شؤون عربية

نيوزويك: لا ينبغي أن ننخدع بوعود محمد بن سلمان

تطرق مقال بمجلة نيوزويك إلى الخطط الكبيرة التي بجعبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمستقبل المملكة، ومنها تعهده بتفكيك أكثر من نصف قرن من “التشدد الديني” بتقديم رؤية جديدة جريئة لا قبل للشرطة الدينية بها ومنح المرأة المزيد من الحرية وخططه الطموحة من أجل تطورات اقتصادية جديدة .

وقال كاتب المقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شتي إن بوادر هذا الانفتاح تجلت في رفع القيود المفروضة على منع المرأة من القيادة والإطاحة بالعديد من الأمراء في عملية تطهير جرت مؤخرا بناء على طلبه.

ومع ذلك نبه الكاتب إلى أن المقياس الحقيقي لتغير السعودية إلى الأفضل لا يكون بعدد الصفحات المليئة بالثناء، ولكن ما تبدو عليه الحياة بالنسبة للسعوديين العاديين، وأنه عند تقييم جهود ولي العهد من المهم تقييم ما يتحكم به. وبناء على هذه الخلفية يبدو الأمر كعلامة إيجابية على أن ولي العهد يريد أن يُنظر إليه باعتباره قوة دافعة للتغيير.

ورأى شتي أن السلطات السعودية قلصت بشدة الحق في حرية التعبير وتقوم بصفة دورية بمضايقة واعتقال ومحاكمة كل من يتجرأ على تقديم رأي مخالف، وأنه لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقع في فخ الوفاء بالوعود التي قد تتحقق أو لا تتحقق، بينما يتجاهل بأريحية الواقع القائم على الأرض.

وأضاف أنه خلال الأشهر التي انقضت منذ تعيين ولي العهد لم نلمس سببا كافيا للاعتقاد بأن تصريحاته هي أكثر من مجرد ممارسة للعلاقات العامة، والواقع أن الحالة السيئة لسجل حقوق الإنسان في المملكة لم تتحسن كثيرا.

وأشار الكاتب إلى أن البلاد تشهد حاليا موجة اعتقالات مستمرة تستهدف الصحفيين والنقاد وعلماء الدين، وجميع ناشطي المجتمع المدني البارزين والمدافعين عن حقوق الإنسان كلهم تقريبا، بمن فيهم الكثيرون الذين كان لهم صوت مرتفع ضد الفساد، وراء القضبان. واستطرد بأن ولي العهد، تماما مثل أسلافه، يبدو عازما على سحق حركة حقوق الإنسان في المملكة.

وألمح إلى أن السلطات، ربما لتشتيت الانتباه عن الملاحقات الجارية، اختارت إصدار مرسوم ملكي يسمح للنساء بقيادة السيارة في الشهر نفسه الذي جرت فيه هذه الاعتقالات. ولكن بعد هذا الإعلان هؤلاء النسوة تلقين مكالمات هاتفية تحذرهن من الجهر بالتعليق على التطورات أو المخاطرة بمواجهة استجوابات.

كما أن المعلومات شحيحة عن كيفية تنفيذ المرسوم المقرر تطبيقه في يونيو/حزيران القادم، وفي الوقت نفسه لا تزال المرأة تعيش في ظل نظام قانوني يجعل الرجل هو الوصي عليها في اتخاذ القرارات بشأن كل جوانب حياتها تقريبا.

وأردفت المجلة بأن أكبر إشارة تحذيرية على عدم استعداد السعودية لأخذ حقوق الإنسان على محمل الجد هو حصارها لليمن المجاور الذي بات على وشك مجاعة لم يشهد العالم مثلها منذ عقود.

وختم الكاتب بأن السلطات السعودية ليست حريصة على أن يرى العالم الخارجي كيف يشنون هذه الحرب. لكن الصور بدأت تتسرب وتظهر إلى العلن. ومثل هذه الصور، فضلا عن صور الإصلاحيين الحقيقيين في السعودية القابعين خلف القضبان، يجب أن تؤخذ في الاعتبار في المرة القادمة التي نفكر فيها بتأييد عرضي لجهود ولي العهد الجديدة لإحداث الإصلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى