د. نقولا للشرق الجديد: انتصار حلب مرحلة مفصلية واميركا الخاسر الاكبر

 

رأت الباحثة الاكاديمية الدكتورة ليلى نقولا ان “انهيار المجموعات المسلحة في حلب كان متوقعا خاصة بعدما تبين ان رعاتها الاقليميين والدوليين قد تخلوا عنها”.

وقالت نقولا في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد: “لقد قدم ديمستورا بعض الاقتراحات والامم المتحدة ايضا قدمت اقتراحات لإدارة ذاتية، وقدمت ايضا اعلان بان الفصائل المسلحة في حلب تقبل بالهدنة لكن لم يعر احد هذا الاعلان اي اهتمام مما يدل بشكل صريح على ان الاميركيين قد تنصلوا من هذه المجموعات المسلحة، اما تركيا فقد باتت مصالحها الخاصة تختلف عن مصالح بعض المجموعات المسلحة لذلك كانت تريد ان تسحب بعض هذه المجموعات لتقاتل معها في “درع الفرات” لكي تفرض نفسها في الشمال السوري وفي المنطقة الامنة التي تريد ان تشكلها في الشمال السوري”.

واعتبرت نقولا، “ان الانتصار الذي يحققه الجيش السوري في حلب اليوم سوف يكون مرحلة مفصلية في تاريخ سوريا، فما بعد حلب لن يكون كما قبلها، وهذه الانتصارات الميدانية سوف تفرض نفسها على طاولة الرئيس الاميركي الجديد حينما يأتي الى البيت الابيض ويبحث ملف الحل في سوريا، ففي هذه الفترة الانتقالية سوف يحاول كل طرف ان يحقق توازن قوى لمصلحته لأنها فترة انتقالية بين ادارتين، ادارة الرئيس باراك اوباما الذي يرحل وادارة دونالد ترامب الذي يعلن بانه سوف يعمد الى حل سياسي بالتعاون مع الروس”.

وتابعت نقولا: “خلال هذه الفترة سيحاول كل طرف ان يقلب موازين القوى العسكرية لصالحه ولن يقدم احد اي هدية مجانية لاوباما باعتبار ان الادارة الراحلة لن ينفع تقديم الهدايا لها، والخاسر الاكبر من معركة حلب قد يكون الاميركيون، وبشكل اساسي الادارة الاميركية لعدة اسباب اهمها، ان البنتاغون الذي رفض تفاهم لافروف – كيري لم يستطع ان يحقق اي انتصار ولم يستطع ان يقلب موازين القوى في حلب، لذلك كان من الافضل له لو قبل بالتفاهم لكان حد من الخسائر في منطقة حلب بالتحديد، الامر الثاني ان الاصوات المرتفعة في ادارة اوباما التي كانت تريد ان تكسر الروس والتي تقول بانه يمكن ان نصبر استراتيجيا على داعش المهم الان اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد سوف يتلاشى دورها الان، وسيكون الصوت الاعلى في الادارة الاميركية هو لدعاة الحوار مع موسكو ولدعاة الاولوية لقتال داعش وليس لأسقاط النظام السوري”.

وختمت نقولا بالقول : “اميركا هي الخاسر الاكبر في معركة حلب، تليها بالتحديد السعودية التي لم يعد لها تقريبا اي موطئ قدم، ولم تحقق اي انتصار في سوريا، ولكن للأسف ما زالت تركيا رابح اكبر في الشمال السوري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى