واكيم للشرق الجديد: لقاء الاسد بوتين تتويج لصمود سوريا وللتدخل الروسي.. فوز اردوغان لن يعالج فشل رهاناته السياسية والاقتصادية

 Wakim 3

رأى الخبير الاستراتيجي الدكتور جمال واكيم في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد حول التوقعات بشان الانتخابات التشريعية التركية المقبلة وما اذا كان حزب العدالة والتنمية قادرا على الفوز بالغالبية الضرورية لتشكيل الحكومة ، ان حزب العدالة والتنمية سعى بالأساس من اجل تحسين وضعه، لذلك قام اردوغان بمخالفة دستورية عندما عجز رئيس حزب الاغلبية داوود اوغلو عن تشكيل الحكومة كان يتوجب على اردوغان ان يكلف كمال كليتشيدار اوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري الثاني من حيث عدد المقاعد النيابية ، وبدلا من ذلك وجه اردوغان الدعوة الى انتخابات مبكرة وفي نفس الوقت قام بحملة على حزب الشعوب الديمقراطية وحاول تأليب الرأي العام عليها وفتح حرب مع حزب العمال الكردستاني على امل ان يتحول قسم من الناخبين عن حزب الشعوب الديمقراطية.

وتابع واكيم: “حسب استطلاعات الرأي العام ، هناك مؤشرات على زيادة نصف نقطة او نقطة لحزب الشعوب الديمقراطية أي من الممكن ان يحصل على 13 الى 14 بالمئة من نسبة التصويت، وعندما نرى وفقا لاستطلاعات الرأي ان هناك تراجعا بنسبة 3 نقاط لحزب العدالة والتنمية وتزايد في حزب الشعب الجمهوري، هنا يبقى الرهان من قبل اردوغان وداوود اوغلو اللعب على الوتر القومي من اجل اجتذاب حزب الحركة القومية، وفي جميع الاحوال وبمعزل عن النتيجة، من الممكن ان نعود ونرى حزب العدالة والتنمية يفوز في الانتخابات خصوصا لارتباط مصالح رجال الاعمال المرتبطين بحزب العدالة والتنمية بعقود مع الدولة وما الى ذلك، ولكن هذا الفوز لا يعالج الأزمة المترتبة على مسار طويل من الرهانات السياسية والاقتصادية لحزب العدالة والتنمية الذي واجه حائطا مسدودا في النهاية، فكيف سيحل الازمة الاقتصادية وكيف سيواجه فشل رهاناته السياسية، ان كان بإسقاط النظام في سورية او بالانفتاح على المنطقة العربية او ان يكون له وصول الى وسط اسيا او ان يمد خط النفط من وسط اسيا الى اوروبا، كل هذه مشاكل حقيقية لا يستطيع ان يتجاوزها بلعبة انتخابية بهذا الشكل”.

وحول العوامل التي تتحكم بخيارات الناخبين، قال واكيم، ان “ميول الناخبين الاتراك متعددة ، فهناك الطبقات الفقيرة، وهي تضم فقراء المدن المتمردين على حزب العدالة والتنمية، وفقراء الريف المرتهنين للمساعدات المالية التي تأتيهم من الحزب ، وهناك الطبقات البرجوازية أي كبار رجال الاعمال ، وهم بمعظمهم يلتفون حول حزب العدالة والتنمية لانهم حققوا ارباحا كبيرة في فترة حكمه “.

وردا على سؤالنا حول المعاني والدلالات الاستراتيجية والسياسية لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى موسكو ولقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال واكيم: ان زيارة الاسد وهي الزيارة الأولى له الى الخارج منذ بداية الازمة لها دلالات كبيرة جدا، اولا ان الاسد مطمئن على وضعه، ثانيا لإعلان الحلف القائم والذي نعرف عنه رسميا بوجه العالم، ثالثا، الاعلان عن تغيير موازين القوى وان الحلف الروسي- السوري باق والاسد باق في السلطة والمشروع الاميركي الى فشل، هذه هي النقاط الاساسية، كما تأتي تتويجا لصمود سوريا بوجه الحملة التي تعرضت لها من ناحية، وللتدخل الروسي المباشر في الازمة السورية مؤخرا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى