في تخريج المحامين ورجال الحقوق حول العالم“.

وقدم في ختام كلمته لرئيس الجمهورية “وقد اصبحتم عضو شرف في رابطتنا”، كتابا وقلما يحملان شعار كلية الحقوق، آملا ان “يجسدا معا عنوانها المحفور على الشعار: “البقاء على تواصل“.

ورد الرئيس عون بكلمة، رحب فيها بالحضور، معربا عن سعادته “للقاء وفد من نخبة محامين تخرجوا من احدى ارقى الجامعات في العالم”، وقال: “انتم تسهرون على صون المجتمع وتساهمون في تطويره، من خلال المحافظة على القوانين والدفاع عنها كما على تطوير هذه القوانين للتتلاءم مع التطور العصري“.

اضاف: “إن في صلب رسالتكم، ايصال كل فرد الى حقوقه، ما يساهم في صنع السلام والعمل على تخفيض نسبة الخلافات والصراعات، لذلك واصلوا رسالتكم في العالم، ونحن سعداء لأنكم اجتمعتم في لبنان وهذا فخر للبنانيين جميعا“.

على صعيد آخر، عرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الاجواء التي رافقت انعقاد مؤتمر “سيدر” وانعكاساته على الاسواق المالية اللبنانية، لا سيما لجهة توفير تمويل خارجي للمشاريع، ما يخفف الضغط على الموازنة وتتعزز في الوقت نفسه الثقة بلبنان“.

واوضح سلامة انه اطلع الرئيس عون على “استقرار الاوضاع النقدية”، لافتا الى ان “المصرف المركزي متعاون في ما يمكن ان يطلب منه في سياق متابعة نتائج مؤتمر “سيدر”، لافتا الى أن “المشاريع التي تمت الموافقة عليها خلال المؤتمر، تساعد على تعزيز النمو الاقتصادي والحركة في المصارف اللبنانية“.

واستقبل الرئيس عون، المرشحة اللبنانية لمنصب المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لاقليم الشرق الاوسط الدكتورة رنا الحجة، التي شكرت رئيس الجمهورية على “قرار الدولة اللبنانية بترشيحها لهذا المنصب”، عارضة الخطوط العريضة لبرنامجها في حال انتخابها في المؤتمر الذي سيعقده وزراء الصحة في الدول العربية وايران وافغانستان وباكستان في جنيف في 19 ايار المقبل.

وتمنى الرئيس عون للدكتورة الحجة “النجاح والتوفيق”، منوها بكفاءاتها العلمية والادارية ونجاحها في المهام التي تولت القيام بها منذ سنوات. واكد انه سيعمل على “توفير دعم الدول العربية للمرشحة اللبنانية، استكمالا لما قامت به وزارة الخارجية والمغتربين في هذا المجال“.

بعد اللقاء، شكرت الدكتورة الحجة الرئيس عون على دعمه، وقالت: “احلم بمنطقة اكثر صحة وامانا. وانا واثقة من اننا معا نستطيع تحقيق هذا الحلم. رؤيتي هي لمنطقتنا حيث يمكننا ان نعمل معا ونثق في مهاراتنا ومواردنا. رؤيتي للمنطقة ان يصبح لكل فرد فيها الحق في ان تكون له حياة صحية ومنتجة، حيث يتم بناء انظمة صحية قوية ومهيأة للتعامل مع الازمات، وحيث يفهم الناس ويتبنون الممارسات الصحية. يجب ان نعمل معا من اجل التغطية الصحية الشاملة التي تضمن حصول الناس على الخدمات الصحية الجيدة“.

ولفتت الى أن “أولويات رؤيتي، هي ضمان الحصول العادل للجميع على خدمات الرعاية الصحية والنهوض بالحياة الصحية في المنطقة، من خلال مكافحة الامراض غير المعدية، وتحسين الوصول الى الخدمات الوقائية، والتميز والمرونة في الانظمة الصحية بشكل افضل والاستجابة بسرعة وفعالية اكبر لحالات الطوارىء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى