شؤون دولية

صحف فرنسية: ترمب مهرج بالبيت الأبيض

يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عازم على تدمير كرامة المكتب الرئاسي من خلال تجسيد أسوأ ما في أميركا، وهو علاوة على ذلك ينفذ سياسة انعزالية ينكمش من خلالها الدور الأميركي شيئا فشيئا على الساحة العالمية .

هذا ما جاء في صحيفتي ليزيكو ولوموند الفرنسيتين، إذ قارنت الأولى بين الأسلوب “الفج” لترمب في تعامله مع محيطه والعالم أجمع، وبين الأسلوب “اللبق” للرئيس الفرنسي الشاب إمانويل ماكرون، في حين اهتمت لوموند بالسياسة الانعزالية لترمب بعد خروج أميركا من منظمات دولية وانتقاد رئيسها لأخرى.

اختار الكاتب دومنيك مويسي عنوان “ترمب مهرج بالبيت الأبيض” لانتقاد أسلوب ترمب الذي “تفوح منه رائحة الانحطاط الثقيلة“.

يقول مويسي “عندما أدخل غرفة فندقي، غير بعيد عن البيت الأبيض، ألاحظ أن التلفزيون الذي يبث الأخبار بشكل مستمر يناوب بين موضوعين: موجة من فضائح الجنس آخذة في التضخم تدفع نجوم التلفزيون والسياسة إلى الاستقالة تباعا، وشغف ترمب بتويتر، مما دفعه إلى إعادة تغريد أشرطة فيديو ذات محتوى عنصري كانت الحركة اليمينية البريطانية المتطرفة “بريطانيا أولا” قد نشرتها“.

ويضيف أن الكثير من الفرنسيين تساءلوا بعد وصول باراك أوباما إلى سدة الحكم بأميركا عن الوقت الذي سيكون عندهم رئيس من الطينة نفسها، أما اليوم فإن الآية قد انقلبت وأصبح الكثير من الأميركيين يسأل “ما الذي فعلناه؟ كيف وصلنا إلى حد انتخاب شخص بهذه السفالة؟ لا يمكن لأي ديمقراطية أخرى أن تنتج مثله؟ إنه الرئيس الذي يتبجح بالترويج لأسوأ رذائل أميركا وطمر أفضل محاسنها كما لو كان طفلا نرجسيا قاسيا“.

ويقارن الكاتب بين ماكرون وترمب، فيقول إن الرئيس/الفيلسوف في باريس يوائم في علاقته بالعالم -حتى الآن على الأقل- بين البراغماتية والمثالية، بينما يبدو ترمب مهرجا وحزينا ومثيرا للشفقة، يتلخص أداؤه في ثلاث كلمات: التهور والتناقض وانعدام الكفاءة.

وأعدت لوموند تقريرا مطولا عن الهيئات الدولية التي هجرتها واشنطن وتلك التي وضعتها نصب عينها وربما غادرتها في أي وقت.

تقول الصحيفة إن ترمب يستخدم شعار “أميركا أولا” للانسحاب من العديد من الاتفاقات الدولية الرئيسية أو توجيه انتقادات لها في مجالات عدة.

وتبدأ لوموند بعلاقات ترمب بالأمم المتحدة فتقول إنه وجه انتقادات عامة لهذه الهيئة وطالب بإصلاحها، منددا بما تعانيه من “بيروقراطية” و”سوء تسيير”، وتثني الصحيفة على انسحاب واشنطن من ميثاق الأمم المتحدة الخاص بالهجرة لأن بعض مواده لا تتلاءم مع سياسة إدارة ترمب حول هذه المسألة، والأهم من ذلك أن ترمب قرر أيضا انسحاب بلاده من اليونسكو بتهمة “عدائها لإسرائيل“.

كما انسحبت واشنطن من اتفاق باريس بشأن الاحتباس الحراري، وهدد ترمب بـ”تمزيق” اتفاق البرنامج النووي الإيراني قبل أن يكتفي بعدم تصديقه وترك القرار في ذلك للكونغرس.

ولم يسلم حلف شمال الأطلسي (ناتو) من حنق ترمب، إذ قال إن “الزمن قد عفى عليه” قبل أن يعود عن ذلك ويطالب الأعضاء في الحزب بزيادة مساهماته في الميزانية العسكرية.

وفي المجال الاقتصادي، انسحب ترمب من اتفاقية الشراكة الإستراتيجية عبر الهادي بمجرد دخوله البيت الأبيض، وقرر مراجعة اتفاقية نفتا للتجارة الحرة بين دول أميركا الشمالية، كما وجه انتقادات للتجارة الحرة عبر الأطلسي، متهما الأوروبيين بالاستفادة منها على حساب الأميركيين.

ووجه ترمب انتقادات لمنظمة التجارة العالمية ولم يستبعد وزير الخزانة الأميركية ستيفن أمنتشين إعادة التفاوض على الاتفاقات التجارية الدولية التي يفترض أن تنفذ في إطار هذه المنظمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى