الفرزلي للشرق الجديد: الدور الروسي في سوريا هدفه الحفاظ على توازنات استراتيجية في البحر الابيض المتوسط

ferzly

رأى نائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي في حديث لوكالتنا حول ابعاد ونتائج ودلالات المبادرة الروسية في سوريا وتأثيرها على التوازنات في المنطقة والعالم، ان الدور الروسي يهدف بشكل واضح الى الحفاظ على توازنات استراتيجية في البحر الابيض المتوسط ، وبالوقت عينه منع القوى التكفيرية والارهاب من ان يخلق واقع على الارض في سوريا يشكل نقطة انطلاق لعدوى تشمل كل الجمهوريات المحيطة بروسيا وبالتالي هذا امر يشكل تهديدا للأمن القومي الروسي.

وتابع الفرزلي: “وذلك في ظل اوضاع شعر فيها الروس ان اسلوب تعاطي الغرب مع هذه الافة هو اسلوب متردد ومتورط في بعض الاحيان، ويصطدم بعقبات اقلها مصالح هذه الدولة او تلك، او محاولة للحفاظ على معطيات قائمة انتجها واقع سايكس ـ بيكو الذي شاخ”.

واضاف: “هذا الواقع هو الغاية الرئيسية، وباعتقادي ان هناك حد ادنى من التنسيق الاميركي الروسي قائم، يجب اعادة خلق معطيات ميدانية جديدة على الساحة السورية وعندها ستذهب سوريا الى المفاوضات لإيجاد حل سياسي على قاعدة الاستمرار في الحرب على الارهاب واستئصاله، حيث سيتم هذا الاستئصال في كل من سوريا والعراق”.

ورأى الفرزلي “ان انعكاس ذلك على لبنان، سيتم اسقاط العقلية السائدة لدى الاكثرية النيابية التي راهنت منذ عشر سنوات حتى اليوم على تغيرات في الساحة السورية كي تنعكس بشكل معين على الارض اللبنانية تزيد من هيمنتها على كافة نواحي الحياة وعلى الاستمرار في وضع يدها على الحقوق الدستورية للمكون المسيحي الشريك الحقيقي في البلد، هذا الامر سيسقط حتما وستهزم هذه الشريحة، لإعادة انتاج شراكة حقيقية وطنية اساسها قانون انتخاب جديد يقوم على اساس النسبية ويتم فيه اعادة انتاج السلطة بصورة سليمة تحت سقف الدستور”.

وردا على سؤالنا عما هو سر الحملات المعادية لروسيا ولتحركها في لبنان والمنطقة، قال الفرزلي: “ان هذ امر طبيعي، ففي ظل العجز عن القيام بأعمال عسكرية لا بد من حملة دعائية لخلق شكل من اشكال التوازن من أجل عدم اعتبار ذلك استسلام كامل، ولكن اذا شرحنا المواقف نرى ان مصر والمانيا والدول الحقيقية القادرة على فهم التطورات تؤيد هذا الحراك”.

وختم الفرزلي قائلا: “الصراع القائم حاليا هو صراع هيمنة القوى الطامحة على الساحة، فمثلا فرنسا تشعر بصورة واضحة ان عملية طردها من الشرق الاوسط تتم بصورة ممنهجة مع مشاركة الاميركيين بذلك ، وبالتالي لن يكون لها دور في اي اتفاق على توسيع مناطق النفوذ في المنطقة، بل سيكون الدور لروسيا واميركا، كما ستكون غريبة حتى عن النظام الاقليمي الجديد الذي يعتمد ايران وتركيا واسرائيل، ولذلك هذا الامر منتظر واميركا لا تريد ان تظهر امام حلفائها بانها باعتهم تماما كما حدث في اوكرانيا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى