شؤون عربية

استعدادات سعودية اماراتية لغزو صنعاء

577 661x328

قالت صحيفة “الأخبار”، «إلى صنعاء» هو عنوان المرحلة المقبلة من العدوان السعودي على اليمن، حيث يحشد الآلاف لمعركة مرتقبة خلال أيام، يبدو واضحا أنها لن تكون بسهولة معركة الجنوب نفسها، بفعل عوامل جغرافيا الشمال، التي ليست أقلها وعورة الجبال

يجري اليوم جمع حشدٍ لـ”التحالف العربي”، يقال انّ عديده يزيد على العشرة آلاف مقاتل، في منطقة مأرب، والهدف شبه المعلن له هو الزحف الى صنعاء غرباً. هناك جبهات أخرى قائمة، ومحاور تقدّم محتملة لقوى «التحالف»: من مأرب الى صنعاء، من البيضا الى ذمار شمالاً، ومن البقعة – على الحدود السعودية – الى صعدة.

هذا اضافةً الى تجمّع آخر للتحالف في معسكر بالجوف، والتعزيزات المستمرّة الى مدينة تعز المهمّة، في محاولة لاستعادة المبادرة فيها من «أنصار الله». الّا أن خريطة الميدان في اليمن يجب أن تُقرأ بأبعادها الثلاثة، مع أخذ الطوبوغرافيا الفريدة للبلد في عين الاعتبار، لا «كمناطق سيطرة» مسطّحة يتمّ تنازعها. اذا نظرنا الى «خطوط التماس» العسكرية اليوم، نجد أن أغلبها يدور على تخوم الكتلة الجبلية التي تشكّل مرتفعات اليمن الشمالي، وهي الحدود التي توقفت على أعتابها هجمات «التحالف». مأرب، مثلاً، هي تحديداً المكان الذي تتحوّل فيه السهول الداخلية المسطّحة الى مرتفعاتٍ قاسية، تزداد ارتفاعاً كلما ذهبنا غرباً. وهذا ما جعل مأرب، موطن مملكة «سبأ» التاريخية، مدينة مهمة، تربط بين الجبل والداخل وتستثمر مياه المرتفعات عبر سدودٍ تروي بها السهول الزراعية.

تمكّنت القوات المدرعة للتحالف، بسهولة نسبية، من احتلال المناطق الساحلية والمفتوحة في الجنوب، والسيطرة على الطرقات والقواعد العسكرية الواقعة في مناطق موالية لـ»الحراك الجنوبي» ومعادية لـ »أنصار الله»، ولكن العبور تجاه مرتفعات اليمن الشمالي يبدو أكثر اشكالية. من ناحية، فإن القوى المحلية التي يعتمد عليها «التحالف» لفتح الطريق أمامه والسيطرة على الشمال، كحزب «الاصلاح» وبعض الأطراف القبلية، لم تنتزع انتصارات عسكرية بل تعثّرت، في تعز وصنعاء وغيرها، والكثير منها انقلب الى ضفة «أنصار الله» وزودهم بالمعلومات والدعم. أما من جهةٍ أخرى، فإنّ التوغّل عميقاً في جبال اليمن، وفي مناطق معادية، لن يكون سهلاً على الطوابير المدرّعة للقوات الخليجية، بل إنّ مناطق جبلية طرفية، كبيحان ومكيراس، قد سببت كوارث عسكرية للقوى الغازية؛ فصارت الطرق الاجبارية في مرتفعات مكيراس موقعاً لكمائن وهجمات كلفت «التحالف» وحلفاءه اليمنيين ثمنا باهظاً، وكانت بيحان البقعة التي انطلقت منها ضربة الـ»توشكا» التي بعثرت تجمع قوى التحالف في صافر.

حتى تتقدّم قوى الغزو من مأرب باتجاه صنعاء، مثلاً، فإن عليها (كما نرى على الخريطة) أن تتسلق مرتفعات وعرة الى غربها مباشرة، ثم جبال أكثر ارتفاعاً ووعورة قرب صنعاء.

عسكرياً، قد يكون من المتاح لهذه القوى أن تجتاح أراضي مفتوحة وتتقدم – بمساعدة الطيران وقصفه – على الطرقات الرئيسية، ولكن تأمين هذه الخطوط، على المدى البعيد، قد يكون فادح الكلفة، وخاصة اذا تبين أن «الاصلاح» والقوى القبلية التي يراهن عليها التحالف لن تتمكن من فتح طرق التمدد أمامه ومنع الهجمات ضدها. وفي حال تقدّم التحالف غرباً، فهو سيدخل الى مواطن قبائل كبرى ومتمرّسة بالحرب، كحاشد وبكيل، تدعم بغالبها «أنصار الله» والجيش اليمني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى