بقلم ناصر قنديل

الأمن العام… الأسير… عين الحلوة إبراهيم يرد الاعتبار للأسماء

nasser

ناصر قنديل

– لأنه يدرك معاني الكلمات ويعرف ما ترتبه المسؤوليات لم يصغِ اللواء عباس إبراهيم لسيل الاتهامات ولا الاستفزازت، بقي أميناً للنص الذي ورد في القانون عن مسؤوليات الأمن العام بصفته المؤسسة التي يأتمنها اللبنانيون على أمنهم العام، أمن التدخلات والمخاطر الخارجية، وأمن تداخل الخارج بشبكات أدوات لبنانية، وأمن اللبنانيين في مواجهة هذه المخاطر، فالأمن العام اللبناني ليس اسماً جرى اختياره من باب التنويع وتوزيع الأدوار بين أجهزة متعدّدة، وهو أقدمها، فهو في العراقة والأصالة، الجهاز الأعلى للاستخبارات المتصلة مهمتها بحفظ أمن المجتمع اللبناني السياسي والاجتماعي والاقتصادي، من كلّ أخطار أمنية تستهدفه، استخبارات مهمّتها الاستشعار والاستشراف للأخطار، وتحديد سيناريوات افتراضية لها وتوقعات لمكامن تحوّلها إلى خطر داهم ووضع الخطط لمواجهتها، ووضع المؤسسات الدستورية في صورة هذه الأخطار وكيفيات التعامل معها.

– مهمة الأمن العام استشعار خطر تحوّل لبنان الى يونان آخر تحت ضغط تحديات أزمة اقتصادية اجتماعية، واستشعار خطر مخطط استخباراتي لتفجير فتنة، واستباق خطر قيام تنظيمات إرهابية بالتخطيط لتفجيره او احتلال مؤسسة من مؤسساته أو جزء من جغرافيته، والاستعداد لملاقاة هذا الخطر، والتنبّه لأدوات محلية متورّطة بهذا المخطط، وهذا يطاول خططاً «إسرائيلية» كما يطاول خططاً لدول وجماعات وتنظيمات، والأمن العام مسؤول ومخوّل وله كامل الصلاحيات بالتواصل والتنسيق مع أجهزة وهيئات أمنية وسياسية محلية وخارجية يساهم التنسيق معها في درء هذه الأخطار أو التخفيف من حدّتها عن لبنان، كما من صلاحياته ومسؤولياته أن يتواصل مع شخصيات وقادة محليين سياسيين واقتصاديين ووجهاء محليين وقادة أحزاب، وله التفويض في حالات معينة بتخطي الموانع القانونية للتعاطي مع شخصيات ورموز لمجموعات يفيد التواصل معها لتفادي الأخطار الكبرى ولو كانت من النوع الملاحق قانوناً، بل وله الحق بترتيب أوضاعها القانونية ضمن تسويات لقاء ما تساهم في تقديمه لتجنيب البلاد أخطار كبرى تتهدّدها.

– من هذا الموقع تصرّف اللواء عباس إبراهيم وردّ الاعتبار لمصطلح الأمن العام، فحقق المعنى لاسم جهاز تسلم قيادته، وهو معنى يكتب لأسلاف لإبراهيم كانوا مخلصين لمسؤولياتهم بمفهوم رجال الدولة، يأتي في طليعتهم اللواء جميل السيد، عرف الأمن العام معهم عهوداً ذهبية، لكن إبراهيم يفعل ما فعله أسلافه الناجحون في ظروف الدولة القوية، وهو يفعله في ظروف اللادولة، حتى صار الأمن العام واحة الدولة في هذه الصحراء، كلما ضاقت الأمور في وجه اللبنانيين وأظلمت تطلعوا صوب الأمن العام ليروا علامة حياة الأمل بقوة الإنجاز.

– ردّ اللواء عباس إبراهيم المعنى لاسم الأسير الذي أراده الكثيرون حراً، ليصير لبنان أسيرَ مغامراته وجنونه ودوره المشبوه، وكثيرون من الذين يتسابقون على توجيه التحيات اليوم للأمن العام كانوا إلى الأمس يجاهرون بدعم الأسير ومطالبتهم أن يكون عكس اسمه حراً، والبعض لم يخفِ غصته، فتوجه بالتحية مشفوعة بأسئلة التشكيك، واللبنانيون يقولون إلى متى سيبقى هؤلاء خارج مكانهم الطبيعي إلى جانب الأسير.

– ردّ اللواء إبراهيم المعنى لاسم عين الحلوة، التي اشتغل الكثيرون لتكون، مياهها عكرة، فلا تكون عيناً حلوة، أو أن يجلبوا لها كلّ ملح البحر لتصير صرصراً أو علقماً لا تشرب، فأعادها بالتنسيق الذكي والاحترافي والوطني، عباس إبراهيم، عيناً حلوة.

– مبروك للبنان، مبروك للأمن العام، عافاك الله أيها اللواء أنت ومعاونيك ورجال جهازك، تسبحون عكس تيار التسيّب والاستهتار والعصبيات، فقد نجحتم لأنكم خليط لبناني للتعدّد المناطقي والطائفي لم تمزقه العصبيات بقي مخلصاً لفكرة الدولة، ومارس مهمته بحرفية عالية، وقلتم لنا بالملموس، أننا نستطيع ونستحق.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى