شؤون عربية

مصادر فلسطينية: ابن سلمان طلب من عباس دعم خطة ترامب

قال أربعة مسؤولين فلسطينيين إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعم خطة واشنطن للتسوية .

وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لـ”رويترز”، إن بن سلمان وعباس ناقشا بالتفصيل صفقة كبرى من المقرر أن يكشف عنها ترامب وصهره ومستشاره، جاريد كوشنر، في النصف الأول من العام المقبل 2018.

وقال مسؤول منهم إن بن سلمان طلب من عباس إبداء دعمه لـ”جهود السلام” التي تبذلها الإدارة الأميركية عندما التقيا في الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقال مسؤول فلسطيني آخر إن ولي العهد السعودي قال لعباس “كن صبورا سوف تسمع أخبارا جيدة. ستمضي عملية السلام“.

وفي أعقاب إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأربعاء الماضي، ورغم أن السعودية اعتبرت رسميا هذه الخطة على أنها “غير مبررة ومسؤولة”، إلا أن مسؤولين عربا قالوا إن “الرياض تشارك فيما يبدو ضمن إستراتيجية أميركية أوسع نطاقا لوضع خطة سلام إسرائيلية فلسطينية لا تزال في مراحلها الأولى“.

تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن العلاقات السعودية الأميركية شهدت تحسنا كبيرا في عهد ترامب، كما أقام كوشنر علاقات شخصية قوية مع ولي العهد السعودي.

وقال المسؤولون الفلسطينيون إنهم يخشون من أن يكون الاقتراح الذي نقله ابن سلمان إلى عباس، ويقال إنه من كوشنر، هو سيناريو يغلق الباب أمام الفلسطينيين في جعل القدس المحتلة عاصمتهم، ويمنحهم حكما ذاتيا داخل مناطق متفرقة في الضفة الغربية، ودون حق العودة للاجئين.

وقال مسؤول فلسطيني ثالث إنه وفقا لما نُقل إلى عباس، فإن المقترح يشمل تأسيس “كيان فلسطيني” في غزة وثلاث مناطق إدارية بالضفة الغربية في المنطقة “A” والمنطقة “B”، و10 بالمئة من المنطقة “C”، التي تضم مستوطنات يهودية.

وقال إن المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية ستظل كما هي، ولن يحصل الفلسطينيون على حق العودة، وإن إسرائيل ستظل مسؤولة عن الحدود.

وقال المسؤول إن الفلسطينيين رفضوا ذلك، مشيرا إلى أن الرئيس شرح الموقف وخطورته على القضية الفلسطينية، وإن السعودية تفهمت الأمر.

ونفى مسؤول البيت الأبيض، بحسب “رويترز” أن يكون كوشنر نقل هذه التفاصيل إلى ابن سلمان، وقال: “هي لا تعكس بدقة أي جزء من المحادثة“.

وبحسب المسؤول الفلسطيني نفسه، فإن ترامب قال في اتصاله الهاتفي بعباس إن لديه أخبارا سوف تعجبه، ولكنه رفض إطلاعه على أية تفاصيل.

وكانت قد قالت تقارير إعلامية أن الاستدعاء المفاجئ لعباس إلى الرياض، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، كان بهدف الضغط عليه للقبول بخطة واشنطن التي قال مسؤولون أميركيون إنها ستكون مدعومة بأموال من السعودية ودول خليجية أخرى، وذلك في إطار توجه نحو التطبيع مع إسرائيل تحت عنوان “مواجهة نفوذ إيران بالمنطقة“.

وفي منتصف الشهر الماضي، قالت صحيفة “تايمز” البريطانية إن عباس حين توجه إلى الرياض في نفس الشهر بدعوة سعودية تم إبلاغه بأن يوافق على الشروط الواردة بالخطة الأميركية التي يجري إعدادها أو أن يستقيل، وتحدثت تقارير عن أن عباس رد بالرفض على مقترحات تشمل جعل بلدة أبوديس الواقعة في ضواحي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من القدس المحتلة.

ووفق تايمز، تتضمن الرؤية الأميركية الجديدة لعملية السلام الإقرار بـ حل الدولتين بلا جدول زمني محدد لإقامة الدولة الفلسطينية ودون وعود بتجميد الاستيطان مع إفراج محدود عن الأسرى الفلسطينيين، في حين تبقى قضايا القدس وحق عودة اللاجئين والحدود النهائية للدولة الفلسطينية مؤجلة.

وكان تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الجمعة، قد أشار إلى أن “أكثر ما كان يهم مستشارو الرئيس الأميركي، قبيل الاعتراف بالقدس، هو إبقاء الأسرة المالكة في السعودية في الصورة. وعليه، فقد توجه مستشار وصهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، قبل نحو أسبوعين إلى السعودية، وتحدث لساعات طويلة مع ولي العهد، محمد بن سلمان. وكان الهدف هو منع نشوء وضع تقود فيه السعودية المعارضة العربية للخطوة. ولم يكن ذلك صعبا بوجه خاص، حيث أن السعودية بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الدعم السياسي الأميركي، وخاصة الرئيس الأميركي، والعتاد العسكري الأميركي الذي تبيعه لها واشنطن لتعزيز قوتها في مواجهة إيران“.

وتابع التقرير أن تلاقي المصالح ولعبة القوى بين واشنطن والرياض، أتاحت لترامب الحفاظ على هدوء نسبي في هذه الجبهة. ورغم أن الردود الرسمية في السعودية كانت ضد الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل، إلا أنها لم تتجاوز الحدود.

وأشار التقرير إلى أن واشنطن كانت تأمل أن تتمكن الرياض من تخفيف غضب عباس، وإعطاء الفلسطينيين بارقة أمل، ولذلك فإن ابن سلمان عرض، قبل أسبوعين، على عباس، الخطوط العريضة لخطة السلام الأميركية لحل الصراع، بيد أنه ليس من الواضح ما إذا كان عباس قد اقتنع بجدية نوايا ترامب.

وغني عن البيان الإشارة إلى أن ترامب رفض بشكل صارم أن يتضمن خطابه اعترافا بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطيني أو أن يعرض تفاصيل خطته أو نيته الدفع باتجاه حل الدولتين، حيث أشار التقرير إلى أنه كان يسعى لتوصيل رسالة دعم لإسرائيل “واضحة وقاطعة ومدوية، تصل آذان الجمهور في الولايات المتحدة، والتوضيح لأنصاره أنه قادر على تنفيذ تعهدات انتخابية. ولم تكن لديه النية أبدا في إرضاء الفلسطينيين، أو إظهار التعاطف معهم، أو منحهم أية بارقة أمل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى