شؤون دولية

الخارجية الأميركية: تيلرسون شارك بقرار وبموعد نقل السفارة الى القدس

 

 

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وتحديد موعد نقل السفارة، تم بالتشاور الكامل مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون .

وقالت ناورت رداً على سؤال وجهته لها “القدس” بشأن الدور الذي لعبه أو لم يلعبه تيلرسون، فيما يتعلق بنقل السفارة الاميركية وتحديد موقع السفارة وموعد نقلها لمدينة القدس المحتلة “نعم شارك الوزير في كامل هذه العملية؛ كامل هذه العملية” منذ البداية.

ولدى متابعة “القدس” بأن هذا الموقف يتناقض تماما مع ما كان صرح به في بداية شهر شباط 2018 عن أن نقل السفارة “أمر معقد ويحتاج إلى تقييم أمني دقيق يحتاج وقتا طويلاً ، وأن البناء نفسه يحتاج لسنوات طويلة لإكماله” قالت ناورت” هذا صحيح، ولكن… ولكن… نعم، شارك في كامل العملية، وهذا لا يتناقض مع ما قاله قبل ثلاثة أسابيع عندما صرح بأنّ الأمر سيستغرق ثلاث او أربع سنوات وان هذا لن يحدث في أي وقت قريب“.

وأوضحت ناورت “سننقل سفارتنا، قلنا إنه يمكن أن يستغرق ذلك فترة تصل إلى عدد معين من السنوات، وحقيقة فاننا تمكنا من التوصل إلى عملية من نوع مختلف، وهذا هيكل من نوع مختلف في الوقت الراهن، هو مجرد امتداد لما قاله الوزير آنذاك. لقد وقع الوزير على التفاصيل الأمنية. جميعكم تعرفون جيداً أنّ الوزير يعتبر السلامة والأمن قضية رئيسية بالنسبة إلى موظفينا وللمواطنين الأميركيين“.

وفي ردها على سؤال “القدس” عما إذا تم ذلك بأي شكل من الأشكال لمساعدة رئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتنياهو) المحاصر بقضايا الفساد، احتجت ناورت قائلة “يا إلهي، لا.. هذا موضوع تتحدث عنه الحكومة الأميركية منذ فترة طويلة… تحدث الرئيس عن هذا الموضوع خلال حملته الانتخابية الرئاسية“.

ولم تُجب ناورت على متابعة “القدس” بخصوص ان ما يحصل (الآن) بعيد تماماً عن الوقت الذي حدده الرئيس يوم 6 كانون الأول الماضي (حين اعترف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل) وحين كان الحديث يدور عن ثلاث أو أربع سنوات حتى انتهاء العملية، اما الآن فانه سيحصل الآن (بحلول 15 أيار)، واكتفت بالقول أنها أجابت على هذا السؤال شارحة “في البداية، واعتماداً على المكان الذي قررنا وضع المنشأة (السفارة) فيه وكيف قررنا هيكليتها، كان يمكن أن يستغرق الأمر فترة تصل إلى تلك الفترة من الزمن. لقد استقرر بنا الامر على فترة أقل في الوقت الحالي ، وهذا أيضاً… يتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل“.

وحول دراسة محامي وزارة الخارجية قانونية قيام ملك القمار شيلدون أديلسون، وهو مواطن عادي، بدفع تكاليف بناء السفارة الاميركية الجديدة في القدس المحتلة قالت ناورت “لا يسعني إلا أن أقول إنه من السابق لأوانه مناقشة ترتيبات التمويل. لم نتلق أي مناقشات رسمية أو أي مقترحات رسمية من هذا النوع، وعندما يتعلق الأمر بتقديرات التكلفة الإجمالية، سيكون علينا العمل مع الكونغرس” مؤكدة أن لا علم لها بحدوث مثل ذلك في تاريخ الولايات المتحدة.

وحول افتتاح السفارة في حي أرنونا، وما اذا كانت واشنطن تعتبر قطعة الأرض التي ستقام عليها السفارة تقع في القدس الشرقية أو في القدس الغربية؟ قالت ناورت “الموقع الجديد الذي نشير إليه هو موقع أرنونا في القدس الغربية وما يسمى بالأرض الحرام… هذه منطقة كانت منزوعة السلاح سابقاً بين العامين 1949 و1967، وتقع بالفعل بين خطوط الهدنة للعام 1949. إذن تقع جزئياً في القدس الغربية وجزئياً في ما يعتبر الأرض غير المملوكة لأي طرف“.

من جهتها شرحت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الفوضى المحيطة بيوم نقل السفارة وقالت “إن إسرائيل أعلنت استقلالها في الـ 15 من أيار عام 1948، وهو ما يثير غضب الفلسطينيين الذين يعتبرونه يوم النكبة

يشار إلى أن بيان بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي أعلن فيه نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة يقول بأن “الولايات المتحدة تخطط لفتح سفارة أميركية جديدة في القدس في أيار القادم، تزامنا مع الذكرى الـ70 لتأسيس إسرائيل، فهل وزارة الخارجية الأميركية لا تدرك مواعيد العطل الرسمية الإسرائيلية؟ وعن ذلك قال دانيل شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل “لا شك في أنهم لم يدركوا ذلك“.

غير أن الفلسطينيين بحسب الصحيفة يدركون أن ذلك يصادف يوم نكبتهم. وتنسب الصحيفة لحنان عشراوي، وهي مسؤولة فلسطينية بارزة قولها، “لقد اختاروا عمدا يوما مأساويا في التاريخ الفلسطيني، النكبة، باعتباره عملا قسريا لا مبرر له يضيف إهانة إلى هذا اليوم المأسوي” في حين أصدر كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، بيانا يدين فيه “القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والآن تنقل سفارتها عشية مرور 70 عاما على النكبة، واستفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني وجميع العرب والمسلمين والمسيحيين حول العالم“.

من ناحية نفى مصدر مطلع في واشنطن لـ “القدس” أن تكون هناك أي خطة تدعو إلى قيام دولة فلسطينية كما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الأربعاء 28 شباط 2018.

وتدعو الخطة، بحسب تقرير الصحيفة السعودية إلى وضع البلدة القديمة في القدس تحت “حماية دولية“.

وادعت الصحيفة أنها نقلت عن “مصادر دبلوماسية عربية مطلعة” في باريس قولها بأن الولايات المتحدة تخطط لعرض خطتها في إطار مؤتمر دولي قد يتم عقده في إحدى العواصم العربية، القاهرة على الأرجح، بحضور إسرائيلي.

ويأتي تقرير صحيفة الشرق الأوسط في أعقاب اجتماع عُقد في بروكسل في وقت سابق من هذا الأسبوع، ناقش خلاله وزراء خارجية عرب واوروبيون الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني بعد ظهور تقارير تحدثت عن أن الإدارة الأميركية ستعلن قريبا عن خطتها للسلام، التي أشار إليه ترامب بـ”صفقة القرن”.

ونشرت وسائل إعلام عربية روايات مختلفة بشأن الخطة المزعومة، التي رفضها الفلسطينيون حتى قبل الإعلان عنها باعتبارها مؤامرة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، والتي وصفها بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية بـ “صفعة القرن” وقالوا إن الفلسطينيين لن يقبلوا بها.

وبحسب التقرير الذي نشر يوم الأربعاء، فان الخطة الأميركية تطالب الفلسطينيين بالتنازل عن مطالبتهم بحق العودة للاجئين الفلسطينيين ولأحفادهم إلى بيوتهم وقراهم التي هجروا منها بقوة السلاح. وتؤكد على بقاء المستوطنات الكبيرة في مكانها تحت السيطرة الإسرائيلية.

وأضاف التقرير أن الخطة الأميركية تدعو أيضا إلى توسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية الأمنية والإدارية في المنطقتين” أ ” و” ب” في الضفة الغربية.

وتخطط واشنطن لجمع 40 مليار دولار لإقامة دولة فلسطينية ومؤسساتها الحكومية، بحسب ما نقلته الصحيفة التي اكدت استنادا لمصادر بأن هذه الأموال تهدف إلى “شراء” القبول الفلسطيني بالخطة.

من جهته قال المصدر لـ “القدس” بأنه لا يستغرب أن يتسرب شيء ما عن “الدور السعودي الإيجابي” قبيل زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن بعد انتهاء مؤتمر اللوبي الإسرائيلي “إيباك” يوم 6 آذار حيث أن من المتوقع أن يزور ولي العهد السعودي واشنطن يوم 9 آذار المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى