عربيد للشرق الجديد: فرنسا تبحث عن دور لها في الاتفاقات الدولية الجديدة عبر البوابة اللبنانية

رأى الدكتور وليد عربيد في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى منطقة المشرق العربي أي الى لبنان ومصر والاردن تحمل معاني متعددة الاتجاهات.

وتابع عربيد قائلا: “اولا بالمعنى الصداقة بين الدول، حمل الرئيس الفرنسي الى لبنان عنوانا كبيرا هو ان الصداقة الفرنسية اللبنانية هي صداقة متجذرة وعميقة بين الدولتين، وان لبنان يبقى بالنسبة لفرنسا رأس حربة ثقافية ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط بل في منطقة البحر المتوسط ، وايضا يحمل عناوين اخرى هي العلاقة الثقافية والعلاقة الامنية نظرا لوجود وزير الدفاع ووزيرة الثقافة ايضا حيث اكد في خطابه في قصر الصنوبر على ان هذه العلاقة علاقة تاريخية”.

واضاف عربيد: ” هناك نقطة اساسية تطرق اليها الرئيس الفرنسي هي النازحين السوريين المتواجدين على الاراضي اللبناني الذين يثر وجودهم مخاوف لديى البعض على وحدة لبنان وهم يشكلون مليون و600 الف او اكثر بالتعداد، وايضا لانعكاس هذا الملف وتردداته التي حصلت في اوروبا من اعتداءات في باريس وبروكسل لذلك تحمل هذه الزيارة الى لبنان معاني الصداقة ومعاني أخرى ايضا من الناحية الجيوسياسية ان لبنان سيبقى تحت مظلة الصداقة والحماية اذا جازالتعبير”.

وقال عربيد: “ان فرنسا تبحث ايضا عن دور لها في أي حوار او طاولة مستديرة حول مستقبل الشرق الاوسط لا سيما وان اتفاق سايكس ـ بيكو قد اصبح اتفاقا يمثل مئة سنة من القرن الفائت واليوم هناك اتفاقات دولية جديدة واقليمية حول نظام جديد في منطقة الشرق الاوسط وفرنسا تبحث عن هذا الدور عبر البوابة اللبنانية ولكن تحالفها الاستراتيجي يبقى ايضا مع دول اخرى”.

ورأى عربيد: “انه بالنسبة الى لبنان حاول الرئيس الفرنسي باستقباله جميع القيادات السياسية والدينية في قصر الصنوبر وهذا خرق للعلاقات الدبلوماسية بين دولتين مستقلتين واعضاء في الامم المتحدة بانه كان الافضل للرئيس الفرنسي ان ينتظر لانتخاب رئيس للجمهورية لا سيما وانه طالب بالعمل على انتخاب فوري لرئيس جمهورية في لبنان ودعا للتوافق”.

وقال عربيد ان الرئيس الفرنسي حين انهى خطابه امام الجالية الفرنسية في قصر الصنوبر نزل وصافح الجميع كما لو كان يقوم بدعاية انتخابية .

واضاف عربيد قائلا: “ان هذه رسالة الى الداخل الفرنسي، لا سيما وان الانتخابات الجمهورية هي بعد حوالي العام والسؤال الذي يطرح نفسه هل أراد رئيس الجمهورية الفرنسية قبل ان يكون مرشحا يتوافق عليه من قبل فريقه السياسي ان يقود محملة سياسية ما تسمى التمهيدية داخل الحزب واعتقد ان هولاند بدأ معركته التمهيدية من بيروت، وقد حاول هولاند ان يقول للجميع انني ذهبت الى عقر دار الملف الذي يقلق اللبنانيين وهو ملف النازحين السوريين، وثانيا ان فرنسا اكدت وتؤكد على صداقتها التاريخية للبنان وان لبنان يبقى رأس الحربة الثقافية لفرنسا”.

وختم عربيد قائلا: “ان الزيارة بالنسبة الى الداخل الفرنسي تعتبر ناجحة ، ولكن بالنسبة الى لبنان فلم يجتمع الرئيس الفرنسي بفريق أساسي في لبنان أي حزب الله، ففي اوروبا هناك نوع من التناقضات فهي تقول ان هناك جناحين لحزب الله، جناح عسكري وضعته على لائحة الارهاب وجناح سياسي ممثل داخل البرلمان اللبناني كان من الافضل لو استطاع الرئيس هولاند ان يجتمع بممثلين عن هذا الفريق السياسي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى