شؤون لبنانية

الراعي في رسالة الميلاد: لسن قانون انتخابي عادل

ra333i

أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن تقديره للـ”مبادرات الخاصة والجماعية في مناسبة الاعياد الميلادية وفي الظروف اليومية ونقدر عمل المؤسسات الاجتماعية والاستشفائية التي تزرع السلام والامل في القلوب، ما انشده الملائكة في يوم ميلاد الرب: مجد وسلام ورجاء ويدعونا الميلاد لنرفع انشودة الرجاء الى السماء والسلام الذي نزعه في العالم والمجد الذي نرفعه للرب”، مفيداً أن “مجوس المشرق تقبلوا ميلاد المسيح وسافروا اشهراً وقدموا للطفل هدايا تمجيد ذهباً وبخوراً وحنوطاً وبثوا خبر السلام لهيرودوس الملك، الذي رفض البشرى الملائكية ولبلاطه الا انه رفض هذا السلام فصمم على قتل هذا السلام ولهذه الغاية امر هذا الملك المغرور امر بقتل جميع الاطفال من عمر سنتين وما دون لعل يشوع يمون في ما بينهم والملاك اوحى ليوسف بأن يهرب بالصبي ومريم الى مصر وسرعان ما مات هيرودوس”.

وأكد الراعي في رسالة الميلاد “إننا تمنينا مع شعبنا اكثر من مرة وطالبنا الكتل السياسية ان يهدوا الشعب اللبناني رئيساً للجمهورية فيرفعون الشعب من اليأس الى حالة الظلام ويمجدون الله في ممارسة عملهم السياسي الذي يندرج في النظام الطبيعي ليعيش الشعوب بسلام وتفاهم وينعمون بالخير والعدل على يد سلطة سياسية توفر لهم ذلك”، مشيراً إلى “إننا نعود اليوم لنجدد التمني والمطالبة من بكركي من الصرح التاريخي الوطني وفقا للخط الذي سار عليه اسلافي الذين قادوا سفينة الوطن من القديس يوحنا مارون الى الياس الحويك واعلان دولة لبنان الكبير الى الميثاق الوطني الى ابينا صفير ووثيقة الوفاق الوطني سنة 1989”.

وأشار الراعي إلى أن “البطريركية وضعت 3 وثائق نحو قيام دولة مدنية عصرية لدولة مبنية على ديمقراطية سليمة، دولة القانون والحقوق والواجبات وكانت الوثيقة الاولي شرعة العمل الاساسي لتوجيه الممارسة السياسية نحو جوهرها ودورها في خدمة الانسان، الوثيقة الثانية هي المذكرة الوطنية، التي تمتد نحو اعلان دولة لبنان الكبير واكدت على الثوابت الوطنية ورسمت اسس المستقبل والثالثة مذكرة اقتصادية في 25 آذار 2015 بعد مرور سنة من الفراغ والخطر بسبب الشلل العام وتزايد الفقر والهجرة وتزايد اعداد النازحين”، مفيداً أن “الجميع رحب بهذه الوثائق الثلاث وفي مقدمتهم رجال السياسة والعلم واعتبروها خريطة للتقدم، لكن تبخر التهليل”.

وأفاد الراعي إننا “نصوغ اليوم من هذه الوثائق المطالب التالية، انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع ما يمكن لاعتباره مسؤولية وطنية جامعة لا تنحصر بالمسيحيين والموارنة، فالرئيس هو للدولة ولذا ندعو الكتل السياسية الى مقربة جدية للمبادرة الجديدة التي تتصف في الجدية كما هو ظاهر في عامل الثقة الذي انعكس على الوضع الاقتصادي”، لافتاُ إلى أنّه “بات على الكتل السياسية ان تلتف حول هذه المبادرة واتخاذ القرار الوطني واجراء عملية الانتخاب وفقا للدستور”، متسائلاً “ما معنى وجود سلة متكاملة وربطها بانتخاب رئيس ومعلوم ان البرنامج الاساس للرئيس هو الحفاظ على الدستور وعلى سيادة واستقلال الوطن ورفض اي فرز وتجزئة للشعب”.

وشدد الراعي على أن “دور الرئيس تحقيق تصميم اللبنانيين على قيام الدولة الديمقراطية البرلمانية وتحفيز دور المجتمع المدني”، مفيداً أن “المطلوب وضع قانون انتخاب الذي من مسؤولية البرلمان ويترجم المشاركة الفاعلة في تأمين المناصفة والاقتراع الحر ويؤمن التنافس الديمقراطي ويلغي فرض نواب ولا يحق للبرلمان التلكؤ عن وضع هذا القانون ليصار الى التحضير للعملية الانتخابية مع بداية عهد الرئيس”، مؤكّداً “ضرورة ممارسة اعمال الحكومة لمنع الفوضى والفساد وتحفيز مسؤولية المواطنين ومعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي ومعلوم ان عمل الحكومة يواجه الكثير من العثرات بسبب غياب الرئيس لكونه السلطة الاجرائية الاولى فرئيس الحكومة يطالب في كل جلسة ومناسبة بانتخاب رئيس لاستقامة عمل الحكومة ولا تستطيع الحكومة ان تهمل اعداد اللاجئين الذي يزداد بعد ان تم الكشف عن حجم الثقل الاجتماعي والاقتصادي جراء ازمة النزوح”.

وأشار على أنّه “فيما نحن متضامنون مع النازحين نخشى ان يستغلوا من قبل المتطرفين والتنظيمات الارهابية لاهداف تخل بالامن والاستقرار ويرون انفسهم مقحمين لارتكاب الجرائم وزعزعة المجتمع”، معرباً عن شكره لـ”قرار مجلس الامن حول سوريا فيما يخص انهاء الحرب وايجاد العودة الآمنة للنازحين وتأهيل المناطق المتضررة”، مؤكّداً “إننا لا نرضى ان تكون عودة النازحين طوعية، ما ينطبق على النازحين في اوروبا لا يمكن ان يطبق في لبنان، خشية المطالبة بتوطينهم في ما بعد، بل يجب ان تكون عودتهم الزامية”.

وأفاد الراعي أن “المسيح هو النور الذي يخرق الظلمات ويمحي الكآبة والحزن ويحرر أسر البشر فنوره يشعل الايمان والرجاء، فتمت نبوءة اشعيا: “الشعب الساكن في الظلمة أبصر نوراً عظيماً ونوره في انتظارنا وفي انتظار كل واحد منا اذ وضع ذاته تحت نوره وفي دربه لا يستطيع المسيحي ان ينكر ذاته وقد قال انا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام”، مهنأاً بـ”أطيب التهاني والتمنيات في ميلاد المسيح الرب مخلص العالم وفادي الانسان فنهتف معاً: “ولد المسيح هللويا”، مشيراً إلى أن “هذه التهاني نقدمها لجميع اخوتنا واخواتنا في الابرشيات والرعايا في لبنان والعالم وخاصة من يعانون من ويلات الحرب في سوريا والعراق والاراضي المقدسة ونتقدم بالتهاني للمسيحيين والمسلمين لا سيما ان ميلاد الرب يتزامن مع المولد النبوي وهو العيش المشترك والتعاضد والتعاون وحوار الثقافة والمصير أي ترسخ هذا العيش بالرغم من المصاعب والمحن فبنينا في بلدانا لشرق الاوسط ثقافة وهوية ونحن حرصون على حمايتها بوجه مخططات التفكيك ومصممون على اداء رسالتنا بوجه حركات التعصب والتكفير”.

وأشار الراعي إلى أنّه “أشرق مجد الرب وهو يسوع المسيح الاله الذي صار انسانا وتمجد الله بارسال محبته للعالم وارسل ابنه الوحيد ليخلص العالم من ظلمة القهر والاستبداد ويصبح مجد الرب الانسان الحي وأحب بقلب انسان فمجد الرب هو السلام الذي انشده الملائكة ساعة الميلاد ويصبح يسوع المسيح عطية سماوية توهب لنا لنكون صانعي سلام وجعل السلام طريقا لبنوة الانسان فطوبا لصانعي السلام فانهم ابناء الله يدعون”، مؤكداً أن “لا احد يستطيع ان يكون صانع سلام ما بم يمتلكه في قلبه عندها يستطيع ان يبنيه سلاما اجتماعياً مع الانسان ومع اغاثة الفقراء والمحوجين وسلاما وطنيا في خدمة الخير العام واحياء مؤسسات الدولة وانماء الشخص البشري بكل ابعاده لتتوفر للانسان الحياة الكريمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى