العميد عباس للشرق الجديد: صفحة داعش طويت واميركا تريد استعمال الفلول ضد سوريا والعراق

رأى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني محمد عباس ان “معركة الموصل ستنجح حكما، وسينجح الجيش العراقي والقوى الرديفة في السيطرة على الموصل، بالرغم من كل التهويلات والحديث عن ان المعركة ستطول وستكون حرب استنزاف طويلة، فالواقع ليس كذلك لان هذا الامر سمعناه في الفلوجة سابقا وفي الرمادي لكن الجيش العراقي والقوى الرديفة حسموا المعركة في فترة قصيرة.

وقال العميد عباس في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، “ان اهداف الذين يقولون إن المعركة صعبة وعسيرة هي الايحاء بأن العراق لا يزال بحاجة الى مساعدة خارجية، مما يخولهم العودة من الباب الذي طردوا منه، من خلال عدم الموافقة العراقية على تمديد الاتفاقية الامنية مع الاميركيين عام 2011 ما أدى الى انسحاب الجيش الاميركي من العراق”.

اضاف عباس، ان “القوات العراقية والقوى الرديفة المحتشدة في المنطقة كافية لدحر التنظيم من الموصل، وبعد الانتهاء لا يعني ذلك ان داعش انتهى كليا، بل سيبقى له خلايا ، كما هو الحال في كل دول العالم وفي لبنان ايضا. فالعراق دولة مترامية الاطراف مساحتها 440 الف كيلومتر مربع وهناك العديد من البوادي والمزارع والتجمعات، لذلك لا يمكن القضاء على داعش تماما، ولا على فكر داعش لان هذا الفكر منتشر وموجود في كل البلدان، وعندما اقول ان ” صفحة داعش” ستطوى في العراق ، انا اعني انه لن يعود لداعش ما يشبه الدولة، لأنه استطاع بناء بنية شبيهة ببناء الدولة في الموصل، التي لها رمزية فعندما تسقط الموصل تسقط البنية الدولتية لداعش التي حاول اقامتها في العراق”.

تابع عباس، ” كما ادخل المسلحون الى العراق تم اخراجهم لاستكمال المعركة، لأنه لم يعد باستطاعة من استقدمهم الى العراق ان يدافع عن وجودهم فيه، طبعا هناك قوى اقليمية لا زالت تدعم داعش وتتدخل في الشأن العراقي من خلاله، ولكن انا اتحدث عن الاميركيين تحديدا اعتقد ان دور داعش لم يعد كما كان في العراق لذلك اخرجوا من العراق الى سوريا وبدأت طلائعهم تصل الى دير الزور والرقة منذ حوالي الشهر وليس الامر بجديد، والقوافل خرجت تحت اعين المخابرات الاميركية والاقمار الصناعية الاميركية وتحت اعين طائرات الاستطلاع ليكون لهم دورا هناك ضد الدولة السورية وخصوم اميركا في سوريا وايضا لإبقائهم سيفا مسلطا على العراق، اي ان الذين دخلوا منذ عامين من الرقة ودير الزور عبر المعابر بين سوريا والعراق الى العراق يبقون قرب هذه المعابر، فكما اخرجوا يعاد ادخالهم، وبذلك يبقون سيفا مسلطا وعندها يطالب الاميركيين ببناء مراكز مراقبة ومراكز رصد كي لا يعود داعش الى العراق.

وقال عباس: سيبقى داعش لمرحلة ليست قصيرة في سوريا، لان الاوراق التي تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها في سوريا بمواجهة الدولة السورية المدعومة ايرانيا وروسيا والتي حققت تقدم في المراحل الاخيرة لم يعد هؤلاء يملكونها فليس هناك تنظيمات معتدلة ولا تيارات سياسية يراهنون عليها ، فمجموعاتهم تعيش في فنادق في الخارج ويمون عليها دول اقليمية وليس الاميركيين تحديدا وهؤلاء لا يمنون على الارض لذلك لم يعد من استثمار بيد الاميركيين لابتزاز خصومهم سواء الروس او الدولة السورية سوى المراهنة على داعش لأنه عندما يأتي اوان قطع رأس داعش يريد الاميركيين قبض الثمن في سوريا هذه افق المعركة”.

ورأى عباس، “ان التوجه الاميركي هو الاستمرار في المراهنة على داعش، اما بالنسبة للدور التركي في العراق، فاردوغان من خلال احلامه التي عبر عنها وطموحاته السلطوية بمعنى اعادة احياء الخلافة واستعادة رموز وتعبيرات من العهد العثماني قالها علنا بعبارة : “يظهر ان هناك محاولة اعلان سايكس بيكو جديد ولا يمكن ان نكون خارج المشهد”، اي انه اذا اعيد تقسيم المنطقة فهو له اطماع في سوريا وفي العراق، اطماع في حلب وفي الموصل، ولذلك وضع مسمار جحا في سوريا في شمال حلب ووضع مسمارا آخرا في بعشيقة في العراق بموافقة الاميركيين لأنه اذا كانوا لا يرغبون في ذلك كنا شهدنا عمليات على الاتراك وانا بتقديري هذه العمليات لن تتأخر ليس لان الاميركيين يريدون ذلك ولكن لان هناك اجماعا عراقيا على رفض الوجود التركي الذي يتحدث اليوم بلغة مذهبية طائفية لم تعد تجد لها صدى في العراق، هم لعبوا على هذا الوتر عندما ادخلوا داعش ولكن الشعب العراقي بكل مكوناته كشف مخاطر داعش على البنية العراقية وعلى المجتمع العراقي بكل طوائفه وايضا البرلمان العراقي وافق بالإجماع على خروج القوات التركية التي لم يعد لها أي مسوغ قانوني أو شرعي أو دولي للبقاء في العراق وحاليا وجودها في العراق هو بلطجة وخلافا للقوانين ويوفر لها الاميركيون وحدهم التغطية والا لم يكن باستطاعتهم البقاء يوما واحدا في بعشيقة”.

وختم عباس قائلا: “الدولة العراقية حسمت امرها في موضوع معركة الموصل، والأميركيون حاولوا اعطاء دور للأتراك ولكن العراقيين رفضوا، وخطة العمليات الموجودة في الموصل حاليا لا تتضمن دورا للأتراك وهم يدسون انفهم في الموضوع، واعلنوا امس عن مشاركة طائراتهم مع التحالف الدولي بالغارات والتحالف الدولي اعلن ان هناك تنسيقا مع الحكومة العراقية في موضوع الغارات والاهداف المنتقاة، والاتراك سيحاولون التدخل من خلال من دربوهم من الموصليين في بعشيقة، قوات الاخوين اسامة واثيل النجيفي، والجميع يعرف ان هؤلاء ساهموا في سقوط الموصل وتعاونوا سرا مع داعش وكل القوى الاقليمية التي ادخلت داعش الى المنطقة ولكنهم معزولون ويطمحون لأخذ دورهم في الموصل بعد هزيمة داعش، لكن خطة العمليات وتوافق القوى السياسية في العراق تقضي بان الجيش العراقي والقوى الرسمية العراقية هم من سيدخلون المدينة وليس الميليشيات او اي قوى رديفة سواء كانت تقاتل تحت امرة الدولة العراقية او غيرها” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى