جابر للشرق الجديد: الانسحاب الروسي ذكي وهو رسالة داخلية وخارجية

jaber

قال العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدارسات، في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، حول القرار الروسي سحب القوات الروسية من سوريا ، والنتائج التي حققتها المبادرة العسكرية الروسية في سوريا، ان هذه المبادرة، كما قال الرئيس بوتين، حققت عدة نقاط، فهي اولا، منعت نهائيا فكرة اقامة منطقة عازلة في سوريا، ثانيا، منعت عبر التوصل إلى الاتفاق الاخير لوقف اطلاق النار اي تدخل خارجي سواء كان تركيا او سعوديا، ثالثا، وضع لوائح الارهاب بالاتفاق مع اميركا، وهي ثلاثة لوائح، اللائحة الاولى تضم داعش والنصرة ولا خلاف عليها (لائحة الارهابيين) ، اللائحة الثانية، فيها مجموعات مسلحة يتجاوز عددها 70 اتفق على انهم ليسوا تنظيمات ارهابية، اما اللائحة الثالثة، فلا يزال الخلاف على تصنيفها قائم ، وهي تضم مجموعات مسلحة مثل جيش الاسلام واحرار الشام ومجموعات اخرى لم تلتزم حتى الان بوقف النار ولم توضح موقفها، وهذه اللائحة يجري النقاش حولها ، فإما ان توضع ضمن اللائحة الاولى بموافقة الطرفين، او في اللائحة الثانية غير الارهابية ، وكل ذلك متوقف على سلوك هذه المجموعات واحترامها للقرار الاممي والدولي القاضي بوقف اطلاق النار .

واضاف جابر، ثانيا، من الاهداف التي حققتها المبادرة العسكرية الروسية هو تمكن الجيش السوري من انجاز تقدم كبير.

وتابع جابر قائلا: “اما الاسباب التي دعت روسيا الى الخروج من سوريا، فهي وجود فائض قوة عسكري في سوريا كان لا بد منه في البداية وانتفت الحاجة اليه حاليا، والانسحاب ليس كليا، سيكون جزئيا وبتخفيف من فائق القوة، على سبيل المثال ، هناك 120 طائرة، 50 طائرة من نوعية سوخوي 35 او سوخوي 30 تكفي لقصف التنظيمات الارهابية ما يعني انه اذا انسحبت 60 طائرة فالباقي يكفي”.

واشار جابر، ان فائض القوة هذا يجري التخفيف منه لأسباب سياسية واقتصادية ولإظهار حسن النية لدى الروس لتسهيل عملية السلام في سوريا، لافتا، الى ان الاهم ان الطرفين الاميركي والروسي اقتنعا نهائيا بشكل لا رجوع عنه على انه لا يوجد حل عسكري في سوريا والحل السياسي هو الحل الوحيد.

واعتبر جابر ان “الانسحاب الروسي ذكي جدا، وهو يحمل رسالة داخلية وخارجية، اولا للشعب الروسي، اننا ذهبنا وقمنا بواجبنا وحفظنا مصالح روسيا ولا لزوم لكل هذا الحشد.

وختم جابر قائلا: ” روسيا باقية في سوريا، قاعدة حميميمباقية ، الذي يوجد فيها تقريبا 2500 عنصر فكما سمعنا سيبقى فيها ما بين 1000 و1500 ، والقاعدة البحرية باقية، بالنسبة للأسطول هناك قطع بحرية كبيرة ليس لها لزوم الان، لأنه ليس هناك معركة بحرية مع احد، وستبقى في المياه السورية القطع البحرية التي تحمل صواريخ، فوجودها ضروري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى